بنوم بنه- خرج وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (اسيان) اليوم الاثنين عن تحفظهم المعتاد لدعوة بورما الى الافراج عن المعارضة اونغ سان سو تشي وعبروا عن تصميمهم على مكافحة الارهاب.
وقد طغت هاتان المسالتان على محادثات الوزراء خلال اليوم الاول من اجتماعهم في بنوم بنه حيث فرضت اجراءات امنية مشددة.&وقال الامين العام لاسيان اونغ كينغ يونغ "نحن في اسيان نريد جميعا ان تكون اونغ سان سو تشي حرة في القيام بما ترغب به".
واضاف "لقد عبرنا بطريقتنا عن هذه الرغبة لوزير خارجية بورما" وينغ اونغ قائلا "لكن لا نريد القيام بذلك بشكل مواجهة".
من جهته اعلن وزير خارجية سنغافورة اس.جاياكومار ان "العديد من الوزراء عبروا عن قلقهم للوزير البورمي" مضيفا "ومما قيل ان الاحداث الاخيرة شكلت فشلا ليس فقط لبورما لكن لاسيان ايضا".
وسيشير الوزراء في بيانهم الختامي غدا الثلاثاء الى "قلقهم" حيال هذه المسالة، في ما يشكل سابقة للمنظمة التي لا تتدخل مبدئيا في الشؤون الداخلية للدول الاعضاء.&وقد اثار اعتقال سو تشي وابرز اركان حزبها، الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية، في 30 ايار/مايو موجة احتجاج في العالم.
فقد شددت الولايات المتحدة عقوباتها على رانغون فيما كان من المتوقع ان يقوم الاتحاد الاوروبي بذلك اعتبارا من الاثنين. وستحذر اليابان بورما في بنوم بنه من انها يمكن ان "تعيد النظر" في مساعدتها الاقتصادية في حال لم يتم الافراج عن المعارضة البورمية.
ووزير الخارجية الاميركي كولن باول الذي ينتظر وصوله الاربعاء الى بنوم بنه للمشاركة في اجتماعات اسيان مع القوى العظمى ضمن المنتدى الاقليمي لاسيان، سبق ان اعلن انه سيضغط على الرابطة لكي تتدخل لدى بورما.
وكان وين اونغ وصف امس الاحد اعمال العنف التي وقعت في 30 ايار/مايو بين مناصري سو تشي وقوات المجلس العسكري الحاكم في بورما والتي اعتقلت اثرها المعارضة البورمية بانها "حادث مؤسف جدا".&وقال وين اونغ ان المعارضة البورمية الحائزة جائزة نوبل للسلام محتجزة في مكان سري بسبب وجود خطر باغتيالها لكن بدون تحديد مصدر هذا الخطر.
وتضم اسيان الى جانب بورما، بروناي وكمبوديا واندونيسيا ولاوس وماليزيا والفيليبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام.&وتم التطرق الى حملة مكافحة الارهاب في الخطاب الافتتاحي لرئيس الوزراء الكمبودي هون سين الذي يستضيف اجتماعات اسيان هذا الاسبوع قبل انتهاء الرئاسة الكمبودية للرابطة.
وقال ان التهديد الارهابي "يدفعنا الى القيام بكل شيء لتعزيز تضامننا واتخاذ اجراءات حازمة للحفاظ على الامن العام والاستقرار السياسي والاقتصادي". واضاف ان هذه الجهود "ستحمي اسيان بصفتها وجهة استثمار".
والارهاب سيكون الموضوع الرئيسي لاجتماعات المنتدى الاقليمي لاسيان الاربعاء والذي يضم الى جانب دول اسيان، الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والصين واليابان خصوصا.
ومنذ الاعتداء الذي اوقع 202 قتلى في بالي في تشرين الاول/اكتوبر الماضي تم توقيف عشرات من اعضاء الجماعة الاسلامية في ماليزيا وسنغافورة والفيليبين واندونيسيا واخيرا في كمبوديا ثم في تايلاند.
ومن المرتقب ان تصادق الدول العشر الاعضاء في اسيان والولايات المتحدة على خطة لمكافحة الارهاب من خمس نقاط تشمل مساعدة اميركية لضمان امن تنقلات السفن في مضيق مالاكا وتقاسم المعلومات.
ويقع مضيق مالاكا بين ماليزيا واندونيسيا وسنغافورة وكان مسرحا لاعمال قرصنة بحرية فيما حذر خبراء امنيون من مخاطر قيام ارهابيين بخطف سفن مثل ناقلات النفط.&من جهتها اوصت اندونيسيا التي ستتولى رئاسة اسيان، بانشاء مجموعة اسيان الامنية في مبادرة اقليمية مخصصة لمكافحة الارهاب.
من جانب اخر، اعربت دول اسيان عن قلقها بشان التوترات في شبه الجزيرة الكورية بسبب سعي بيونغ يانغ للحصول على اسلحة نووية ودعت الى ايجاد حل سلمي للمشكلة من خلال الحوار.&وقال وزراء خارجية اسيان في بيان مشترك اصدروه خلال المحادثات التي اجروها في العاصمة الكمبودية "اننا ننظر بقلق مستمر الى التوترات الناتجة عن الوضع في كوريا".&
واعتبر البيان ان السلام في شبه الجزيرة الكورية امر هام لتطور شرق اسيا.&وتعتبر مسالة طموحات كوريا الشمالية النووية من المسائل الهامة التي ستتم مناقشها في منتدى اسيان الاقليمي الاربعاء.
والغى وزير الخارجية الكوري الشمالي الاسبوع الماضي خططه بالمشاركة في المحادثات وسوف يمثله نائبه فيها.&وترغب كوريا الشمالية في اجراء محادثات ثنائية مع الولايات المتحدة الا ان واشنطن تصر على ان دولا رئيسية اخرى من المنطقة يجب ان تشارك في المحادثات لانهاء الازمة الناتجة عن سعي كوريا الشمالية الى امتلاك اسلحة نووية.