القدس -كالين نياسكو: يشكل انتصار حزب اسلامي وان كان معتدلا في الانتخابات التشريعية في تركيا نبأ سيئا مبدئيا لاسرائيل التي وقعت في شباط/فبراير 1996 اتفاقا مهما للتعاون العسكري مع انقرة، الا ان الدبلوماسيين والمحللين الاسرائيليين لم يعبروا عن قلق كبير ازاء هذا الموضوع.
&وقال يوري غوردون اول سفير اسرائيلي في تركيا لوكالة فرانس برس اليوم الاثنين "لست متشائما البتة، بل على العكس، فانا اعتقد ان العلاقات الجيدة بين اسرائيل وتركيا ستستمر".&واضاف "اذا ارادت تركيا الانضمام الى الاتحاد الاوروبي والابقاء على علاقاتها الجيدة مع الولايات المتحدة، والاثنان خياران يصبان في المصلحة الاستراتيجية التركية، فان الحكومة الجديدة لا تستطيع ان تعدل علاقاتها مع اسرائيل".
&وتركيا الدولة العلمانية التي يدين سكانها بالاسلام هي الحليف الرئيسي لاسرائيل في المنطقة منذ 1996، تاريخ توقيع اتفاق التعاون العسكري بين البلدين الذي اثار حينذاك غضب معظم الدول العربية وايران.&ومنذ ذلك الحين تنظم تركيا واسرائيل بشكل دوري مناورات عسكرية مشتركة، كما انهما اقاما علاقات اقتصادية مهمة.&ويضع البلدان اللمسات الاخيرة على اتفاق يتعلق ببيع 50 مليار متر مكعب من المياه لاسرائيل.
&في تموز/يوليو اوكلت تركيا مسألة تطوير حوالى 300 مروحية الى شركة "ازرائيلي ميليتيري اندستريز" الاسرائيلية العامة في مقابل مبلغ 110 ملايين دولار.&وهذا المشروع هو الثاني الذي يعهد الى الاسرائيليين منذ بداية السنة بعد مشروع تطوير 170 دبابة من طراز "ام 60" من صنع اميركي مقابل مبلغ 668 مليون دولار.&ورأى المحلل الاسرائيلي افراييم اينبار ان الحزب الاسلامي المعتدل الذي فاز بالانتخابات التشريعية "ليس حزبا معاديا لاسرائيل".
&وقال "لا اعتقد ان فوزهم سيكون له تأثير سلبي على العلاقات بين اسرائيل وتركيا".
&وقد حقق حزب العدالة والتنمية المعتدل الاحد انتصارا لا سابق له في الانتخابات بنيله 2،34% من الاصوات، بحسب النتائج الكاملة غير الرسمية التي نشرتها وكالة انباء الاناضول، وسيشكل هذا الحزب الحكومة التركية المقبلة.
&وتم انشاء حزب العدالة والتنمية قبل حوالى السنة على انقاض حزب اسلامي محظور.
&ودان حزب العدالة والتنمية في بداية نيسان/ابريل "ارهاب الدولة" الذي تمارسه اسرائيل ضد السلطة الفلسطينية خلال عملية "السور الواقي" التي نفذها الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية كرد على عدد من العمليات الانتحارية الفلسطينية ضد الاسرائيليين.&الا ان السفير غوردون اعتبر ان هذا الحزب سيغير موقفه بعد وصوله الى الحكم.&وقال "قد تكون هناك بعض التصريحات المزعجة لاسرائيل الا ان تصريحات بعض الدول الاوروبية تجاه اسرائيل ليست لطيفة دائما".
&وصرح مسؤول في وزارة الخارجية الاسرائيلية رفض الكشف عن هويته بان انتصار الاسلاميين المعتدلين "لا يفترض ان يؤدي الى تغييرات مهمة" في العلاقات بين البلدين.
&وقال ان "اللهجة (تجاه اسرائيل) قد تصبح اكثر انتقادا الا ان التعاون العسكري يصب في اطار مصالح البلدين الاستراتيجية ولا بد من الاخذ بالاعتبار الجيش التركي الذي لا يزال يحتفظ بنفوذ مهم في تركيا".&وتركيا هي البلد الاسلامي الوحيد في حلف شمال الاطلسي. ويعتبر الجيش التركي ضامنا للقيم العلمانية التي اسسها مؤسس تركيا الحديثة كمال اتاتورك.