الناصرة -ايلاف -خاص: تعرض الشاعر الفلسطيني سميح القاسم الى حادث طرق اثناء عودته من عمله في الناصرة الى بيته في بلدته الرامة في الجليل يوم الاربعاء الماضي وقد تسبب الحادث في كسر كتف الشاعر وتحطم كعب رجله الايسر ورجله اليمنى واضلاعه كما تسبب الحادث في توقف جهاز التنفس مؤقتا.
وقد تم انقاذ القاسم واجريت له الاسعافات اللازمة وهو يتماثل للشفاء ومن المتوقع ان يغادر المستشفى الكائن قرب طبريا ليقيم اربعة ايام في منزله ثم يعود لاجراء عملية جراحية لكعبه. وفي اتصال هاتفي مع القاسم وهو يرقد على سرير الشفاء قال: شكرا لكل الاخوة الذين اتصلوا بي وعلى رأسهم الاخ ابو عمار واقطاب السلطة الوطنية الفلسطينية وابو مازن وكتابنا وشعراؤنا وعلى راسهم اخي محمود (درويش) ويحيى يخلف ومحمود شقير وموسى حوامدة وجمال ناجي& واعضاء المجالس النقابية والبلدية والنواب والاصدقاء وابناء شعبي وابناء امتي .
واضاف: الاعمار بيد الله ولن نبني لنا عمرا جديدا ولكن حتى لو تحطمت اكتافنا وعظامنا وسيقاننا المهم الا يتحطم حلمنا ومسيرتنا وحتى لو تحطمت سيقاننا ستنبت سيقان من قمح وسيقان اكثرواجيال اقوى وسيتعدل حتى الكتف المائل والمحطم سينعدل وسننتصر ان شاء الله. واضاف صاحب دخان البراكين حتى وان متنا بحادث طرق او حادث سياسي او حادث شعري او نثري سيكون لدينا من يرث حلمنا ويواصل الطريق. وقال القاسم ارجو ان تبلغوا سلامي وتحياتي لكل الاخوة العرب وخاصة&البحرينيين لقد عدت منتشيا من زيارتي للبحرين عدت بشحنة عالية جدا من الفرح والنشاط والتفاؤل لانني امضيت اياما رائعة مع الاخوة البحرينيين ومع جمهور الشعر الرائع لديهم شعب عربي مثقف واصيل من مختلف الاطياف والتيارات التفوا حولي وقد سعدت والله بعروبتهم وثقافتهم وحسن استقبالهم وحدث هنا ما حدث ولكن الحمد لله على كل حال وانا مؤمن بالله.
ويعتبر سميح القاسم شاعر الثورة الفلسطينية وقد شكل مع محمود درويش منذ الستينات نقلة نوعية في الشعر الفلسطيني والعربي وفيما غادر درويش فلسطين المحتلة عام 70 اصر سميح على البقاء ومواصلة النضال من الداخل رغم تعرضه للاعتقال اكثر من مرة لانه رفض الخدمة الالزامية في الجيش الاسرائلي وواصل النضال مع ابناء شعبه وكان ولا زال احد قياديي الـ 48 الذين صنعوا اسطورة يوم الارض في بلدة سخنين في الجليل. وبالرغم من بقائه داخل الارض المحتلة ظل على صداقة دائمة مع رفيق نضاله وطفولته الشاعر محمود دروسش وقد تم تبادل الرسائل فيما بين الشاعرين والتي صدرت في كتاب مشترك اثار الكثير من الحوارات والجدل. وقد حصل القاسم على العديد من الجوائز الشعرية العربية والعالمية وطبعت دواوينه وكتبه عشرات المرات ولحنت وغنيت له العديد من قصائده الوطنية وكتب العديد من المسرحيات الشعرية والتي مثلت وقدمت على عدد من المسارح الدولية والتي كان اخرها قطر الندى التي قدمتها فرقة الناصرة في اكثر من بلد, وهو يرئس تحرير جريدة كل العرب الاسبوعية والتي طل منها في مقالة اسبوعية كان اخرها مقالة ضد الراقبة الاسرائيلية التي صادرت فيلم محمد بكري الاخير "جنين& جنين".
والقاسم عروبي حتى العظم متمسك بعروبته وعروبة فلسطين ويؤمن بوحدة العرب المصيرية في كتاباته النثرية والشعرية ومواقفه السياسية, وهو مواليد مدينة الزرقاء الاردنية عام 1941عندما كان والده يعمل ضابطا في الجيش البريطاني وقد قال عن تلك المفارقة لجمهوره في عمان ذات امسية كلكم اردنيون من اصل فلسطيني وانا الوحيد بينكم عربي من اصل اردني بل فلسطيني من اصل لبناني وسوري وعراقي ومصري وانا فخور بامتي.
&
ثقافة إيلاف