ماضي الخميس
&
هل أصبحنا مجتمع من الفاشلين؟
فقد أصبح الفشل واقع يطارد حياتنا, وصار نتيجة حتمية لجميع مشاريعنا وخططنا التي نطمح إليها.
فشلنا جدا في الرياضة وصرنا نحقق أسوء النتائج وأخيبها رغم المبالغ الكبيرة التي تصرف عليها.
وقد اعتقدنا أن الشيوخ إذا أصبحوا مسؤولين عن الرياضة فان ذلك سينشطها ويقويها, وأنهم سيدعمونها بمالهم ونفوذهم لتحقيق ما يعجز غيرهم عن تحقيقه .. لكننا فشلنا!
وفشلنا في تطبيق مشروع الخصخصة الذي أثبتت جميع التجارب والدراسات أنها الحل الوحيد للأزمات التي تعاني منها الشركات التي تمتلكها الحكومة, وتوقف سيل الخسائر الفادحة التي تحققها, وأنها وسيلة مثالية لتخفيف العبء الإداري الذي تتولاه الحكومة بجميع أجهزتها ومؤسساتها, وأنها وسيلة مثلى لتطوير الخدمة التي تقدمها هذه الشركات وتحسينها .. لكننا بعد إهدار مئات الآلاف من الدنانير على الدراسات .. فشلنا في تطبيقها!
وفشلنا في إعادة البسمة إلى الوجوه, وإنعاش ذاكرة الوطن, كي يتذكر أيام الخير والعز والسعادة التي كنا نعيشها, وعندما سعى البعض لتحريك المياه الراكدة, وتنشيط أحاسيسنا المتكلسة بالهم والحزن والغم, وإقامة مهرجان بريء يحسس الناس بالأمان, حاربناهم ووقفنا بوجوههم, واتهمنا نواياهم بأبشع الاتهامات ... وقلنا هلا فبراير حرام! .. وفشلنا فيما استطاع الآخرون تحقيقه بسهولة ويسر!
وفشلنا في تحريك عجلة الاقتصاد, وأهدرت آلاف الدنانير على مؤتمرات وندوات وهمية, وأخذت النتائج والتوصيات والدراسات وركنت في الأدراج ولم نستفد منها, وظل اقتصادنا من سيء إلى أسوء.. والله أعلم بما يخفى !
وفي الستينات عندما قدم المخرج خالد الصديق رائعته " بس يا بحر " أنشأنا إدارة للسينما في وزارة الإعلام, خاصة بعد الجوائز العالمية الذي حققها هذا الفلم اليتيم .. ومن وقتها فشلنا في إقامة أي مشروع آخر مماثل !
وفشلنا وفشلنا وفشلنا ... وسنفشل في كثير من المشاريع والنوايا!
الدولة مقبلة على تطبيق مشروع الحكومة الالكترونية .. وأنا أقولها سلفا سنفشل وسنختلف وسنتصارع .. وسيبقى المشروع قيد الدراسة طيلة القرن الحالي!
لا أريد أن أكون متشائما, لكنني لا أرى النور يلوح في الأفق, ولا أشعر بدفء النجاح يلامس جوانحي, وأجد الإحباط والكسل يلازماني ويلازمان جيلا كاملا من أبناء بلدي.
إننا نجيد الفشل وكأنه حرفة لنا .. ونجيد تشكيله والتفنن به .. ولو نظر أحدنا حوله في كثير من ملامح حياتنا .. سواء في المباني أو المنشآت أو الوجوه أو الإنجازات فسيجد الفشل عنوانا براقا واضح الملامح وإن كان متعدد الأشكال!
&
***
&
إن النجاح الذي نتمنى أن يحققه وطننا لا يكون بالأماني أو النوايا فقط, بل يستلزم العمل والجهد والاهتمام والحرص والمثابرة وقائمة طويلة من مستلزمات النهوض, ونفض غبار الفشل الذي علق بنا سنوات طويلة.
الدولة بجميع أركانها يجب أن تهتم وتحرص على تنمية المشاريع الناجحة, وتشجيع الشباب وتطوير قدراتهم وكفاءاتهم, ومجلس الأمة كذلك يجب أن ينظر إلى هذه القضايا بعين الجدية, وينتبه لأولائك الذين لا يجيدون سوى عرقلة الجادين والوقوف بوجههم.
دعونا ننتصر على الواقع الذي فرض نفسه علينا, ودعونا نستجمع قوتنا وقدرتنا, ونمنح أنفسنا ما تستحقه من نتائج في مجالات عديدة.
دعونا نجعل النهضة شعارا الحقيقي, ونعمل على بلوغها, فالأمر لا يحتاج إلا قليل من الاهتمام والعزيمة .. والمركب ستنطلق بعد ذلك وحدها ... ودمتم سالمين.
&
رئيس تحرير جريدة الحدث الكويتية
[email protected]