د: يوسف الفقهاء
&
لا يمكننا انكار القدرة التي تتمتع بها أمريكا في قلب الحقائق وليّ الحقيقة, فهي تتمتع بقدرات وامكانيات هائلة خاصة في مجال الأعلام. وقد استطاعت ومنذ أن أخذت على نفسها مهمة إيجاد "عدوجديد" بعد أن نجحت في تدمير وانهاء عدوها السابق ( الأتحاد السوفييتي ) في العثور على هذا العدو المفترض والذي بامكانه أن يكون بؤرة لمشروع& قومي يلتف من حوله الأمريكيون وتجند له الأمكانيات كافة بهدف استمرار نهضتها الأقتصادية وتفردها السياسي كقطب عالمي مهيمن ودون منافس , وخاصة بعد أن بدأت تخبوا مظاهر العنجهية والشوفونية الأمريكية إبان حكم الديمقراطيين كنتيجة لأنخراطهم بسياسات عالمية شبه متوازنة بعيدة عن مظاهر الغطرسة واستعمال القوة . فكان ( الأسلام ) ومع الأسف هو ذلك العدو المفترض. وقد أستطاعت الأدارة الجمهورية وفي أقل من عام أن تجعل من الأسلام والمسلمين فعلا بؤرة لمشروعها القومي المفترض أضافة الى تمكنها من إدراجه (كعدو محتمل) على أجندة الأهتمامات العالمية وبشكل فيه تشويه كبير ومتعمد طال& صورته وصورة العرب والمسلمين& .
وهكذا فها نحن لا نكاد نجد حدثا مشينا& إلاّ واتهم الأسلام بصناعته, أو أدعيَ أنه طرف رئيسي فيه, ولا نكاد نجد خبرا يتعلق بالقتل أو الدمار إلا وكان الأسلام مادته الرئيسية أن لم يكن بالصوت فبالصورة ! حتى أنه لو قدر لأحد أن يحصي عدد ترداد كلمة الأسلام أو المسلمين ومشتقاتهما& على ألسنة أبناء البشرية, لوجد أن تردادها قد تضاعف الى مرات عديدة عما كانت عليه, ومع أن في هذا بعض الفائدة, حيث كان الدافع للكثيرين من الغربيين في البحث عن مكنونات هذا الدين وتعاليمه وخاصة أنهم يفتقرون الى العلاقات الروحية بعد أن طغت عليهم العلاقات المادية, إلآّ أن ذلك كان له انعكاسات كثيرة مازلنا للآن كعرب ومسلمين لا نعرف كيف نتفاعل معها ونتعامل مع حيثياتها. فالبعض منا حاول وأجهد نفسه في أن يقدم الأسلام على أنه دين تسامح (وهو فعلا دين تسامح) ولكن هذا وضع الأمة في موقف الدفاع عن النفس وتطلب إثباتات نحن في غنى عن البحث فيها وما يتطلبه هذا البحث والأثبات من جهد ووقت ومال&, والبعض ادعى أن الأسلام لا علاقة له بالأرهاب (وهو كذلك) ولكنه وضع نفسه في موضع درء الشبهات وتتطلب ذلك أيضا& أن يمارس أو يثبت مسالمته وهذا بدوره& تطلب وما زال تجاوز الكثير من الخطوط الحمر والتي في تجاوزها مس في كرامتنا وخصوصيتنا. وبالرغم من ذلك فلم ولن& يقنع أو يقتنع من خططوا لوضع الأسلام في موضع العداء لهم&ببرائتنا, ليس لأنهم لا يعرفون الأسلام وليس لأنهم لم يجربوا المسلمين , بل لأنهم يريدون اسلاما خاصا مفصلا تفصيلا يتطابق مع أهدافهم وله مواصفات وشروط تجعل منه دينا للشعائر ودينا لطقوس الولاء والطاعة وتأمين مصالحهم ومصالح حليفتهم أسرائيل , دينا ليس بمقدور أتباعه المس باسرائيل أو أن يكون عنوانا لهم& بالوحدة والنهضة .
الأسلام دين سماوي, لا بل هو الين الوحيد الذي اعتمده رب العزة من كل الديانات السماوية (إن الدين عند الله الإسلام), وما ورد في كتاب الله تعالى من القرآن الكريم كل لا يتجزأ , ولم يكن أي جزء فيه أو منه سببا لممارسة الأرهاب لا قديما ولا حديثا ولا مستقبلا, وإلاّ فما معنى قوله تعالى& (وجادلهم بالتي هي أحسن ), وما معنى قوله تعالى مخاطبا نبيه "صلوات الله وسلامه عليه"& (ولو كنت فظا غليظ القلب لنفضوا من حولك ) وما معنى قوله تعالى ( يا أيها الناس إنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا, إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وغير ذلك من آيات تدعوا الى التسامح والتكاتف وحفظ النفس البشرية , والمحافظة على الأخلاق , وإيفاء الحق, وعدم التعرض لأصحاب الديانات الأخرى وأتباعها (لكم دينكم ولي دين), وتحقيق المساواة والعدل .
أما الأرهاب الحقيقي والذي يغض الطرف عنه , فهو إرهاب عالمي بالأصل مرتبط بالسياسات وليس بالديانات , ومرتبط بانعدام العدل وفقدان المساواة , ومرتبط بجشع الرأسمالية العالمية ومصالح الشركات المتعددة الجنسيات وصراعها على مناطق نفوذ تتمتع بالثروات الطبيعية وأسواق الأستهلاك, ارهاب عالمي جاء كنتيجة منطقية لتحالف الطبقة الصناعية العسكرية مع المال وبيوتاته , ومع الأنفاق العسكري بل والتقدم التكنولوجي والتطور الذي لا يقيم اعتبارا للأنسان. ارهاب عالمي يمارسه& صندوق النقد الدولي عندما يعمل من خلال أدواته& على تشجيع الأنفاق والفساد توطئة لجلب البائسين الى نظارة البنك الدولي ومن ثم الحجز عليهم لاحقا وبيع ممتلاكاتهم تحت عنوان الخصخصة.
الأرهاب العالمي هو ربط الأنسان بالمادة واستعباده لها, وتقليم حياته وجعله دابة تهيم على وجهها بحثا عن لقمة العيش والأمن والأمان, وفي وقت لاحق دفعه لممارسة الأفتراس في محاولة لتحقيق ذاته .
&هذا هو الأرهاب, أما السؤال الكبير والذي قد يسأل عن علاقة الأسلام والمسلمين في اقتراف الأفعال التي قد توصف بالأرهاب, فالجواب واضح في كلمتين هما, أن الأسلام والمسلمين لا ولن يقبلوا الظلم. فمارسوا العدل, وكلوا بمكيال واحد, وعندئذ لن يكون هنالك عنف ولا إرهاب !
وهكذا فها نحن لا نكاد نجد حدثا مشينا& إلاّ واتهم الأسلام بصناعته, أو أدعيَ أنه طرف رئيسي فيه, ولا نكاد نجد خبرا يتعلق بالقتل أو الدمار إلا وكان الأسلام مادته الرئيسية أن لم يكن بالصوت فبالصورة ! حتى أنه لو قدر لأحد أن يحصي عدد ترداد كلمة الأسلام أو المسلمين ومشتقاتهما& على ألسنة أبناء البشرية, لوجد أن تردادها قد تضاعف الى مرات عديدة عما كانت عليه, ومع أن في هذا بعض الفائدة, حيث كان الدافع للكثيرين من الغربيين في البحث عن مكنونات هذا الدين وتعاليمه وخاصة أنهم يفتقرون الى العلاقات الروحية بعد أن طغت عليهم العلاقات المادية, إلآّ أن ذلك كان له انعكاسات كثيرة مازلنا للآن كعرب ومسلمين لا نعرف كيف نتفاعل معها ونتعامل مع حيثياتها. فالبعض منا حاول وأجهد نفسه في أن يقدم الأسلام على أنه دين تسامح (وهو فعلا دين تسامح) ولكن هذا وضع الأمة في موقف الدفاع عن النفس وتطلب إثباتات نحن في غنى عن البحث فيها وما يتطلبه هذا البحث والأثبات من جهد ووقت ومال&, والبعض ادعى أن الأسلام لا علاقة له بالأرهاب (وهو كذلك) ولكنه وضع نفسه في موضع درء الشبهات وتتطلب ذلك أيضا& أن يمارس أو يثبت مسالمته وهذا بدوره& تطلب وما زال تجاوز الكثير من الخطوط الحمر والتي في تجاوزها مس في كرامتنا وخصوصيتنا. وبالرغم من ذلك فلم ولن& يقنع أو يقتنع من خططوا لوضع الأسلام في موضع العداء لهم&ببرائتنا, ليس لأنهم لا يعرفون الأسلام وليس لأنهم لم يجربوا المسلمين , بل لأنهم يريدون اسلاما خاصا مفصلا تفصيلا يتطابق مع أهدافهم وله مواصفات وشروط تجعل منه دينا للشعائر ودينا لطقوس الولاء والطاعة وتأمين مصالحهم ومصالح حليفتهم أسرائيل , دينا ليس بمقدور أتباعه المس باسرائيل أو أن يكون عنوانا لهم& بالوحدة والنهضة .
الأسلام دين سماوي, لا بل هو الين الوحيد الذي اعتمده رب العزة من كل الديانات السماوية (إن الدين عند الله الإسلام), وما ورد في كتاب الله تعالى من القرآن الكريم كل لا يتجزأ , ولم يكن أي جزء فيه أو منه سببا لممارسة الأرهاب لا قديما ولا حديثا ولا مستقبلا, وإلاّ فما معنى قوله تعالى& (وجادلهم بالتي هي أحسن ), وما معنى قوله تعالى مخاطبا نبيه "صلوات الله وسلامه عليه"& (ولو كنت فظا غليظ القلب لنفضوا من حولك ) وما معنى قوله تعالى ( يا أيها الناس إنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا, إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وغير ذلك من آيات تدعوا الى التسامح والتكاتف وحفظ النفس البشرية , والمحافظة على الأخلاق , وإيفاء الحق, وعدم التعرض لأصحاب الديانات الأخرى وأتباعها (لكم دينكم ولي دين), وتحقيق المساواة والعدل .
أما الأرهاب الحقيقي والذي يغض الطرف عنه , فهو إرهاب عالمي بالأصل مرتبط بالسياسات وليس بالديانات , ومرتبط بانعدام العدل وفقدان المساواة , ومرتبط بجشع الرأسمالية العالمية ومصالح الشركات المتعددة الجنسيات وصراعها على مناطق نفوذ تتمتع بالثروات الطبيعية وأسواق الأستهلاك, ارهاب عالمي جاء كنتيجة منطقية لتحالف الطبقة الصناعية العسكرية مع المال وبيوتاته , ومع الأنفاق العسكري بل والتقدم التكنولوجي والتطور الذي لا يقيم اعتبارا للأنسان. ارهاب عالمي يمارسه& صندوق النقد الدولي عندما يعمل من خلال أدواته& على تشجيع الأنفاق والفساد توطئة لجلب البائسين الى نظارة البنك الدولي ومن ثم الحجز عليهم لاحقا وبيع ممتلاكاتهم تحت عنوان الخصخصة.
الأرهاب العالمي هو ربط الأنسان بالمادة واستعباده لها, وتقليم حياته وجعله دابة تهيم على وجهها بحثا عن لقمة العيش والأمن والأمان, وفي وقت لاحق دفعه لممارسة الأفتراس في محاولة لتحقيق ذاته .
&هذا هو الأرهاب, أما السؤال الكبير والذي قد يسأل عن علاقة الأسلام والمسلمين في اقتراف الأفعال التي قد توصف بالأرهاب, فالجواب واضح في كلمتين هما, أن الأسلام والمسلمين لا ولن يقبلوا الظلم. فمارسوا العدل, وكلوا بمكيال واحد, وعندئذ لن يكون هنالك عنف ولا إرهاب !
التعليقات