بغداد: تبدأ اليوم مرحلة ستحدد خيار السلام او الحرب في العراق مع وصول اول فريق من مفتشي الامم المتحدة الذين سيتعين عليهم تحديد ما اذا كان النظام العراقي يحتفظ ام لا باسلحة دمار شامل.
واستقل 11 مفتشا من لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للامم المتحدة (انموفيك) وستة من اعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية وخبير في الاتصالات طائرة "هيركوليس سي-130" تابعة للامم المتحدة اقلعت من لارنكا (قبرص) بعد ظهر اليوم.&وكان الناطق باسم لجنة انموفيك هيرو ويكي والمتحدثة باسم الوكالة الدولية ميليسا فليمينغ ضمن الفريق الذي استقل الطائرة.
وتبدو مهمة هذا الفريق حاسمة لمستقبل العراق المهدد بضربة اميركية عند اول مخالفة للترتيبات الخاصة بنزع اسلحة الدمار الشامل التى تم تشديدها بموجب القرار 1441 الذي صوت عليه مجلس الامن بالاجماع في 8 تشرين الثاني/نوفمبر.&لكن بغداد التي قبلت القرار "بدون شروط" تبقى مرتابة جدا ازاء نوايا واشنطن وتتهمها بالسعي الى ايجاد ذرائع واهية من اجل مهاجمة العراق.
واكدت صحيفة "الثورة" الناطقة بلسان حزب البعث الحاكم في افتتاحيتها اليوم ان على اعضاء مجلس الامن الدولي "تحمل مسؤولياتهم القانونية والاخلاقية تجاه اية محاولة اميركية وبريطانية لاستغلال نصوص القرار للعدوان عليه".
ودعت "الثورة" لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) والوكالة الدولية للطاقة الذرية الى " ضرورة تادية هذه المهمة بحياد ونزاهة وموضوعية ومن دون المساس بامن العراق الوطني وكرامة العراق والعراقيين".&واكدت الصحيفة على ان عمل المفتشيين سيؤدي الى "الكشف السريع عن زيف الادعاءات الاميركية والبريطانية المغرضة".
وشددت الصحيفة على "تمسك العراق بكافة حقوقه الوطنية" وقالت انه مستعد " للدفاع عن نفسه وعن كرامة شعبه وامنه وسيادته تجاه اى عدوان يضمره له الاشرار في واشنطن ولندن بما عرف عنه من حزم وجهادية عالية".
وكان وزير الخارجية العراقي ناجي صبري قال في رسالة وجهها الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ونشرت امس الاحد ان الولايات المتحدة تريد استخدام القرار 1441 ذريعة لمهاجمة العراق. وقال في الرسالة ان الولايات المتحدة الاميركية تريد ان تتخذ من مجلس الامن "غطاء لهدفها الاستعماري العدواني".
واوضح صبري "الهدف الحقيقي لمشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة تحت غطاء الحرص الكاذب على العمل من خلال الامم المتحدة يكمن في خلق الذرائع للعدوان على العراق بغطاء دولي". وتوقف عند "النصوص والادعاءات والاجراءات" الواردة في القرار 1441 و"التي تتعارض مع القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة ومع قرارات مجلس الامن ذات الصلة".&واضاف ان "اعتبار تقديم بيانات غير دقيقة هو 'انتهاك صريح' يعني ان الهدف الواضح هو توفير ذرائع لتشويه موقف العراق ولاستخدامها في الاعمال العدوانية ضد العراق وليس تنفيذ اهداف مجلس الامن المعلنة".
وبحسب نص القرار 1441، يتحتم على العراق ان يقدم فى الثامن من كانون الاول/ديسمبر المقبل كحد اقصى "تقرير حديث ودقيق وشامل حول كل جوانب برامجه لانتاج اسلحة كيميائية وبيولوجية ونووية وصواريخ باليستية وغيرها مثل طائرات من دون طيار وانظمة نشر" للاسلحة البيولوجية او الكيميائية تستخدم على الطائرات.
وقد اعلن الناطق باسم مفتشي نزع الاسلحة امس ان المفتشين سيقيمون "خطا هاتفيا ساخنا" مع السلطات العراقية لسرعة تسوية اي مشكلة قد تطرأ خلال عمليات التفتيش وتجنب تكرار حوادث تخللت مهمة لجنة الامم المتحدة السابقة المكلفة نزع اسلحة العراق (يونسكوم) بين 1991 و1998.&وسيقام خط الطوارىء هذا بين مركز بغداد للمراقبة والتحقق والتفتيش وهيئة الرقابة الوطنية العراقية كما اوضح هيرو يوكي الناطق باسم المفتشين.
وتؤكد بغداد انها لم تعد تملك اسلحة دمار شامل ووعدت بالتعاون "الكامل" مع المفتشين خلال الزيارة التي قام بها رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش هانس بليكس ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الى العراق الاسبوع الماضي.&وقد اعلن البرادعي اليوم في القاهرة انه اذا تجاوب العراق مع الامم المتحدة "فسيكون التفتيش بديلا للحرب وليس مقدمة لها".