كتب ـ نبيل شـرف الدين: توقع خبراء مكافحة الارهاب بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA ومكتب التحقيقات الفيدرالي FBI وقوع محاولة اعتداء في إحدى الدول الأوروبية، وإن كانوا يتكهنون أن تكون بريطانيا أو ألمانيا، وذلك في غضون فترة تمتد ما بين ثلاثين حتى تسعين يوما، في ما وصف بهجمات 11 سبتمبر أوروبية، بينما كشفت صحيفة(لوس انجلوس تايمز) الأميركية اليوم الأحد عن ان كثيرا من مسؤولي الأمن الأميركيين اصبحوا موقنين الان من أن ما بات يصطلح على تسميته بوسائل "التجنيد الذكي" لجيل جديد يعتنق الفكر الجهادي قد سمح لشبكة "القاعدة"، أن تعيد بناء خلاياها النائمة داخل بلدان خليجية تأتي في صدارتها السعودية والكويت وقطر، وأن هذه الخلايا تتأهب لشن هجمات جديدة في أوروبا ودول أخرى في منطقة الشرق الأوسط.
ومن جانبها كشفت صحيفة "أوبزرفر" البريطانية عن وثائق استخباراتية معلومات حول وجود عدد من المتطرفين الأصوليين يستعدون حالياً لشن هجمات داخل الأراضي البريطانية، لافتة إلى أن هذه الوثائق الاستخبارتية التى حصلت عليها الصحيفة تشير إلى أن الخلية الإرهابية التى تضم ستة أفراد يقيمون في مكان ما داخل العاصمة البريطانية لندن، تعد جزءا من جماعة التوحيد وهي منظمة أصولية راديكالية لا ترتبط حركياً بشكل مباشر مع شبكة "القاعدة" التي يتزعمها أسامة بن لادن، لكنها تتبع أجندة متشددة مماثلة، ويلقون على عاتقها مسؤولية سلسلة من الهجمات والمؤامرات على مدى السنوات الثلاث المنصرمة.
أما صحيفة "فرانكفوتر الجماينة" الألمانية فقد نقلت عن مصدر في الوكالة الاتحادية للاستخبارات الألمانية قوله إن الوكالة اعترضت اتصالات هاتفية بالشفرة بين أعضاء في منظمة أصولية تشير إلى التخطيط لاستخدام عصائر الفواكه، وهو ما فسره متطرفون أصوليون سبق استجوابهم بأنه كناية عن اعتزامهم استخدام السموم، مشيرين إلى ارتباط جماعة التوحيد بمقتل الدبلوماسى الأميركي لاورنس فولي في العاصمة الأردنية عمان في شهر تشرين الأول (أكتوبر) من العام المنصرم 2002، كما أن التخطيط لتفجير مواقع سياحية في الأردن عشية احتفالات الألفية قد نسب إلى أشخاص يرتبطون بجماعة التوحيد في بريطانيا.
وأوضحت "اوبزرفر" أنه وفقا لوثائق استخباراية فإنه يعتقد ان أعضاء جماعة "التوحيد", التى تضم متطرفين أصوليين أردنيين وفلسطينيين , يخططون لاستخدام سموم فى المملكة المتحدة و أماكن أخرى داخل أوروبا، لافتة إلى أن وجود& هذه الجماعة داخل الملكة المتحدة أمر معروف لسلطات الأمن، وأنه جرى بالفعل اعتقال أعضاء منها، ويعتبر القيادي الأصولي الفلسطيني عمر محمود أبو عمر الشهير بلقب "أبو قتادة", والموقوف حالياً بموجب قانون مكافحة الإرهاب البريطاني الجديد, هو الزعيم الروحي للجماعة التي يقودها أبو مصعب الرزقاوي الأصولي الأردني الشهير الذي اعتبره كولن باول وزير الخارجية الأميركي همزة الصلة بين القاعدة ونظام صدام حسين المخلوع عن حكم العراق.
وعودة إلى صحيفة (لوس انجلوس تايمز) الأميركية التي أوضحت أن المقابلات التي اجرتها مع مسؤولين أمنيين أميركيين في الرياض وواشنطن تشير الى ان القاعدة لم تنج فحسب من الاجراءات الصارمة التي اتخذت ضدها بقيادة الولايات المتحدة بل انها اكتشفت ايضا نقاط ضعف في تكتيكات متعقبيها وانها تستغل هذه الثغرات.
ومضت الصحيفة إلى القول بأن أكثر مايثير قلق هؤلاء المسؤولين هو وجود مؤشرات على ان هذا التنظيم الارهابى قام بتسريب عدد غير معلوم من العملاء الذين يصعب اقتفاء اثرهم الى داخل الولايات المتحدة وثمة اعتقاد بأن بعضهم يخطط للقيام بتفجيرات انتحارية ضد اهداف سهلة مثل محطات مترو الانفاق خلال الشهور القليلة المقبلة.
وأشارت الصحيفة الى ان هذا التقييم يستند في جزء منه على المعلومات التي حصلت عليها السلطات الأميركية والسعودية خلال الاسبوعين الماضيين واللتين اشتركتا في التحقيق في التفجيرات التي وقعت في 12 آيار (مايو) الماضي في الرياض.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير قوله لقد عرفنا الكثير عن الكيفية التي تعمل بها القاعدة التي ابتكرت اسلوبا جديدا لجلب اشخاص يكون بمقدورهم الافلات من عمليات الفحص والتدقيق ومن التقنيات التي كانت ناجحة في الماضى .فهم يجلبون هؤلاء الاشخاص لانهم يعلمون انهم غير معروفين لمسؤولي الاستخبارات وتنفيذ القانون لأن هذا يعطيهم الفرصة لان يعملوا تحت شاشة الرادار.
ونقلت الصحيفة عن المسؤول الأميركي قوله عن عضوية القاعدة في الوقت الراهن : "لقد كنا نظن ان لدينا صورة واضحة عنه ولكن مانراه الان هو ان هناك الكثير من الخلايا الجديدة وكثير منها خارج دائرة نفوذ وكالة المخابرات المركزيةCIA".
وأوضحت الصحيفة ان بعض المسؤولين وخبراء مكافحة الارهاب يحذرون من ان هؤلاء المنتسبين الجدد ربما يكونوا مجرد اشخاص يعتنقون عبادة البطل الذي هو في نظرهم اسامة بن لادن ولايشكلون اى خطر على الاطلاق . ولكن مسؤولين اخرين من بينهم مسؤول استخباري أميركى كبير يقول ان الموجات الجديدة من المتطوعين قد تكون اكثر خطورة من اولئك الذين انضموا للقاعدة قبل هجمات 11 أيلول (سبتمبر) من العام 2001.
واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة ان السلطات الأميركية تعتقد ان اسماء هؤلاء الاعضاء الجدد في خلايا العمليات لاتظهر في القاعدة المعلوماتية التي تم بناؤها على مدى الواحد والعشرين شهرا الماضية منذ وقوع هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، وتشمل كل من تحوم حولهم الشبهات في ان يكونوا عملاء للقاعدة أو مؤيدين أو حتى متعاطفين معها.
التعليقات