رياض ابوعواد&

&
القاهرة: اعتبر مسؤول عن صناعة السينما المصرية اليوم الاحد ان الاتجاه الى الافلام الرقمية (الديجيتال) يمكن ان يسهم في حل ازمة الانتاج والابداع التي تعاني منها حاليا السينما العربية.
وقال رئيس مجلس ادارة شركة مصر للاستوديوهات والانتاج السينمائي صلاح الدين حسب النبي في كلمة امام المؤتمر الاقليمي للعاملين في صناعة السينما العربية الذي بدا اعماله امس السبت في القاهرة ان "السينما الرقمية تستطيع ان تسهم الى حد كبير في حل ازمة انتاج السينما العربية لانها قليلة التكلفة".
واوضح حسب النبي وهو استاذ هندسة ان "انتاج 220 ساعة بالتصوير الرقمي تبلغ كلفتها ما يقارب 16 الف دولار في حين تبلغ كلفة انتاج عدد موازي من الساعات في التصوير السينمائي التقليدي مليون و800 الف دولار".
وتابع ان "هذه الارقام توضح الفارق الشاسع في تكلفة الانتاج وهي العنصر الاساسي الذي يقف امام زيادة انتاج السينما العربية التي لا يتوفر لها التمويل الكافي الذي يستطيع ان يضعها في المصاف الحقيقي الذي تستحقه".
واوضح ان "الكثير من المخرجين الشباب لم يستطعيوا انتاج ولو فيلم واحد منذ تخرجهم وهنا يمكن للسينما الرقمية ان تحل المشكلة حيث تتيح لهم فرصة الاخراج والانتاج بتكلفة قليلة ومن ثم اختيار الافلام الافضل وتسويقها".
كما اعتبر ان السينما الرقمية يمكن ان تحل مشكلة "تمركز دور العرض في مدينتي القاهرة والاسكندرية" والتي ارجعها الى "مجموعة من المشاكل التي تتعلق بنقل الفيلم والامن المصاحب لهذا الانتقال وكذلك توفير فنيي التشغيل" في المدن والاقاليم المصرية الاخرى.
واكد انه مع السينما الرقمية "لا ضرورة لنقل الفيلم فمركز واحد يستطيع التحكم في عروض الافلام في قطاع واسع من الاراضي المصرية وهذا النظام قد يحل جزءا كبيرا من مشكلة زيادة دور العرض وزيادة السوق المستهلكة لهذا المنتج الثقافي والارتقاء بالمستوى الثقافي في قطاع جديد من الجمهور".
ومع الاشار الى "التكلفة العالية التي تتطلبها السينما الرقمية في مرحلة التأسيس حيث يبلغ ثمن آلة العرض الواحدة ما يقارب 150 الف دولار اضافة الى قصور الصورة مقارنة بالصورة التقليدية من حيث التفاصيل" اوضح حسب النبي ان "التطور في التصوير الرقمي قد يستطيع تعويض ذلك خلال السنوات المقبلة".
وفي اطار المقارنة بين النمطين الرقمي والتقليدي قال حسب النبي "هناك امتياز لصالح السينما الرقمية فهي تختصر مسافة الانتاج وتسهله اضافة الى امكانية خلق عالم جديد من خلال تصوير وقائع وشخصيات ومؤثرات من خلال الكمبيوتر لا تستطيع السينما التقليدية ان تنجزها".
وتابع "رغم انه لايوجد حتى الان سوى 300 دار عرض للسينما الرقمية في الولايات المتحدة واليابان والصين من بين 100 الف دار عرض في العالم فانا ارى ان مستقبل السينما سيتجه اكثر فاكثر باتجاه الرقمي مع تحسن كاميرات التصوير وزيادة دقتها وكذلك اجهزة العرض ورخصها".
واضاف "عندما بدأ استخدام الكمبيوتر كان الجهاز الواحد يملأ طابقا من مباني الكلية التي درست فيها قبل عشرين عاما وها نحن الان نرى الكمبيوتر المحمول الاكثر فعالية في ايدي الناس يباشرون به اعمالهم من مكان الى اخر وهذا ما يؤكد ان نقطة الانطلاق الثانية في السينما الرقمية غير بعيدة".
وتشاركه الرأي الناقدة علا الشافعي التي اكدت ان "صعوبة الانتاج دفعت بمجموعة من المخرجين العرب المتميزين الى السينما الرقمية مثل خيري بشارة الذي لجأ مؤخرا لانتاج اول فيلم رقمي له بعد ان نجاح تجربة يسري نصرالله في فيلم +المدينة+".
واضافت ان "المخرج اللبناني اسد فولدكار فاز بلالعديد من الجوائز عن فيلمه الرقمي +لما حكيت مريم+ والمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي عن فيلمه +تذكرة الى القدس+ الذي حصل على جائزة الهرم الذهبي في مهرجان القاهرة السينمائي".
واختتمت "انا متفقة تماما مع حسب النبي في ان السينما الرقمية ستتيح الفرصة امام العديد من المخرجين الشباب المحرومين من انتاج افلامهم بسبب التكلفة وعدم لجوء المنتجين اليهم خوفا من المغامرة مع مخرجين جدد علما بان هؤلاء الشباب ربما كانوا اكثر ابداعا من الاجيال التي سبقتهم كما تشير الى ذلك بعض افلام خريجينمن معهد السينما".