&
شكل نجاح الانتخابات النيابية في البحرين انعطافة مهمة في الحياة السياسية بالبحرين، حيث مثل نجاحها تصميم البحرين المعاصرة في ظل القيادة الاصلاحية الجديدة لحضرة صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الملك المفدى على الدخول الى مرحلة سياسية جديدة تتسم بالديمقراطية والحرية والشورى. ولقد كان هذا النجاح السياسي علامة فارقه على هذا التحول ومدى جديته وصدقه وإخلاصه، خاصة بعد المرحلة التاريخية السابقة التي افتقرت الى الحياة النيابية. وبالعودة الى هذه التجربة - التي نهنىء الشعب والقيادة الحكيمة على نجاحها - نستطيع ان نستخلص بعض أهم الدروس التي اثبتتها التجربة:
أولا: ان القيادة السياسية لوطننا اتسمت في مسلكها وتوجهها بالصدق في القول والوفاء بالعهد وبالشجاعة السياسية التي تقتضي القبول بشروط الحياة السياسية الديمقراطية الصحيحة والسلمية دون إقصاء او استثناء. وقد اثبتت الأيام صدقية هذا التوجه عمليا من خلال المبادرات المتكررة للقائد وحكومته الرشيدة على أكثر من مستوى. ثانيا: ان شعب البحرين بكل فئاته كان متعطشا للديمقراطية وبينت الانتخابات أنه أهل لهذه الديمقراطية وجدير بالحرية، لأنه تعامل مع الاحداث بكل جدية ومسئولية وبأسلوب حضاري منقطع النظير، فرغم وجود معارضين ومؤيدين للصيغة الحالية للانتخابات فإن الجميع التزم باحترام الرأي والرأي الآخر دون عنف ودون تشويش او ضغط حقيقي، وهذا عنصر مهم بالنسبة للديمقراطية واستمرارها. ثالثا: فوز التيار الاسلامي بالعديد من المقاعد النيابية لم يشكل مفاجئة لأحد، لأنه التيار الأكثر تنظيما وتحزباً وانضباطاً في حين كان أغلب المستقلين دون دعم حزبي او سياسي معتمداً على طاقته الذاتية وإمكانياته الفردية في أغلب الأحيان. ولم تكن المنافسة بهذا المعني عادلة منذ البداية، فهنالك من تقف وراءه جمعيات تمتلك المال والقدرة على التنظيم والخبرة السياسية والادارية والدعائية الضخمة، وهنالك من كان رأس ماله وامكانياته الشخصية لا غير، وهنالك من استخدم الدين كغطاء وكإطار للتحرك وإحراج الناس، باعتبار ان انتخاب الاسلاميين هو واجب ديني، وهنالك من كان عليه ان يكافح بوسائل فردية دون غطاء مع أنه متدين ومسلم ويتسم بالصلاح في حياته وسلوكه واقواله.
رابعا: ان غياب المرأة هذه المرة ايضا عن المجلس النيابي لم يكن امراً مقبولاً، ولا يعبر عن واقع الحال في البحرين ولا عن مكانة المرأة في هذا البلد العريق الرائد في التعليم والثقافة والذي بوأ المرأة مكانة عالية في سلم الحياة الاجتماعية والسياسية. والواقع يعج بعشرات النساء الفاضلات المثقفات والواعيات والقادرات حقيقة على خدمة المجتمع وتطويره افضل من الكثيرين من الرجال بمن فيهم الذين فازوا في الانتخابات ولكن ما الحيلة وهذه بعض عيوب الديمقراطية والتي لابد من ان نقبل بنتائجها كما هي: خامسا: ان التيار الديني بكل ما يمتلكه من قوة ومال وتنظيم ودعم لا محدود يخشى ان تتحول كل جهوده الى الهوامش والعمل السياسي الذي تحتاج إليه البحرين في المرحلة القادمة، بتحويل الممارسة السياسية الى مجرد شعارات دينية على غرار ما هو حاصل في العديد من البلدان، في حين ان البحرين تحتاج اليوم الى فكر عصري متقدم يركز على دعم الديمقراطية والحريات العامة والفردية وبناء الثقة بالإنسان واحترام الرأي الآخر وحق الاختلاف والتنوع، والتركيز على قضايا التنمية، وهي امور تحتاج الى فكر خلاق والى روح تقدمية خلاقة. سادسا: ان بعض التجاوزات التي حدثت في بعض المراكز مثلما حدث في الدائرة الاولى من محافظة العاصمة على سبيل المثال إذ سعت بعض الاطراف في اطار التنافس المحموم وغير العادل إلى اثارة الدعايات المغرضة وتشويه بعض المرشحين على أسس دينية صرفة، وهو اسلوب مرفوض وغير عادل لأننا جميعا مسلمون في بلد مسلم يحترم الإسلام، وليس هنالك مسلم ونصف مسلم.
ان اعتماد الاشاعات الكاذبة والضغط على الناخبين من خلال الإنفاق بسخاء واستخدام قوة المال والدعاية، بالاضافة الى المبالغة في إظهار السيرة الذاتية المثالية لبعض المرشحين تبرزهم كملائكة وفاتحين. إن مثل هذه المبالغات قد اضرت بالوجه الحضاري لهذه الانتخابات وكان يفترض ان تكون في حدود المعقول ومطابقة للواقع وليست قائمة على الكذب والمبالغة والتزييف، ولذلك فإننا نعتقد ان الذين يفعلون ذلك منذ البداية لن نضمن نزاهتهم في المستقبل.
أولا: ان القيادة السياسية لوطننا اتسمت في مسلكها وتوجهها بالصدق في القول والوفاء بالعهد وبالشجاعة السياسية التي تقتضي القبول بشروط الحياة السياسية الديمقراطية الصحيحة والسلمية دون إقصاء او استثناء. وقد اثبتت الأيام صدقية هذا التوجه عمليا من خلال المبادرات المتكررة للقائد وحكومته الرشيدة على أكثر من مستوى. ثانيا: ان شعب البحرين بكل فئاته كان متعطشا للديمقراطية وبينت الانتخابات أنه أهل لهذه الديمقراطية وجدير بالحرية، لأنه تعامل مع الاحداث بكل جدية ومسئولية وبأسلوب حضاري منقطع النظير، فرغم وجود معارضين ومؤيدين للصيغة الحالية للانتخابات فإن الجميع التزم باحترام الرأي والرأي الآخر دون عنف ودون تشويش او ضغط حقيقي، وهذا عنصر مهم بالنسبة للديمقراطية واستمرارها. ثالثا: فوز التيار الاسلامي بالعديد من المقاعد النيابية لم يشكل مفاجئة لأحد، لأنه التيار الأكثر تنظيما وتحزباً وانضباطاً في حين كان أغلب المستقلين دون دعم حزبي او سياسي معتمداً على طاقته الذاتية وإمكانياته الفردية في أغلب الأحيان. ولم تكن المنافسة بهذا المعني عادلة منذ البداية، فهنالك من تقف وراءه جمعيات تمتلك المال والقدرة على التنظيم والخبرة السياسية والادارية والدعائية الضخمة، وهنالك من كان رأس ماله وامكانياته الشخصية لا غير، وهنالك من استخدم الدين كغطاء وكإطار للتحرك وإحراج الناس، باعتبار ان انتخاب الاسلاميين هو واجب ديني، وهنالك من كان عليه ان يكافح بوسائل فردية دون غطاء مع أنه متدين ومسلم ويتسم بالصلاح في حياته وسلوكه واقواله.
رابعا: ان غياب المرأة هذه المرة ايضا عن المجلس النيابي لم يكن امراً مقبولاً، ولا يعبر عن واقع الحال في البحرين ولا عن مكانة المرأة في هذا البلد العريق الرائد في التعليم والثقافة والذي بوأ المرأة مكانة عالية في سلم الحياة الاجتماعية والسياسية. والواقع يعج بعشرات النساء الفاضلات المثقفات والواعيات والقادرات حقيقة على خدمة المجتمع وتطويره افضل من الكثيرين من الرجال بمن فيهم الذين فازوا في الانتخابات ولكن ما الحيلة وهذه بعض عيوب الديمقراطية والتي لابد من ان نقبل بنتائجها كما هي: خامسا: ان التيار الديني بكل ما يمتلكه من قوة ومال وتنظيم ودعم لا محدود يخشى ان تتحول كل جهوده الى الهوامش والعمل السياسي الذي تحتاج إليه البحرين في المرحلة القادمة، بتحويل الممارسة السياسية الى مجرد شعارات دينية على غرار ما هو حاصل في العديد من البلدان، في حين ان البحرين تحتاج اليوم الى فكر عصري متقدم يركز على دعم الديمقراطية والحريات العامة والفردية وبناء الثقة بالإنسان واحترام الرأي الآخر وحق الاختلاف والتنوع، والتركيز على قضايا التنمية، وهي امور تحتاج الى فكر خلاق والى روح تقدمية خلاقة. سادسا: ان بعض التجاوزات التي حدثت في بعض المراكز مثلما حدث في الدائرة الاولى من محافظة العاصمة على سبيل المثال إذ سعت بعض الاطراف في اطار التنافس المحموم وغير العادل إلى اثارة الدعايات المغرضة وتشويه بعض المرشحين على أسس دينية صرفة، وهو اسلوب مرفوض وغير عادل لأننا جميعا مسلمون في بلد مسلم يحترم الإسلام، وليس هنالك مسلم ونصف مسلم.
ان اعتماد الاشاعات الكاذبة والضغط على الناخبين من خلال الإنفاق بسخاء واستخدام قوة المال والدعاية، بالاضافة الى المبالغة في إظهار السيرة الذاتية المثالية لبعض المرشحين تبرزهم كملائكة وفاتحين. إن مثل هذه المبالغات قد اضرت بالوجه الحضاري لهذه الانتخابات وكان يفترض ان تكون في حدود المعقول ومطابقة للواقع وليست قائمة على الكذب والمبالغة والتزييف، ولذلك فإننا نعتقد ان الذين يفعلون ذلك منذ البداية لن نضمن نزاهتهم في المستقبل.
التعليقات