&

القاهرة ـ إيلاف: يستقبل المصريون العام الجديد بصورتين متباينتين، فبينما بدوا محاصرين ببرودة الطقس وامتحانات الفصل الدراسي الأول. لهذا فقد فضل الكثيرون في القاهرة الاكتفاء بالسهر أمام التليفزيون أو المذاكرة أو حتى الخلود إلي النوم. فإن رواد المدن الساحلية والاقصر يعيشون أجواء مختلفة تماماً مشعة بالبهجة والمظاهر الاحتفالية، خلافاً للوضع في القاهرة حيث خلت قاعات تقريباً المسارح من الجمهور فأغلقت أبوابها، وألغت عروضها أو أجلتها.
كما تراجعت الايرادات في دور العرض السينمائي إلي أدني مستوياتها. حتي ان فيلم "معالي الوزير" بطولة أحمد زكي لم يحقق سوي 40 جنيهاً فقط.
علي النقيض من هذه الصورة الكئيبة فقد اكتظت الفنادق الكبرى والقري السياحية بالرواد من المصريين والسياح العرب والأجانب. أما الملاهي الليلية فاحتلت موقعاً وسطاً بين الحالتين، الفراغ والصخب.
في غضون ذلك تواصلت القصص المثيرة حول الفنانات والراقصات والأثرياء القدامى منهم والجدد، ونقلت أسبوعية "روز اليوسف" المصرية عن الراقصة الشهيرة دينا نفيها الهروب من مصر، مؤكدة انها في أميركا، والغت كافة ارتباطاتها الفنية التي كان من المقرر أن تقوم بها في احتفالات رأس السنة، وسافرت لتكون بجوار شقيقها الذي اصيب في حادث سيارة بأميركا.
يأتي هذا النفي على خلفية انباء نشرتها صحف مصرية، تحدثت فيها عن فرار دينا إثر القبض على رجل الأعمال حسام أبو الفتوح، صاحب توكيل سيارات BMW في مصر، وما قيل عن ضبط أشرطة فيديو وأقراص مدمجة CD عليها مشاهد مسجلة لدينا في أوضاع مخلة بالآداب، لافتة إلى أن دينا تركت كل ارتباطاتها في موسم احتفالات رأس السنة، وغادرت في البداية إلى لبنان، ومنها لأميركا.
وقالت دينا لروز اليوسف إن حسام ابو الفتوح اعترف في التحقيقات انه كان زوجي، لا افهم سر هذه الزوبعة التي تعرضت لها بعد القبض علي زوج سابق لي.
وأضافت انها سوف تعود إلى القاهرة في الاسبوع القادم ولم تتلق حتي الآن أي طلب للمثول أمام جهات التحقيق أو أجهزة الأمن أو غيرها.
كما نشرت (روز اليوسف) أيضاً تصريحات للاعب الاسكواتش احمد برادة نفي فيها انه كان متزوجا من دينا بعقد عرفي وطلقها بعد حادثة حسام ابو الفتوح، وانه موجود بالقاهرة مع خطيبته الفرنسية، وسيسافر معها يوم 17 كانون الثاني (يناير) لاحياء حفل غنائي في باريس.
وفي ما بدت القاهرة عادية جداً خلال استقبالها للعام الجديد، الذي يأتي عادة متزامناً مع امتحانات الفصل الدراسي الأول، فضلاً عن الطقس البارد الذي لم يعتد عليه المصريون، ناهيك عن الأزمة الاقتصادية التي تعصف بجيوب المصريين منذ مدة، فلم تكن هناك أي مظاهر احتفالية اللهم إلا في واجهات بعض فنادق الدرجة الأولى، فقد بدت مدن شرم الشيخ والغردقة متلألأة ووصلت نسبة الاشغالات في الفنادق والقرى السياحية إلى أكثر من مائة بالمائة، وازدانت مداخل وقاعات القري السياحية والفنادق بالبحر الأحمر للاحتفال بالعام الجديد، ويسهر الرواد هناك منذ أيام حتي الساعات الاولي من الصباح في أجواء احتفالية صاخبة، وموسيقى تتردد في كل مكان.
ويقول اللواء مؤمن البنان رئيس مدينة الغردقة ان القري السياحية شهدت اقبالا كبيرا من الاجانب والمصريين واكد صاحب احدي القري السياحية انه تم إعداد القاعات بشكل مختلف لاستقبال الرواد على الطريقة الشرقية.
وفي أقصى جنوب مصر، وتحديداً في مدينة الأقصر، فقد بدت المدينة مبهجة رغم ازدحامها بالقادمين من كل مكان للاحتفال بالعام الجديد في أحضان الشمس الدافئة بالمدينة التي تعد أكبر متحف مفتوح في العالم، وبدت مظاهر الاحتفال في البواخر العائمة في النيل، وفي الطرقات وواجهات الفنادق والبازارات، وتحول الليل إلى نهار، واستقبل الأهالي زوار المدينة بالمزمار البلدي والرقص الشعبي والملابس المصرية التقليدية، وتصدر الغناء والرقص النوبي الشوارع والطرقات وكورنيش النيل، وبدت المدينة مشعة بالبهجة، إذ انها لم تشهد موسماً سياحياً جيداً هكذا منذ سنوات مضت.