"إيلاف" -&احتفال مختلف وفي زمن مختلف سواء بسواء، فأفغانستان التي تخلصت من حكم الطالبان المتشدد اثر الحرب الاميركية ضد الإرهاب في ذلك البلد المسلم احتفلت امس بعيد استقلالها، ليس من حركة الطالبان التي انهارت قبل عامين، بل من الاستعمار البريطاني.
يذكر ان افغانستان حققت استقلالها في العام 1919 خلال اتفاقية روالبندي لإنهاء استعمار بريطاني امتد اكثر من 80 عاما مرت خلالها احداث دامية وصراعات أفغانية بريطانية قادت الى مقتل أكثر من ثلاثين ألفا من الجنود البريطانيين الذين كانوا يحكمون أفغانستان من قاعدتهم الخلفية الهند التي كانت تتبع الأمبراطورية البريطانية في عهد الملكة فيكتوريا.
واحتفال الأمس كان مختصرا وبسيطا بالمقارنة مع تلك الاحتفالات الضخمة التي كانت تجري في العهد الملكي الذي اطيح به في منتصف سبعينيات القرن الماضي، وهو جرى تحت ترتيبات أمنية من جانب قوات من حلف الأطلسي التي اتخذت مواقعها في الاسبوع الماضي لتأمين الاستقرار وحفظ الأمن في العاصمة كابول ومحيطها.
وفي كلمة مختصرة له امام حشد من العسكريين والسياسيين بحماية من الناتو، أعاد رئيس الحكومة الأفغانية حامد كرزاي الى الأذهان نضالات الأجداد من أجل استقلال افغانستان، وهو ركز في كلمته ايضا على جهود المقاومة الأفغانية في طرد قوات الاحتلال السوفياتي.
كما تحدث عن مرحلة حكم حركة الطالبان المتشددة التي اطيح بها خلال الحرب الأميركية ضد الارهاب من بعد تفجيرات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 ، وقال كرزاي "مسؤوليتنا جميعا الآن هي التكاتف لبناء افغانستان جديدة نحو مستقبل أفضل".
يذكر ان الاحتفال الأفغاني بيوم الاستقلال يأتي وسط موجة من العمليات العسكرية والتفجيرات التي تعتقد مصادر أفغانية وغربية ان حركة الطالبان تقف وراءها، ومن جملة التفجيرات ذلك الذي استهدف قبل يومين منزل الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء حامد كرزاي، وكأن الطالبان التي لا يزال زعيمها الملا محمد عمر مطاردا توجه رسالة الى حكام افغانستان الجدد تقول "نحن هنا .. اننا عائدون".