جوهانسبورغ- في حين تواصلت المحادثات مطولا اليوم للتوصل الى اتمام الوثيقة السياسية الرئيسية للقمة وهي "خطة العمل"، سيطرت الخيبة في معسكر دعاة حماية البيئة، وكذلك بين الموفدين، ازاء النتائج السياسية الضعيفة لهذا المؤتمر حول البيئة والتنمية.
وقال رئيس الاكوادور غوستافو نوبوا مبديا دهشته "كم الفرق كبير بين الكلام والعمل". واضاف ان "الذين يظهرون انفسهم في موقع المدافعين عن القضية البيئية هم اكبر الملوثين، ولا يريدون الموافقة على تسويات لانقاذ الارض، ولا الابقاء على الاهداف الرسمية للمساعدة على التنمية".
ورات جمعية اوكسفام البريطانية ان "الفقراء لم يحصلوا الا على الفتات" في هذه القمة حول التنمية والبيئة. وتساءلت "كيف يمكننا القول اننا سنخفض الفقر الى نصف ما هو عليه بحلول 2015 بدون اعلان اي التزام بالارقام حول المساعدات؟"
غير انه تم احراز تقدم كبير في ملف المناخ اليوم، مع اعلان رئيس الوزراء الروسي ميخائيل كاسيانوف ان بلاده ستصدق على بروتوكول كيوتو "في مستقبل قريب جدا". وسيسمح تصديق روسيا بتطبيق هذا الاتفاق حول خفض انبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة، ما سيؤدي الى عزل الولايات المتحدة التي رفضت البروتوكول في اذار/مارس 2001.
وعارض الوفد الاميركي اليوم مع دول اوبك المصدرة للنفط، الاقتراح الاوروبي حول الطاقة الذي يحدد هدفا بالارقام والنسب لزيادة حصة الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية والطاقة المنتجة من الرياح في الاستهلاك العالمي بحلول 2010.
والتسوية التي تم التوصل اليها في نهاية الامر لا تنص على اي ارقام او جدول زمني. وحاول الاوروبيون اليوم التعويض عن هذه الهزيمة عبر اعلان مبادرة سياسية تهدف الى جمع الدول الراغبة في تحديد اهداف بالارقام.
واعلنت المفوضة الاوروبية لشؤون البيئة مارغو والستروم تشكيل "ائتلاف الارادة الطيبة مع الدول التي لا تزال عازمة على تحديد اهداف بشأن الطاقة المتجددة تتضمن ارقاما وجدولا زمنيا".&وقالت "لقد تباحثنا مع دول اميركا اللاتينية والكاريبي وافريقيا، ونعرف ان النروج وسويسرا ستسانداننا على الارجح".
واعتبر دعاة حماية البيئة انه تمت التضحية بملف مصادر الطاقة المتجددة في "مساومة" من اجل تسهيل الحصول على موافقة اميركية على هدف اخر من اهداف القمة، وهو خفض عدد الاشخاص الذين لا يملكون بنى ملائمة للصرف الصحي بمعدل النصف بحلول 2015.
وتراجع اوروبا بشأن الطاقة بعث اليأس في صفوف انصار حماية البيئة الذين يكافحون منذ عشرة ايام في جوهانسبورغ من اجل دعم "خطة العمل"، وهي وثيقة من سبعين صفحة تهدف الى خفض الفقر وتشجيع تنمية تحافظ على الموارد الطبيعية للارض.
اصدرت منظمتا غرينبيس واوكسفام والصندوق الدولي لحماية الحياة البرية بيانا اعتبرت فيه ان "التاريخ سيذكر قمة جوهانسبورغ على انها فرصة ضائعة لتامين الطاقة ولا سيما الكهرباء لملياري شخص محرومين منها، واطلاق ثورة مصادر الطاقة المتجددة التي نحن بحاجة اليها لحماية الطقس".
وما زاد من خيبة امل معسكر حماية البيئة ان خطة العمل لم تسجل في نظره اي تقدم عن المؤتمرات السابقة في مجالات اخرى مهمة مثل حماية التنوع الحيوي (غابات ونباتات وحيوانات) واعادة تشكيل محزون الاسماك.
وعلق ريمي بارمنتييه من غرينبيس بمرارة "امضينا تسعة ايام نحاول سد الثغرات لتجنب التراجع بالنسبة الى قمة ريو قبل عشر سنوات".&وتهدف المعركة الاخيرة حول خطة العمل الى تجنب التراجع في مسألة الحصول على العناية الصحية.
وتطالب كندا بدعم من الاتحاد الاوروبي وسويسرا ونيوزيلاندا واستراليا، بادراج اشارة الى حقوق الانسان لاضفاء التوازن الى نص يرهن توفير العناية الصحية باعتبارات "وطنية وثقافية ودينية".
واوضحت المندوبة السويسرية ليزا مانيولي ان "هذا النص يشرع انظمة تحرم النساء من حقوقهن الاساسية، مثل نظام طالبان". كما انه سيسمح بنظرها بتشريع ممارسات مثل الختان، بحجج انها تمثل "قيما ثقافية".&وتعارض الولايات المتحدة والفاتيكان اي تعديل في النص يمكن تفسيره على انه يجيز وسائل منع الحمل والاجهاض.
التعليقات