جوهانسبورغ - اقر وزير الخارجية الاميركي كولن باول بوجود جدل داخل الادارة الاميركية حول الملف العراقي مؤكدا في الوقت نفسه ان الرئيس جورج بوش يستطلع كل الاراء ويستعد لاعلان سياسته في هذا الخصوص قريبا.
&وقال باول الثلاثاء لصحافيين كانوا يرافقونه على متن الطائرة التي نقلته الى جوهانسبورغ للمشاركة في قمة الارض "نحن نتناقش داخل الادارة مع اصدقائنا ومع حلفائنا في الاسرة الدولية والامم المتحدة حول طريقة الرد" على الخطر المتمثل بالعراق.&واضاف "هناك الكثير من وجهات النظر داخل الحكومة وخارج الادارة، في الكونغرس وفي وسائل الاعلام والمناقشات التلفزيونية وفي المجتمع الدولي. ان الرئيس يدرس كل ذلك وسيعلن في الوقت المناسب كيف يعتزم معالجة هذه المشكلة".
&وكان باول الذي يعتبر من المعتدلين في ادارة بوش التزم التحفظ الشديد حول هذا الموضوع في الايام الاخيرة بينما ضاعف نائب الرئيس ديك تشيني ومستشارة الامن القومي في البيت الابيض كوندوليزا رايس التهجمات على النظام العراقي، ما عزز الشعور بان تهديدا عسكريا قد يكون امرا مطروحا.
&وكان باول اعتبر في حديث بثت بي.بي.سي قسما منه الاحد ان عودة مفتشي الامم المتحدة الى العراق قد يكون "خطوة اولى" ملمحا بذلك الى وجود خلافات مع تشيني الذي اكد من جهته ان ذلك لن يثني واشنطن عن السعي الى تغيير النظام في بغداد.
&من جهته نفى وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد وجود خلافات داخل ادارة بوش في ما يتعلق بتدخل ضد العراق. وقال في هذا الصدد "لست على علم بوجود خلافات" مؤكدا ان مسؤولي الامن القومي يتحادثون بانتظام في واشنطن ويعود الى الرئيس بوش اتخاذ القرارات.
&واضاف ان "الرئيس منتخب وهو يتخذ القرارات ويفعل ذلك بشكل جيد جدا"، موضحا انه يمكن ان يكون هناك تباين في الرأي داخل الادارة لكن ذلك لا يعدو كونه مؤسساتيا".&وجدد رامسفلد التأكيد على ان هدف الولايات المتحدة هو تغيير النظام العراقي. وقال في مؤتمر صحافي عقده في البنتاغون الثلاثاء ان "سياسة حكومتنا هي تغيير النظام" في العراق معتبرا ان "العالم سيكون افضل اذا لم يطور النظام في هذا الجزء من العالم اسلحة دمار شامل ولا يشكل تهديدا لجيرانه".
&وقد اعلن رئيس الاقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ترنت لوت الثلاثاء ان الرئيس بوش سيسعى على الارجح للحصول على دعم الكونغرس قبل القيام بعمل عسكري ضد العراق، واضاف في اليوم الاول من اعمال الكونغرس بعد عطلة صيفية استمرت شهرا ان التصويت في الامم المتحدة قبل شن عمليات عسكرية ضد بغداد سيكون "مضيعة للوقت".