القاهرة -مروة بعد الرحيم: اثار البرنامج الاميركي للاصلاحات وتحديث العالم الغربي في خضم الاستعدادت العسكرية لشن حرب محتملة ضد العراق ردود فعل متفاوتة في الدول المعنية.&ووجهت مصر، ابرز حلفاء الولايات المتحدة في المنطة انتقادات للمشروع الاميركي لانه "لم يتطرق الى المشكلة الاساسية"، اي النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.&وقال وزير الخارجية المصري احمد ماهر "على الرغم مما حوته بعض اجزاء البيان من نوايا طيبة، فان الملاحظ انه لم يتعرض الى المشكلة الاساسية التي يكمن فيها جوهر المشاكل الاخرى التي تواجهها المنطقة وشعوبها".
&ومن جهتها، نددت الصحافة الرسمية بشدة بالمشروع الاميركي لانه "قد يكون جزءا من تحضيرات لضرب العراق" حسب رئيس تحرير وكالة انباء الشرق الاوسط محفوظ الانصاري.&وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول اعلن الخميس عن برنامج خصص له 29 مليون دولار للمساعدة على اقرار اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية في العالم العربي.
&ويهدف البرنامج الى "وضع الولايات المتحدة بقوة الى جانب التغيير والاصلاح والى جانب مستقبل من الحداثة في الشرق الاوسط".&والمبادرة ستتركز على ثلاثة اعمدة اساسية هي الاصلاحات الاقتصادية، والانفتاح السياسي والاجتماعي، خصوصا لجهة تعزيز حقوق النساء، واخيرا التربية.
&وفي السعودية حيث لم يصدر اي تعليق على البرنامج، قال الصحافي في صحيفة "الحياة" العربية داوود الشريان "هناك تناقضات بين البرنامج وحشد الجيوش والتدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول مثل العراق وبعض دول الخليج ومصر".
&واضاف الشريان في اتصال هاتفي من الرياض انه "لا يمكن فرض الديموقراطية بهذه الطريقة".&وفي سوريا، اعتبرت صحيفة "تشرين" الحكومية ان المشروع الاميركي مفاجيء وطلبت من واشنطن وقف "دعهما الاعمى" لاسرائيل.
&وذكرت الصحيفة ان الامر هو "مناورة لمزيد من التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة".&وفي لبنان الذي لم يصدر اي تعليق رسمي على البرنامج، قال خبير العلوم السياسية نواف سلام انها "خطوة في الاتجاه الصحيح لكن تبقى كيفية ترجمة ذلك" وتساءل عما اذا كان "الدعم سيوجه الى قوى الاصلاح الحقيقية في المجتمع ام ان واشنطن ستسعى الى تنصيب جماعات موالية لها".
&وراى سلام ان "الخطوة جيدة بالنسبة لقوى المجتمع المدني بعد ان دعمت اميركا لاكثر من 50 عاما قوى التسلط والظلامية في المنطقة".&واعتبر ان برنامج باول "نقد ذاتي للسياسة الاميركية في المنطقة" وشدد على ان "المطلوب هو مراجعة اميركية شاملة للصراع العربي الاسرائيلي ولا يمكن الفصل بين الصراع مع اسرائيل والاصلاحات الداخلية كما انه لا يمكن معالجة ظاهرة ارهاب من دون معالجة اسبابها".
&وختم سلام قائلا "مع ذلك، فان برنامج باول هو الخطوة الاولى في مسيرة الالف ميل الاميركية باتجاه المنطقة".&وفي المقابل، في منطقة الخليج حيث لا ينفك الوجود العسكري الاميركي يتجه الى الازدياد، رحبت قطر والبحرين بالمبادرة الاميركية.
&وقال احد المسؤولين في وزارة الخارجية ان "مملكة البحرين تعرب عن تقديرها" لما ورد في خطاب باول و"اشاد فيه بالخطوات الاصلاحية والمسيرة الديموقراطية التي تشهدها المملكة ضمن الحركة الاصلاحية".&وعبر المصدر نفسه عن امله في ان "تستمر الولايات المتحدة في تعاونها مع دول الشرق الاوسط من اجل اقامة السلام العادل والشامل والتنمية في المنطقة في كافة المجالات".
&وفي قطر، حيث تم توقيع اتفاق عسكري مع واشنطن يكرس وجودا عسكريا ضخما على ارضها، اوضح مسؤول في بيان ان قطر تأمل "في ان تسهم هذه المبادرة في توسيع فرص التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وفرص المشاركة الشعبية في منطقة الشرق الاوسط وان توفر الظروف المناسبة لتحقيق السلام العادل والشامل والامن والاستقرار فيها".&وبعيدا عن النهج الرسمي، ندد استاذ العلوم الساسية في جامعة قطر محمد المسفر في اتصال هاتفي مع فرانس برس بالمبادرة التي "ترغب في فرض ديموقراطية مستوردة تشبه الوجبات السريعة التي لها طعم ورائحة لكنها تؤدي الى التسمم".