أبو ظبي-&أكد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على الدور الذي يضطلع به المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة باعتبارها الراعي الرئيسي لعملية السلام، وبقية أعضاء اللجنة الرباعية التي تضم إضافة إلى الولايات المتحدة كلا من روسيا الاتحادية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، في الضغط على إسرائيل من أجل الوفاء بالتزاماتها وتنفيذ خارطة الطريق.
جاء ذلك خلال استقبال الشيخ خليفة بقصره في البطين بعد ظهر الاثنين السيد محمود عباس /أبومازن/ رئيس الوزراء الفلسطيني الذي يقوم حالياً بجولة عربية له.
كما أكد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان خلال اللقاء حرص دولة الإمارات بقيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة على تقديم كافة أشكال الدعم للشعب الفلسطيني، من أجل الحصول على حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
وأطلع أبومازن الشيخ خليفة على تفاصيل الخريطة التي توضح الأراضي الفلسطينية التي تصادرها إسرائيل بسبب إقامة جدار الفصل العنصري على الأراضي الفلسطينية، حيث أكد ولي عهد أبو ظبي بهذا الشأن أن هذا الجدار يشكل عقبة كبيرة أمام إحلال السلام وتنفيذ خارطة الطريق.
وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني في حديث لوكالة أنباء الإمارات بإرسال مراقبين دوليين لمراقبة تنفيذ خارطة الطريق حتى يطلع المجتمع الدولي على الوضع بالضبط ويعرف من الذي يخرق الخارطة ومن الذي يلتزم بها مشيراً إلى وجود مراقبين أمريكيين ولكن عددهم قليل جداً لا يستطيع القيام بهذه المهمة.
ورداً على سؤال حول تهديد حركة حماس بالانتقام من إسرائيل لقيامها باغتيال اثنين من كوادرها بمخيم عسكر قرب نابلس، قال أبومازن "إن حماس وغيرها من التنظيمات الفلسطينية تضبط النفس وتكظم الغيظ بشكل رائع وعظيم حتى الآن.. ولكن إلى متى.. إن أخشى ما أخشاه هو أن ينهار الوضع".
وأكد أبومازن أن ما سمعه من الرئيس جورج بوش خلال زيارته لواشنطن هو التزام كامل شخصي وحكومي بأن الولايات المتحدة ملتزمة بتنفيذ خارطة الطريق والوصول إلى حل في عام 2005، وهذا ما سمعناه وما نعتبره الموقف الأمريكي الرسمي.. وإذا ما ظهرت أصوات تتحدث عكس ذلك فإن ما يهمنا هو الموقف الرسمي.
وحول أسباب تأجيل لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون قال أبومازن إنه أجل الموعد بسبب عدم قبول الجانب الإسرائيلي بالتحضير الجيد له، واحتجاجاً على صفات الأسرى الذين أفرج عنهم أخيراً، حيث لم تلتزم إسرائيل بالاتفاق الذى تم معهم بشأن ضرورة عقد لقاءات بين الجانبين لوضع أسس ومعايير تطبق على الأسرى.
وعن أسباب إلغاء أو تأجيل زيارته التي كان يعتزم القيام بها للكويت خلال جولته الحالية قال أبومازن "لقد اتصلنا بهم ورحبوا بهذه الزيارة ثم بعد ذلك طلبوا تأجيلها، وفي الحقيقة لم نبلغ بالسبب إلا عبر وسائل الإعلام وأياً كان الموضوع فنحن حريصون على إتمام الزيارة والإعداد لها بشكل جيد، لأنه يهمنا جداً أن تكون علاقاتنا مع الأشقاء في الكويت علاقات طبيعية وجيدة كالعادة لأن الكويت لها مكانة في نفوسنا سابقاً وحالياً ولاحقاً، كما أن الكويت تقدم دعماً للسلطة الفلسطينية وفق قرارات القمة العربية والجامعة العربية..".
وحول ما إذا كان التأجيل بسبب رفض أبومازن تقديم اعتذار عن تأييد الفلسطينيين للغزو العراقي للكويت في عام 1990 يصدر في البيان الختامي للزيارة قال أبومازن "في الحقيقة وصلنا مشروع البيان الختامي فعلاً بطريق غير رسمي وكنا مستعدين لمناقشته.. ونحن لم نرفض هذا البيان وإنما كان لنا رأي في كيفية إصداره ومضمونه وإن ما يهمنا فى المقام الأول هو أن نستمع لبعضنا البعض حتى يصدر البيان عن قناعات ومصلحة الطرفين في الوقت نفسه". ورداً على سؤال عما إذا كانت السلطة الفلسطينية مستعدة لتقديم هذا الاعتذار للكويت وهل وردت كلمة اعتذار في مشروع البيان الختامي قال أبومازن "لقد قلنا رأينا في الماضي منذ عام 1990 وحتى الآن ونحن ندين الغزو العراقي للكويت بكافة أشكاله وأنا قلت ذلك عشرات المرات". وأضاف أنه لا يدري ما إذا كانت كلمة اعتذار وردت في مشروع البيان أم لا وأنه يعتقد أنها لم ترد ولم يسمع بها.
ووصف أبومازن العلاقات بين السلطة الفلسطينية وكل من سوريا ولبنان بأنها جيدة وقال إن الدكتور نبيل شعث وزير الشؤون الخارجية سيقوم قربياً بزيارة للبنان كما سيزور سوريا في المستقبل القريب، وذكر أبومازن أنه سيقوم بزيارة البلدين في أقرب فرصة. ونفى ما نشرته إحدى الصحف السعودية منسوباً إليه عن وجود تعطيل فى حركة العبور على المعابر التى تربط الأراضى الفلسطينية بكل من مصر والأردن، وقال إن الأخوة في مصر والأردن يقومون بتقديم كافة التسهيلات لضمان تدفق حركة الزوار، مؤكداً أن ما نشرته الصحيفة لم يرد سواء على لسانه أو على لسان أي عضو من أعضاء الوفد المرافق له.