طهران- تجمع مئات الآلاف من المصلين وعناصر الميليشيا الاسلامية الايرانيين اليوم للمرة الثانية خلال اسبوع في طهران، ليشددوا في مرحلة من التوتر الداخلي والخارجي، على قوة النظام في مواجهة "اعدائه".
واشار صحافيون الى ان عدد عناصر الميليشيا الاسلامية (الباسيج) لم يصل الى خمسة ملايين كما كان اعلن لدى توجيه الدعوة اليهم للتظاهر في "يوم القدس". وقد اختلط هؤلاء بالمصلين الذين اتوا للمشاركة في الصلاة في جامعة طهران، ليصل عدد الجموع الى مئات الالاف.
وذكر التلفزيون الايراني الرسمي ان ملايين الاشخاص، وهو رقم لم يكن في الامكان التحقق منه، نزلوا الى الشارع في طهران وفي المدن الايرانية الاخرى كاصفهان وشيراز ومشهد، في اليوم المخصص للقدس وللباسيج اي مجموعة المتطوعين الذين يقدمون انفسهم على انهم المدافعون عن الجمهورية ومرشدها الاعلى علي خامنئي.
وكان الباسيج اعلنوا انهم سيكونون خمسة ملايين في كل البلاد، وقد تم تفسير هذه التعبئة على انها رسالة واضحة في فترة من التوتر السياسي الشديد، في مواجهة حركة المعارضة التي تصاعدت تدريجيا منذ صدور حكم الاعدام على الاستاذ الجامعي الاصلاحي هاشم اغاجاري في 6 تشرين الثاني/نوفمبر.
وارتدى عناصر الميليشيا الاسلامية بزاتهم الخاصة ولفوا اجسادهم باكفان بيضاء، كرمز لقبولهم "الاستشهاد". وقد انتشروا في كل مكان، من المدارس الى المصانع، ليجسدوا "قوة الشعب" التي سبق وهدد المرشد علي خامنئي باللجوء اليها في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، ردا على تصعيد الحركة الاحتجاجية في صفوف الطلاب الاصلاحيين.
وفي طهران، وضع البعض احزمة من المتفجرات الوهمية. ورددت مجموعات عديدة من نساء الباسيج اللواتي يرتدين "التشادور" شعار "شارون يرتكب الجرائم واميركا تدعمه". وأنشد فتيان الباسيج من جهتهم "الموت لاسرائيل"، "الموت لاميركا". ورفعت لوحات تمثل المسجد الاقصى في القدس مسيجا بقضبان، ورسوم تمثل "الشيطان الاكبر" الاميركي يحمل بين ذراعيه "طفله" الاسرائيلي.
&وكما جرت العادة، احرقت اعلام اميركية واسرائيلية على وقع الهتافات.
واتهم هاشمي رفسنجاني، الرئيس الايراني الاسبق ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام حاليا الذي لا يزال يتمتع بنفوذ كبير في ايران، الاسرائيليين والغربيين بالسعي الى الافادة من التوتر الذي تشهده ايران في الداخل "لتقسيمنا وابعاد الشباب الايراني عن الثورة".
الا انه اكد في خطبة الجمعة ان "الباسيج قوة وقائية تمنع بمجرد وجودها الكثير من الاشخاص من التآمر على السلطة". وكان مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي قال ليل الخميس "اذا عمل احد من داخل جامعة طهران ضد الجمهورية الاسلامية، بادراك او بغير ادراك، فهذا يعني انه يسعى الى تحقيق الاهداف نفسها التي تسعى اليها الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية".
وقد شهدت الجامعات حركة احتجاجية اتخذت منحى سياسيا متصاعدا منذ صدور حكم الاعدام على اغاجاري وحتى صدور قرار منع اي تجمع طلابي في 20 تشرين الثاني/نوفمبر. واكد خامنئي ان الجامعات "سترفض كل التيارات المزعجة"، الامر الذي اوحى بامكان تصعيد الضغوط على الجامعات التي دعا بعض المحافظين المتشددين الى "تطهيرها". وشجب مرشد الجمهورية في صلاة الجمعة في 22 تشرين الثاني/نوفمبر "اولئك الذين يثيرون الاضطرابات في الجامعات"، مؤكدا ان "هذا العمل لن يقود الى اي مكان". وكان مئات الالاف من المصلين تجمعوا في ذلك اليوم في طهران للاستماع الى خامنئي.
ويسعى الطلاب الاصلاحيون الى تنظيم استفتاء عام في الجامعات وتجمع في 7 كانون الاول/ديسمبر. الا ان اعلان محامي هاشم اغاجاري امس الخميس عن النية باستئناف الحكم الصادر على موكله حتى من دون موافقة هذا الاخير قد يساهم في تخفيف التوتر.
ونقلت وكالة الانباء الطلابية اليوم عن المحامي علي مير محمد صادقي قوله ان حكم الاعدام الصادر على المثقف الاصلاحي الايراني هاشم اغاجاري "غير عادل وسيغير بالتأكيد". وقال "عملا بتصريحات مرشد الجمهورية الاسلامية" علي خامنئي الذي امر باعادة النظر بالملف فان (هذا الملف) "سيعاد النظر فيه بدقة". وقال المحامي لوكالة الانباء الطلابية ان القضية "سترفع على الارجح" امام هيئة للاستئناف و"ستعدل (العقوبة) دون شك".