الاسماعيلية - رياض ابو عواد: عرضت في اطار المسابقة الرسمية للدورة السادسة لمهرجان الاسماعيلية للافلام التسجيلية والروائية القصيرة في يومه الاول الاحد ثمانية افلام حملت اسئلة الانا والوطن والاخر واعادة تقييم شخصيات اثرت في مسار حياة مجتمعاتها. ومن ابرز هذه الافلام السويدي "الضحية" لطارق صالح واريك جانديني ويتطرق لاعادة البحث عن الواشي الحقيقي بالمناضل الارجنتيني ارنستو تشي غيفارا الذي ظل ملهما للحركات اليسارية طوال الاربعين عاما الماضية. ويفسر صالح، احد مخرجي الفيلم، اسباب هذا البحث في "ايجاد فهم لتحول هذا المناضل الى ايقونة مقدسة لدى قطاعات واسعة من الشباب والى ضحية تلهم بموتها الدعوة للثورة". ويتابع "هذا التاثير نبع اساسا من مساهمته بقيادة الثورة الكوبية وحلمه بتفجير الثورة في اميركا اللاتينية وانتقاله لاشعال الثورة في بوليفيا في سبيل تغيير اوضاع الفقراء و العمال والفلاحين فيها ودعوته لمحاربة الولايات المتحدة الاميركية والراسمال العالمي ودفعه حياته ثمنا لذلك". وتدور احداث الفيلم التسجيلي باعادة التحقيق مع سيرو بوستا والمفكر الفرنسي ريجيس دوبريه اللذين رافقا غيفارا لفترة من الزمن في الغابات البوليفية واعتقلا قبل مصرعه عام 1967 بايام. وكانت اتهامات الراي العام العالمي والمثقفين واليساريين قد وجهت الى بوستا بالوشاية بمكان غيفارا في حين تمت تبرئة المفكر الفرنسي. وقام المخرج بلقائهما ومحاورتهما للكشف عن الحقيقة حيث يدافع الاول عن نفسه ويشكو من تحميله مسؤولية حادثة لم يرتكبها.& في حين يتهرب ريجيس دوبريه من الاجابة على الاسئلة بما في ذلك مواجهته بوثيقة وقعها يتعهد فيها بعدما الادلاء للصحافيين بمكان غيفارا ويرفض الاجابة على اية اسئلة اخرى. ويتضمن الفيلم ايضا لقاء مع مسؤول في وكالة الاستخبارات الاميركية (سي اي ايه) كان مكلفا بالكشف عن مكان غيفارا اضافة الى القائد العسكري البوليفي الذي نفذ امر قتله بعد اعتقاله مباشرة وفي المكان الذي القي القبض فيه عليه. ومن التحقيق في حادث مقتل غيفارا، الى استقراء دور المثقفين المصريين في التاريخ الوطني المصري وفي مواجهة الاستعمار البريطاني في ثورة 1919 وما تبعها، وصولا الى دورهم في مواجهة زيارة الرئيس المصري السابق انور السادات لاسرائيل في 1978، من خلال الفيلم المصري "كافيه ريش" لجمال قاسم.& ويتطرق الفيلم لعشرات الاسماء من رواد المقهى الشهير، الواقع في وسط العاصمة المصرية، ويلتقي بعدد كبير من الذين عاصروا بعض الاحداث بينهم الروائيون محمد البساطي و جمال الغيطاني وبهاء طاهر ومن الشعراء ابراهيم داود ومن المخرجين السينمائيين داود عبد السيد ومحمد خان و الراحل رضوان الكاشف. اما الفيلم اللبناني "قريب بعيد" لاليان الراهب فيتناول تحول فتاة مسيحية مارونية من الفلسطينيين الذين كانت تعتبرهم وحوشا الى باحثة عن الحقيقة بعد ان اعتراف صديقة طفولتها لها بانها فلسطينية وحادثة مقتل الطفل محمد الدرة في بداية الانتفاضة في 29 ايلول/سبتمبر 2000، لتعيد اكتشاف حقيقة الصراع في المنطقة من خلال ردود افعال الاطفال على ما يجري على ارض فلسطين. ويكشف الفيلم عددا من المفارقات المبكية المضحكة مبينا ان الاطفال اكثر نضجا واقترابا مما يجري على ارض الواقع من الكبار في ردود فعلهم وهرب بعضهم للالتحاق بالانتفاضة ومواجهة اسرائيل. ويبرز مفارقة اخرى عندما تتحول الفتاة المسيحية الى تبني موقف مؤيد للفلسطينيين في الوقت الذي تتنكر فيه صديقتها الفلسطينية الاصل لانتمائها لفلسطين. وحدد المنتج المنفذ للفيلم ديمتري خضر الهدف من الفيلم بالكشف "عن ان بقاء اسرائيل مهيمنة نابع اساسا من ضعفنا ومن هزيمتنا". وقال "اننا نحاول في هذا الفيلم ان نكشف هذا الضعف بتنوعه للالتفاف حول الدينامو المحرك للتغيير الاجتماعي والسياسي في الوطن العربي وهو القضية الفلسطينية". وتابع ان "اسرائيل فيروس يفتك بنا فلا بد ان ان نفضح رؤيتنا حتى نواجه انفسنا ونستطيع اعادة بناء تاريخنا بشكل حقيقي فتصبح اسرائيل خارج المعادلة لانها تنتهي بقوتنا ومغادرتنا عوامل ضعفنا".
بدأ مهرجان الاسماعيلية فعاليته السبت الماضي بمشاركة 53 دولة يمثلها 187 فيلما بينها عشر دول عربية. وقد اختارت لجنة المشاهدة من هذه الافلام 65 فيلما للمشاركة في المسابقة الرسمية التي ستعلن نتائجها في حفل الاختتام الخميس المقبل.
بدأ مهرجان الاسماعيلية فعاليته السبت الماضي بمشاركة 53 دولة يمثلها 187 فيلما بينها عشر دول عربية. وقد اختارت لجنة المشاهدة من هذه الافلام 65 فيلما للمشاركة في المسابقة الرسمية التي ستعلن نتائجها في حفل الاختتام الخميس المقبل.
التعليقات