باسكال ماليه: وافقت الدول المانحة للبنان التي اجتمعت السبت في قصر الاليزيه في باريس على تقديم اعتمادات تفوق قيمتها أربعة مليارات دولار لهذا البلد بهدف تجنيبه الوقوع في أزمة مالية خطيرة وذلك على الرغم من عدم التزام الولايات المتحدة بذلك.
&ورأى رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري الذي كان يتوقع اصلا الحصول على خمسة مليارات دولار، ان مؤتمر "باريس 2" الذي ضم "اصدقاء لبنان" هو "نجاح" للبنان الذي يواجه في العام 2003 استحقاقات تسديد جزء من ديونه يصعب عليه الوفاء بها.
&واعتبر ان "معدلات الفوائد على الديون اللبنانية ستكون من الان فصاعدا اقل ارتفاعا بالتاكيد"، ما يسمح للبنان الخروج من الحلقة المفرغة لكلفة الدين العام.
&وحضرت المؤتمر الذي استغرق ثلاث ساعات، 17 دولة، بينها دول مجموعة السبع والدنمارك الرئيسة الحالية للاتحاد الاوروبي، اضافة الى المفوضية الاوروبية وسبع مؤسسات مالية دولية.
&واثناء افتتاح الاجتماع، طلب الحريري دعم الاسرة الدولية للبنان الذي يواجه دينا "لا يحتمل سيقارب 31 مليار دولار في نهاية العام".
&وكرر رئيس الوزراء اللبناني القول ان حكومته ستواصل تطبيق برنامجها للنهوض الاقتصادي عبر تخفيض ارقام الموازنة وتخصيص بعض مؤسسات القطاع العام.
&واعتبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي ترأس الاجتماع الذي شارك فيه خصوصا حوالي ستة رؤساء حكومات، ان ذلك يشكل "خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح".
&واضاف شيراك "ان تطبيق اجراءات +باريس 2+ دعما للسياسة التي تتبعها حكومة رفيق الحريري، سيعطي نتائج ايجابية"، مشيرا الى ان الامر بمثابة مساهمة في استقرار الشرق الاوسط ومساعدة "للشعب اللبناني الذي عانى".
&واعرب الرئيس الفرنسي عن تاييده لعقد مؤتمر "باريس 3" في غضون ثمانية الى تسعة اشهر لتقييم ما آلت اليه الامور.
&وقال المنظمون ان اكبر المساهمات جاءت من السعودية التي وعدت بتقديم اعتمادات ب700 مليون دولار ومن فرنسا والصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية اللذين وعد كل منهما بتقديم 500 مليون دولار.
&لكن وباستثناء دول الخليج ومؤسساته المالية والاتحاد الاوروبي، اعلنت كندا وماليزيا فقط مساهمتهما في هذه المساعدات.
&وفي المقابل، امتنعت الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا، على الرغم من حضور المستشار الالماني غيرهارد شرودر شخصيا، عن تقديم اي التزام طالما لم يتم التوصل الى اتفاق بين صندوق النقد الدولي ولبنان.
&وجاء في البيان الختامي "اذا كانت كل الوفود قد عبرت عن دعمها لبرنامج الاصلاحات الذي عرضه لبنان، فان "عددا كبيرا" من المشاركين "ابدى استعداده للمساهمة في تمويل لبنان في وقت لاحق على ضوء التقدم الذي سيتم احرازه وترسيخ علاقاته مع صندوق النقد الدولي".
&وكان الرئيس الاميركي جورج بوش دعا لبنان اثناء استقباله الحريري الاثنين في واشنطن "الى العمل مع صندوق النقد الدولي لاعداد برنامج" اقتصادي "دائم".
&واعلن الحريري للصحافيين ان "لبنان على استعداد لمواصلة الحوار مع" صندوق النقد الدولي، وقال مشددا "لكننا ننوي ايضا البقاء اوفياء لتقليدنا، وهو المصداقية".
&وعلى الرغم من نصائح صندوق النقد الدولي، عارض الحريري تخفيض سعر صرف الليرة اللبنانية الذي لم يتغير ازاء الدولار منذ 1994. ولا يعتزم ايضا اعتماد خطة تقشف محتملة عرضها الصندوق.
&وعلى هامش مؤتمر "باريس 2"، تظاهر في باريس حوالي مئة من انصار التيار الوطني الحر (انصار العماد ميشال عون الذي ترأس حكومة من العسكريين في لبنان بين عامي 1988 و1990) ضد "الاحتلال السوري للبنان"، معتبرين ان "اي مساعدة ستبقى من دون جدوى طالما الاحتلال السوري مستمر"، على حد رأي منظمي التظاهرة.