نضال حمد
&
عندما يختلط الحابل بالنابل كما تقول لغة شارعنا العربي المشغول بأكل الحمص والفلافل والفول, تصبح للصدمات وقعة أقل وطأة على أهل الشارع منها على أهل القصور من المتحكمين بأمور الدين والدنيا والأتباع من المؤمنين. وصدمة البطريرك اليوناني أرينيوس الأول راعي الكنيسة الأرثوذكسية الذي يكن العداء والحقد للأب الدكتور عطا لله حنا الناطق الرسمي باسم الكنيسة المذكورة, سوف تكون أصعب حين يكتشف أنه أرتكب حماقة كبيرة وخطيئة جديدة بحق الكنيسة والأتباع.
فالبطريرك أرينيوس الأول لكي يتابع مشواره السيئ الصيت والسمعة والسيرة, وهو الذي تجمعه بالسلطات الصهيونية علاقات حميمة ومشكوك بأمرها, قام بتقديم دعوى قضائية ضد الأب عطا الله أمام المحكمة الصهيونية في القدس المحتلة, وقامت المحكمة المذكورة بدورها بإرسال بلاغ& إلى الناطق الرسمي باسم الكنيسة للمثول أمام المحكمة خلال مدة أقصاها ثلاثون يوما اعتبارا من الاثنين الماضي. طبعا معروف ومعلوم لنا أن البطريريك المذكور قام قبل أشهر عديدة بالتنسيق مع السلطات الصهيونية بمؤامرة استهدفت الأب عطا لله من حيث تمت أقالته من منصب الناطق الرسمي للكنيسة الأرثوذكسية بطريقة غير شرعية وغير قانونية. وكان للقرار الذي اتخذه البطريرك أرينيوس الأول عوامل عدة أثرت على عمل الكنيسة المذكورة وعلى اتباعها في فلسطين والمشرق العربي, لأن هؤلاء لا يرون في البطريرك اليوناني سوى عامل قلق& يحاول زرع الشقاق والفرقة والخلاف بينهم من أجل تغريبهم دينيا وسياسيا, وهذا بطبيعة الحال مطلب صهيوني مرفوض ومفضوح. فهم يرفضون قراره بعزل الأب عطا الله ويرفضون تعامله مع السلطات الصهيونية بالطريقة التجارية والسمسرية التي تجعل لهم يد في شؤون الكنيسة المحلية. كما أنهم يرفضون النزعة الغربية التي تريد تغريب الكنيسة عن واقعها الشرقي الأصيل. لأن الكنيسة جزء من الشعب الفلسطيني وأتباعها مع شعبهم وضد أعداء شعبهم ولن يكونوا مع ارينيوس ضد عطا الله بل مع الحق ضد الباطل.
هذا وعلم من مصادر معينة أن الأب عطا الله تسلم الدعوة القضائية ضده, وتضمنت بعض البنود فيها اتهام الأب عطا الله بالتحريض ضد العنصر اليوناني في الكنيسة, ويسعى إلى تعريبها. أنها تهمة تشرف الأب عطا الله طالما أنها لا تتعارض مع الرسالة الوطنية وكذلك السماوية,لأنها مهمة وطنية في وجه المؤامرة التي ينسقها ارينيوس مع السلطات الأحتلالية. وهذه الكنيسة اتباعها فلسطينيون وعرب مشرقيون وليس يونانيون. والأب عطا الله لم يشتم ولم يسب العنصر اليوناني لأنه ليس عنصريا بالأصل كما البطريرك أرينيوس الذي خال نفسه المخلص في البلاد التي أنجبت مخلص المخلصين. ثم كان الأجدر بسيادة البطريرك أن يبتعد عن مخالفة القانون والتعاليم الكنسية في خلافاته مع الأتباع من أهل الكنيسة,لأن قيامه برفع دعوى ضد رجل دين آخر من نفس الكنيسة إلى محكمة مدنية يعتبر مخالفا لقوانين الكنيسة المتعارف عليها.
أن الأب عطا الله حنا يعتبر من الشخصيات الفلسطينية الوطنية النشيطة والناشطة& في العمل الاجتماعي والثقافي والديني والوطني والقومي, فهو من أشد المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني وعن أرضه وأمنه وحريته. كما أنه أيد مرارا وتكرارا عمليات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال واعتبرها حق وطني شرعي, كما أكد رفضه التعامل مع الاحتلال الصهيوني.
نعتقد أن قرار فصل الأب عطا لله حنا من منصب الناطق الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية جاء بضغط من الاحتلال بحيث تلاقت مصالح الأخير مع أحقاد البطريرك ارينيوس& الذي لم يخف عدائه للأب عطا الله. ثم كانت في وقت لاحق محاولة للاعتداء على الأب عطا لله بالضرب وهو في سيارته في القدس ومن ثم أيضا استدعائه لمركز الشرطة للتحقيق معه من قبل سلطات الاحتلال. والآن يقوم البطريرك بأداء دور جديد في مسلسل الإرهاب الذي يمارس على الشخصية الوطنية والدينية الفلسطينية التي تعتبر رمزا من رموز المقاومة الوطنية الفلسطينية في نضالها العادل من أجل حرية الأرض و الإنسان في فلسطين المحتلة.