واشنطن -جان لوي دوبليه: قرر الرئيس الاميركي جورج بوش التصدي جذريا لما يشكل حاليا نقطة ضعفه الاساسي اي الاقتصاد، متسببا الجمعة في حدوث تعديل جوهري لفريقه الاقتصادي بعد شهر من فوز حزبه في الانتخابات التشريعية.&فقد قدم وزير الخزانة بول اونيل ومستشار الرئيس الاميركي الرئيسي لشؤون الاقتصاد لورنس ليندسي استقالتهما، هذا ان لم تكن قد تم اقالتهما فعليا.
&واكتفى الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر بالقول خلال لقاء مع الصحافيين "لقد قدما استقالتهما" مثنيا كما جرت العادة، على عمل المسؤولين اللذين كانا حتى استقالتهما المسؤولين الرئيسيين في الفريق الرئاسي المكلف الملفات الاقتصادية.&فما ان صدرت صباح الجمعة ارقام البطالة في تشرين الثاني/نوفمبر التي كانت سيئة مع ارتفاعها الى 6% في حين كانت التوقعات تشير الى نسبة 8،5%، قرر الرئيس الاميركي اتخاذ تدابير حازمة.
&ويشكل الاقتصاد النقطة السلبية الوحيدة في حصيلة حكم جورج بوش حتى الان. الحصيلة حتى الان ايجابية بشكل عام اذ ان الشعب الاميركي يؤيد الطريقة التي رد فيها على اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 ونجاحاته الدبلوماسية على صعيد القضية العراقية والفوز الذي حققه في الانتخابات التشريعية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
&فقد تمكن الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه عبر هذه الانتخابات من انتزاع السيطرة في مجلس الشيوخ من الديموقراطيين ومن زيادة عدد مقاعده في مجلس النواب.&ويريد جورج بوش، متسلحا بهذه الغالبية البرلمانية الجديدة، ان يدفع الكونغرس اعتبارا من مطلع السنة الجديدة الى اقرار مجموعة من الاجراءات لتنشيط الاقتصاد.&ويمكن لجورج بوش الابن ان يتخذ من تجربة والده الذي كان رئيسا للبلاد بين 1989 و1991 عبرة في هذا المجال. فهذا الاخير ورغم الهالة التي منحه اياها انتصاره في حرب الخليج في شتاء العام 1991، خسر الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفبر 1991 امام الديوقراطي بيل كلينتون بسبب صحة الاقتصاد الاميركي التي كانت متدهورة حينها.
&وشدد ديفيد دي روسا المحلل الاقتصادي في كلية ادارة الاعمال في جامعة يال "نحن الان ربما على مشارف هجوم على العراق. ولا يريد جورج بوش الابن ان يحل به ما حل بوالده عندما انتصر على جبهة السياسة الخارجية لكنه خسر لان الاقتصاد الوطني كان مريضا".
&ودخلت الولايات المتحدة مرحلة انكماش اقتصادي مطلع العام 2001 مع وصول جورج بوش الى السلطة. ومع ان واشنطن خرجت من هذه المرحلة في نهاية السنة ذاتها، رغم اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر، فان الانتعاش الاقتصادي لا يزال مترنحا.&وقال الناطق الرئاسي الاميركي "الاقتصاد لا يتحسن بالوتيرة التي يريدها الرئيس. ولطالما قال (بوش) ان الوضع الاقتصادي مرتج وقد اطلع هذا الصباح (الجمعة) على ارقام البطالة".
&واضاف فلايشر "يريد الرئيس التأكد من اننا سنواصل اتخاذ الاجراءات لمساعدة العمال الاميركيين ويريد العمل مع الكونغرس على وضع اجراءات تخدم هذا الهدف وتؤدي الى ايجاد فرص عمل جديدة".&وكان لورانس ليندسي المهندس الرئيسي للتخفيضات الضريبية التي عرضها الرئيس بوش ما ان تسلم السلطة واقرها الكونغرس في صيف العام 2001.
&لكن اسلوب بوش الفظ وافتقاره الى الدبلوماسية لا يسهلان التعاون مع البرلمانيين الذين يحتاج الى اوسع دعم ممكن منهم لاقرار برنامجه الاقتصادي الجديد خصوصا وان الجمهوريين يتمتعون بغالبية ضيقة جدا في مجلس الشيوخ.&اما بول اونيل فقد ساهمت تصريحاته اللاذعة التي غالبا ما فاجأت الاسواق المالية وشركاء الولايات المتحدة الاقتصاديين، كثيرا في سقوطه.
&وقال فلايشر الجمعة ان خلفا لكل من اونيل وليندسي سيعلن قبل نهاية السنة الحالية مشددا على انهما "سيكونان خبيرين اقتصاديين يحظيان بثقة الاسواق (...) وقادرين على العمل مع القطاعين الخاص والعام على حد سواء وعلى فهم طبيعة العمل الحكومي".