القدس- ماريوس شاتنر: تهدد الافضلية التي اعطتها اللجنة المركزية لحزب الليكود الى مرشحين من التيار الوطني المتشدد لانتخابات 28 كانون الثاني/يناير، بتعقيد مهمة زعيم الحزب رئيس الحكومة الانتقالية ارييل شارون بعد هذا الاقتراع الذي تتوقع استطلاعات الرأي فوز حزبه فيها.
فالجناح المتشدد في الليكود يفضل التحالف مع اليمين المتطرف، في حين اعلن شارون انه يود تشكيل حكومة وحدة وطنية مع العماليين.&كما يعارض اليمينيون داخل الحزب بشكل قاطع وخلافا لشارون اقامة دولة فلسطينية مستقلة ولو على مساحة صغيرة وبصلاحيات محدودة.
وابرزت الانتخابات الداخلية لحزب الليكود اكبر احزاب اليمين الاسرائيلي امس الاحد تغلب التيار المتشدد بزعامة بنيامين نتانياهو.&ويطالب نتانياهو بقمع اكثر قساوة للانتفاضة التي بدأت في نهاية ايلول/سبتمبر 2000 وبطرد رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات فورا. وهو يعارض قيام اي دولة فلسطينية.
ولم تمكنه هذه المواقف من الفوز في الانتخابات الحزبية في 28 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، في حين سجل شارون خلالها فوزا ساحقا وانتخب زعيما للحزب.&غير ان نتانياهو عوض عن ذلك امس الاحد امام اللجنة المركزية، التي يتبنى اعضاؤها الثلاثة الاف مواقف اكثر تطرفا من قاعدة الحزب. وقد انتخبت هذه اللجنة امس 120 مرشحا للحزب الى الانتخابات التشريعية المقبلة.
وبين الاسماء ال38 اللتي تتصدر لائحة مرشحي الليكود، هناك عشرة من انصار نتانياهو وغالبية من المعارضين لقيام دولة فلسطينية.
واعتبر الخبير السياسي الاسرائيلي يارون عزراحي ان "مشكلة الليكود ليست في الاحتفاظ بالسلطة - فهو ليس مهددا في مستقبل قريب - بل في تقديم بديل للاسرائيليين، في حين تتواصل الهجمات الفلسطينية وتتفاقم الازمة الاقتصادية".
وتابع هذا الاستاذ في الجامعة العبرية بالقدس "غير انه سيتحتم على شارون ان يأخذ في الحسبان مواجهة معارضة داخلية اقوى".&ورأى ان شارون يتوقع ان تمارس الولايات المتحدة ضغوطا على اسرائيل "ما ان تزول فرضية الحرب في العراق بطريقة او باخرى".
وقال "لقد استبق الامور ووافق على مبدأ دولة فلسطينية، غير انه لن يتمكن من المضي في هذا الاتجاه بدون دعم حزبه".&ورأى خبير سياسي اخر هو البروفسور ايمانويل غوتمان ان تقدم المتشددين في صفوف الليكود "يعكس تطرفا يمينيا لدى الرأي العام ردا على الانتفاضة الفلسطينية".
وهناك سبعة وزراء من حكومة شارون ضمنوا تقريبا انتخابهم نوابا ابرزهم وزير الدفاع شاوول موفاز ووزير المالية سيلفان شالوم اضافة الى ابن شارون ومستشاره اومري شارون.&كما يتوقع انتخاب رئيس بلدية القدس ايهود اولمرت الذي يحظى بدعم كبير من شارون، بالرغم من انه لم يأت سوى في المرتبة الثالثة والثلاثين على لائحة المرشحين.
وترجح استطلاعات الرأي ان يفوز الليكود ب38 مقعدا على الاقل في انتخابات 28 كانون الثاني/يناير، في حين يشغل حاليا نصف هذا العدد من المقاعد في الكنيست. ومن المتوقع في المقابل ان ينخفض تمثيل حزب العمل في مجلس النواب الاسرائيلي الى عشرين مقعدا.
والانتخابات التشريعية في اسرائيل تجري على اساس نسبي ودائرة واحدة.&غير انه سيتحتم على الليكود تشكيل تحالفات سياسية سواء مع العماليين او مع اليمين المتطرف، من اجل تشكيل حكومة.
وقد استبعد عمرام متسناع الرئيس الجديد لحزب العمل الذي يتزعم تيار "الحمائم" فيه، الانضمام الى حكومة وحدة وطنية بزعامة شارون.&وصرح "انني مصمم على عدم المشاركة في حكومة ائتلافية مع شارون"، ان لم يطرأ تغيير جذري على سياسته، وهو امر مستبعد بنظره.