مدينة الكويت- تسابق مئات الاجانب من جميع دول العالم لاستقلال الرحلات الجوية كاملة العدد التي غادرت الكويت في الساعات الاولى من صباح اليوم الاربعاء، وذلك عشية الحرب المتوقعة على العراق.
وشهدت مكاتب استلام الامتعة في صالة السفر بمطار الكويت ازدحاما غير عادي، إذ وقف أجانب غربيون وآسيويون في طوابير طويلة أمام هذه المكاتب بعد أن نجحوا في حجز آخر المقاعد المتبقية على الرحلات الجوية المغادرة للكويت المتاخمة للعراق.
وإزاء الانذار الاخير الذي وجهته الولايات المتحدة للرئيس العراقي صدام حسين لمغادرة البلاد وتصاعد المخاوف من رد فعل إرهابي، أعلنت شركة الخطوط البريطانية بريتيش ايرويز أن رحلتها رقم بي.إيه-156 التي غادرت الكويت بعد منتصف ليل أمس الثلاثاء بنصف ساعة هي الرحلة الاخيرة مؤقتا.
ورغم القرار بالابقاء على المطار مفتوحا، يرجح أن تحذو شركات طيران أخرى حذو الخطوط البريطانية. وقدمت شركة لوفتهانزا الالمانية رحلتها رقم إل.إتش-637 يوما وأقلعت الطائرة في الدقيقة الخامسة عشرة بعد منتصف الليل.
وقال جو ليمان (50 عاما)، خبير الكمبيوتر الذي أمضى ثلاث سنوات في الكويت وحصل على إذن من شركته بالسفر إلى أسرته في كالجاري بكندا، "أشعر براحة كبيرة في الخروج من هنا".
وأضاف ليمان، وهو أب لولدين، "أعتقد أن احتمالات وقوع هجمات إرهابية أكبر بالتأكيد الان". وقال أيضا "أقول إن احتمال إطلاق قنبلة تحمل أسلحة جرثومية أو كيماوية ليس كبيرا ولكنه أيضا ليس معدوما".
أما عائلة باتلر من ساري في إنجلترا فقد أسرعت بالرحيل، وهي آسفة حزينة بعد ست سنوات أمضتها في الكويت. فقد كان أفراد الاسرة يعتزمون المغادرة في أيار (مايو) المقبل ليعيشوا في نيوزيلندا ولكن خطر الحرب أرغمهم على الرحيل مبكرا.
وقالت ديبي باتلر، التي كانت تنتظر عند مكتب بريتيش ايرويز مع ولديها المراهقين، "حدث كل شيء بسرعة فائقة .. لقد تمسكنا بالبقاء أطول مدة ممكنة ولكن سفارتنا أخطرتنا بالامس أننا يجب أن نغادر البلاد".
وأضافت "أمضينا ليلة تحت ضغط عصبي شديد، وقررنا في الحادية عشرة من صباح اليوم حجز أماكن للرحلة. وعندما حصلنا على مقاعد، قالت أسرتنا حمدا لله ولكن كنا نفكر في كل أصدقائنا الباقين هنا".
وقد نصحت معظم السفارات الاجنبية في الكويت رعاياها بالمغادرة، ووضع موظفوها القلائل الذين تم خفض أعدادهم خططا للاجلاء في أسوأ الحالات بالنسبة لمن اختار البقاء من الرعايا.
وأخطر فندق واحد نزلاءه أمس الثلاثاء بأن المبنى قد يحكم إغلاقه تماما بحيث لا يدخله هواء في حالة شن هجوم كيماوي أو جرثومي، وأن لديه من أنابيب الاوكسيجين ما يكفي لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
وطلب من أولئك الذين يتعرضون لهجوم بالسموم أو الجراثيم إزالة هذا التلوث باستخدام دش أقيم خصيصا في موقف السيارات قبل دخول بهو الفندق الذي يحرسه جنود.
وفي ضوء تصاعد المخاوف من الحرب والارهاب، رغبت كيلي بون (40 عاما) في التزام جانب الحرص من أجل أبنائها المراهقين الثلاثة. وهم سيتوجهون جميعا إلى فلوريدا لبضعة أسابيع على الاقل.
وقالت كيلي "إني ذاهبة لانه لو أصابهم مكروه سأظل ألوم نفسي دوما".
واصطف أيضا مئات من الباكستانيين والفلبينيين وغيرهم من العمال الاسيويين للعودة إلى بلادهم، وحزم كثير منهم أمتعة كثيرة وكان بحوزتهم حقائب كبيرة ممتلئة بمتعلقاتهم.
وقال الباكستاني صلاح الدين عثماني (32 عاما) أن الرئيس العراقي صدام حسين أشعل النار في 700 بئر بترول في حرب الخليج السابقة، مشيرا إلى أن ما حدث كان كارثة. وكان عثماني في المطار يودع والدته بعد أن سبقتها زوجته وطفلان له إلى باكستان منذ أسابيع.
وأضاف عثماني الذي يعمل مديرا للموارد البشرية "إذا كان قد فعل ذلك، فيمكنه أن يفعل أي شيء"، مشيرا إلى أن "الرأي السائد هو أن الكويت ربما تكون في مأمن، ولكني أردت أن اتخذ جانب الامان من أجل عائلتي".
التعليقات