الدوحة- يعقد مجلس التعاون لدول الخليج العربي ظهر اليوم السبت في الدوحة قمته الثالثة والعشرين التي ستبحث خصوصا في الملف العراقي والقضية الفلسطينية ومسائل اقتصادية ابرزها الاتحاد الجمركي. ويغيب عن هذه القمة التي تعقد وسط تهديدات اميركية بشن حرب ضد العراق، اربعة من قادة الدول الست الاعضاء في المجلس (السعودية والامارات وقطر والكويت وسلطنة عمان والبحرين)، بعضهم لاسباب سياسية وبعضهم لاسباب صحية.
ويمثل السلطان قابوس بن سعيد سلطنة عمان في قمة دول مجلس التعاون التي يرأسها امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ويحضرها نائب رئيس دولة الامارات الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم ممثلا لبلاده.
اما الدول الثلاث الاخرى، السعودية والكويت والبحرين، فيمثلها وزراء خارجيتها الامير سعود الفيصل والشيخ صباح الاحمد الصباح والشيخ محمد بن مبارك آل خليفة.وكان وزراء خارجية دول المجلس عقدوا الجمعة اجتماعهم التحضيري في جلسة مغلقة تمت خلالها صياغة جدول اعمال القمة في تكتم تام. وقد امتنع وزراء الخارجية عن الادلاء بتصريحات للصحافيين بعد انتهاء الاجتماع.
وذكرت صحيفة "الشرق" القطرية اليوم السبت ان وزراء الخارجية اجروا مساء الجمعة مشاورات غير رسمية في مقر اقامة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني.ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية قولها ان الوزراء ناقشوا خلال هذه المشاورات فكرة "انشاء مكتب لمجلس التعاون في واشنطن".
واضاف ان وزراء الخارجية "رفعوا للقادة قضايا سياسية عدة تتعلق بالعلاقة مع ايران والتمسك باحقية الامارات في الجزر الثلاث والملف العراقي في ظل احتمال توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية الى بغداد مع التأكيد على دعم الكويت في قضية الاسرى والمفقودين وتنفيذ العراق لقرارات الامم المتحدة".من جهة اخرى وعلى الصعيد الاقتصادي، ستبحث القمة الخليجية في الاتحاد الجمركي الى جانب اقتراح قطري بشأن انشاء خط انابيب بري لتصدير النفط عبر بحر العرب يربط دول المجلس من الكويت الى سلطنة عمان ومشروع للربط المائي.
وكانت القمة السابقة لدول مجلس التعاون الخليجي الست التي عقدت في مسقط في كانون الاول/ديسمبر الماضي قررت اقامة اتحاد جمركي في 2003 ثم اعتماد عملة موحدة بعد سبعة اعوام من اجل تجسيد التكامل الاقتصادي في ما بينها.كما وافق المجلس في قمته الاخيرة على انضمام اليمن الى بعض مؤسساته، فاتحا بذلك الباب امام انضمامه تدريجيا الى هذه المنظمة الاقليمية.
وقد عبرت الصحف القطرية اليوم عن املها في ان تتمكن القمة من تجنيب المنطقة الحرب.
وعبرت صحيفة "الراية" في افتتاحيتها عن تفاؤلها في ان "تتمكن قمة الدوحة بكل اقتدار من التعامل مع ظروف المنطقة (..) وبالذات فيما يتعلق بالملف العراقي والملف الفلسطيني وملف الارهاب".اما صحيفة "الشرق" فكتبت ان "ابناء الخليج العربي ينتظرون من قادتهم المزيد من الانجازات ذات الصلة بحياتهم (..) والتأكيد على ضرورة احياء التضامن العربي والعمل على تجنيب المنطقة ويلات الحرب التي يقرع التحالف الانغلو-امريكي الطبول لها" ضد العراق.
مجلس التعاون لدول الخليج العربية&
&
مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي يعقد قمته الثالثة والعشرين في الدوحة السبت والاحد، تأسس في 1981 ليكون هيئة سياسية اقتصادية اجتماعية اقليمية حسب المبادىء والاهداف التي حددها نظامه الاساسي الذي تم التوقيع عليه في ابو ظبي في 25 ايار/مايو 1981.&يضم المجلس مملكتي السعودية والبحرين والامارات العربية المتحدة وقطر والكويت وسلطنة عمان، وكلها دول تقع في شبه الجزيرة العربية.&يبلغ عدد سكان دول المجلس مجتمعة اكثر من 31 مليون نسمة (احصاءات 2000)، بينما تبلغ مساحتها 667،2 مليون كلم مربع.
&وينص النظام الاساسي للمجلس على انه يهدف الى "تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الاعضاء في جميع الميادين وصولا الى وحدتها"، الى جانب "تعميق وتوثيق الروابط والتعاون بين شعوبه ووضع انظمة متماثلة بينها في مختلف الميادين".&اما اجهزة المجلس فهي المجلس الاعلى (القمة) الذي تتبعه هيئة تسوية المنازعات.&وهذا المجلس هو السلطة العليا لمجلس التعاون ويتألف من قادة الدول الاعضاء وتكون رئاسته دوريا حسب الترتيب الابجدي للدول. ويعقد دورتين واحدة عادية والثانية تشاورية كل سنة.
&اما المجلس الوزاري الذي يضم وزراء خارجية الدول الاعضاء، فيجتمع كل ثلاثة اشهر.
&وشكل المجلس في قمته الثامنة عشرة في 1997 في الكويت هيئة استشارية تضم ثلاثين عضوا اي خمسة اعضاء عن كل دولة.&للمجلس امانة عامة تتولى الاشراف على اعمال المجلس يرئسها امين عام هو حاليا عبد الرحمن العطية، تتخذ من الرياض مقرا لها.