لندن -ايلاف: قال مستشار كبير في وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" ان الادارة الاميركية عازمة على خوض معركتها مع حكم الرئيس العراقي صدام حسين حتى اسقاطه حتى لو اضطرتها الظروف لتنفيذ المهمة وحدها من دون حلفاء.
وقال المسؤول وهو احد صانعي القرار في الادارة الاميركية ان الرئيس المصري حسني مبارك مختلف تماما عن الرئيس صدام اذا ما كان الحديث عن حقوق الانسان والديموقراطية.
وقال ان الرئيس مبارك الذي دفعت له واشنطن مساعدة تقدر بملياري دولار لم يضرب معارضيه بالسلاح الكيماوي ولم يقتل الناس حيثما اتفق وهو يحاول بناء حال ديموقراطي ما امكنه حسب تقاليد منطقة الشرق الاوسط.وكلام المسؤول وهو ريتشادر بيرل كبير مخططي سياسات البنتاغون جاء خلال حوار مثير مع هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي 1 "في برنامج "هارد تووك" الذي يقدمه تيم سباستيان اشهر مقدمي البرامج الجدلية في بريطانيا.
وخلال البرنامج الذي امتد حوالي 30 دقيقة واذيع صباح اليوم، حاول المسؤول الاميركي تبرير الضربة العسكرية المحتملة لاطاحة صدام بالقول ان الرئيس العراقي متورط في تنفيذ برنامجه لانتاج اسلحة الدمار الشامل.وقال بيرل "كل الدلائل تشير الى ان صدام لا يزال يسعى الى امتلاك تلك الاسلحة"، لكنه لم يستطع الرد على سؤال من مقدم البرنامج حول الوثائق التي تمتلكها واشنطن ضد الرئيس صدام.
وهو اجاب بان تقرير وليام باكلى رئيس فريق المفتشين يشير الى ذلك، ولم يزد في المعلومات عن ذلك التقرير الذي كان وضعه المتش الدولي السابق في العام 1996 .
وقال بيرل "نحن ندعم المعارضة العراقية ممثلة بالمؤتمر الوطني العراقي، فهؤلاء ضحوا بأرواح عدد من رجالهم في محاولة انقلابية في العام 1996 ، وهم قادرون الآن على القيام بانتفاضة جديدة".
ولدى سؤاله عما اذا كان سجل الرئيس صدام حسين لا يختلف كثيرا في العرف الاميركي عن سجل دول اخرى حليفة في المنطقة مثل مصر، قال مستشار البنتاغون "دعنا نكون صريحين، فانه لا يمكن ابدا مقارنة ممارسات صدام حسين بما يجري في مصر، فالرئيس مبارك لم يقتل الآفا من البشر بالسلاح الكيماوي كما انه لم يعدم الافا اخرى لمجرد التفكير بانهم يعارضون نظامه".
ودافع بيرل عن تقديم مساعدات تقدر بملياري دولار للحكومة المصرية في الوقت الذي انتقدت فيه لجان من الكونغرس والصحافة الاميركية وجماعات حقوق الانسان السجل المصري في حقوق الانسان على خلفية الاحكام ضد الناشط المصري الدكتور سعد الدين ابراهيم الذي حكم بالسجن من جانب محكمة مصرية لممارساته في مجال حقوق الانسان.
وهددت واشنطن، القاهرة قبل اسبوع بانها ستوقف المساعدات المالية اليها على خلفية الحكم ضد ابراهيم وهو البروفيسور والاكاديمي المصري الذي يحمل جنسية اميركية.
ودافع بيرل عن المعارضة العراقية ممثلة بالمتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه احمد الجلبي، وقال ان المعارضة العراقية بمختلف فصائلها تحاول ان تتحد وعلينا ان نساعدها في ذلك.
وردا على سؤال لسباستيان حول ما اذا كانت واشنطن تثقق بجماعة الجلبي ماليا حيث رصدت لهم مبالغ مالية وانفقوها على معارضة "تسمى معارضة فنادق الأربع نجوم في لندن"، قال بيرل "هنالك حسبة دقيقة في الاموال التي انفقت لصالح قيام معارضة قوية في العراق ضد حكم صدام".
ويعتقد بيرل ان جميع فصائل المعارضة العراقية المتناثرة ستجمع شملها في وقت قريب للشروع في عمل يساعد الجهد الاميركي الهادف الى اسقاط حكم الرئيس صدام حسين.
واعترف بيرل ان المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الجلبي اساء التصرف في انفاق اموال دفعت من جانب دافعي الضرائب الاميركيين، ولكنه قال "على الأقل فهم يحاولون جمع انفسهم للعمل معنا في المهمات المنتظرة".
يذكر ان الادارة الاميركية مولت ما يسمى المؤتمر الوطني العراقي بملايين الدولارات منذ منتصف التسعينيات، ولكن وزارة الخارجية الاميركية تشكك في ما آلت اليه تلك الاموال، وقالت مصادر من الوزارة "اموال دافعي الضرائب تنفق لصالح الرفاهية الثورية لجماعة المؤتمر بزعامة الجلبي في فنادق وضواحي لندن الفارهة".
وهنالك ما لايقل عن خمسين جماعة معارضة عراقية كلها تعيش في المنفى على حساب دافعي الضرائب في دول الغرب وتحاول كلها عبر بيانات وشعارات ونشرات صحفية صفراء الايحاء بانها قادرة على اسقاط حكم الرئيس صدام.
وفي السنتين الأخيرتين دفعت الادارة الاميركية مبلغ لا يقل عن خمسين مليون دولار للمؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه احمد الجلبي، ولكنها الآن تجري حساباتها معه ومع انصاره اين ذهبت تلك المبالغ.واذا ذاك، فانه يبدو من تصريحات مستشار البنتاغون ريتشارد بيرل اليوم، وهو ينتمي الى الجناح المتشدد في الادارة الاميركية حاله حال وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، فان الادارة الاميركية لا تضع ثقتها كثيرا بجماعات المعارضة ولو انها حاورتهم قبل اسبوعين في واشنطن.
ويلاحظ ان بعض تلك الحوارات لم تتم وجها لوجه، بل انها تمت عبر شبكة فيديو متلفزة كما حصل مع نائب الرئيس ديك تشيني الذي على ما يبدو انه غير راغب في لقاء بعض الاشخاص وجها لوجه، حيث لا ثقة اساسا في ممارسات البعض منهم.
التعليقات