علاء مهدي كاظم
&
&
&نحن نتاج الجنس وليس الحب
باسم الانصار...
&من قصة الموتور صفحة 13
باسم الانصار...
&من قصة الموتور صفحة 13
&
قبل ايام انتهيت من قراءة رواية بتول الخضيري (كم بدت السماء قريبة) وقد دونت بعض الملاحظات حول هذه الرواية على امل العودة اليها لغرض تقديمها بقراءة نقدية، حتى وصلتني مجموعة قصصية من احد الاصدقاء كانت قد صدرت حديثا في الاردن عن دار الوراق، وهي بعنوان& (نحيا ويموت الوطن) للقاص باسم الانصار، وكنت قد تعرفت على الانصار من خلال قصته المميزة التي نشرت قبل ايام في موقع كيكة الالكتروني والتي حملت عنوان (البكاؤون) وهي قصة مميزة بحق، فثمة ما ما يذكرك فيها بذلك الصوت الحكواتي الذي يأتي من اعماق الذاكرة ليروي اسئلتنا المتجولة داخلنا مثل حراس ليلين، فليس ثمة خروجات على السرد، وليس ثمة هنالك اية اصوات تعكر هذا الموج المتلاطم من الحكي، سوا ايماءات الراوي، اشاراته، ارتفاع صوته، انها طريقة من يجلس على منصة ليحكي، وما علينا الا الاصغاء، انه صوت الروي فقط، صوت الراوي المخذول داخل العالم، والمشغول باسئلة الكائن اليومية بصفتها الوجودية لا الاستهلاكية، ما دعاني لتذكر رواية (كم بدت السماء قريبة) في بداية مقالتي هذه، هو هذا الخيط الخفي الذي يربط بين مجموعة من الاعمال السردية التي خرجت الى النور خلال حقبة التسعينيات، فثمة ما يربط ما بين (الاعزل) لـ(لحمزة الحسن) و(الفتيت المبعثر) لـ (محسن الرملي) و (كم بدت السماء قريبة) لـ(بتول الخضيري) و (البكاؤون) لـ (باسم الانصار) فثمة انسان مقذوف وسط واقع تحده من جهاته الاربعة انتصار الاهزيمة، او (سلطة الشر) حسب تعبير (نيتشه) في كتابه القيم (ما وراء الخير والشر)، فكل شخصيات هذه الاعمال فضلت مواجهة هزيمتها ازاء الواقع بالعزلة، ف(الاعزل) حمزة الحسن هاجر الى شمال النروج لينزوي في قرية، وانا هنا اتحدث عن شخصة الرواية لا شخصية الراوي رغم التشابه الكبير فيما بينهما، اما في رواية (الفتيت المبعثر)، فقد اختار البطل الهجرة الى اسبانيا للبحث عن ابن خالته حتى انتهى المطاف به بعدم العثور عليه وبالعزلة، وفي (كم بدت السماء قريبة) فان البطلة قد اختارت الهجرة الى لندن لتعيش في حي السحالي& كما تسميه وتفقد امها التي هاجرت معها لتنتهي في عزلة عائلية، اما في قصة (البكاؤون) فان البطل قد هاجر هو الاخر الى الدنمارك، وتنتهي القصة بعزلة جنسية على السرير، هذا التشابه في الشخصيات،يعادله تشابه اخر في اختيار طريقة السرد، وهي طريقة الحكي، دون الحاجة الى تزويقات او فبركات لغوية او تقنية داخل العمل الادبي، وذلك ما يحسب للرواية الحديثة، باعتبارها قد خلقت قطيعة مع السابق الكمالي، باتجاه الاني الحياتي، اسرد هذه النقاطق بصورة عاجلة على امل العودة اليها بصورة مفصلة في مقالة خاصة بالاصوات الجديدة في السرد العراقي، وما دعاني لتذكر قصة (البكاؤون) هو اهمال القاص لها وعدم ادراجها في مجموعته القصصية التي صدرت حديثا، ولا ادري ما هي الاسباب التي دعته لاهمال هذه القصة المميزة رغم انها تنتمي الى نفس الجوي الطقوسي لبقية قصص المجموعة.
احتوت مجموعة (نحيا ويموت الوطن) على ثلاث عشر قصة وهي على التوالي (الصرخة، الموتور، فجر ساخن، ذلك المدعو انشتاين، اكلة لحوم البشر، قيامة الغياب، الحنفيش، نحيا ويموت الوطن، الكلاب الخفية، البسطال، ما لم تره الابصار، ليلة الفحيح، داء الذاكرة) ومن خلال متابعة عناوين القصص باستثناء قصة (ذلك المدعو انشتاين) فاننا نستطيع ان نقرء مقدار الخراب الذي يحاول القاص ان يحتويه خشية تسلله الى بقايا الانسان، فالكائن المبدع في دخيله معني بتنظيف مدخنة الانسان من الصخام الذي يحيط بجداران الكائن الجمالي، وهو معني بالدرجة الاساس بالاشارة لا بالتقويم، وباللمعنى لا بمجاوراته، فالعناوين هنا هي الابواب التي ندلف من خلالها الى القصصة، انها عناوين تريد ان تضعنا في مواجهة بصورة مباشرة امام القصة، وذلك هو عين الواقع الذي نعيشه، فحن مقذوفين في العالم دون سابق انذار، انه واقع قافز ومتنافر وصادم ومنفلت بطريقة زئبقية يصعب تجميعها او تلافي انسكابها على اي سطح املس كان او مقعر او محدب، فهذه العناوين والقصص ايضا تنتمي الى هذا الواقع، وذلك من دون نسمي هذاه القصص، بذلك المفهوم الساذج للادب، الا هو الادب الواقعي، افهي ادب يمكن ان نطلق عليه ادب ما بعد حداثوي، فهي تستفيد من تاريخ الحداثة الادبية في تقنيات السرد من الدخول في اي وضع تجريبي، فهي تكتسب الخبرة السابقة لتعمل عليها بمهارة عالية، كما انها تتحدث في داخلها عن اطروحات كثيرا ما تشبثت بها اطروحات ما بعد الحداثة، الا وهي تهميش المركز، والهوية، والخصوصية، والعودة الى البرجوازية بمفهومها الاحدث.
في عنوان المجموعة ثمة ما يستفز، وثمة ما يوحي ايضا، ما يستفز هو هذا المفهوم الذي تربت عليه اجيال وقامت من اجله حروب، الا وهو مفهوم الموت من اجل الوطن، وما يستفز هو محاولة ازاحة هذه القدسية من الوطن، بحيث يدعونا للهتاف ضده بالموت، اما ما يوحي، فهو فهو مفهوم موت الدولة الوطن، والذي طرح على صعيد المفهوم السياسي، منذ بروز مفهوم العولمة، والشركات العابرة القارات، والتنظير من قبل الفلاسفة السياسين باضمحلال الدولة بشكلها الحالي وظهور شكل اخر لها، وبذلك فان ما يوحي به هذا العنوان هو انحيازها الى الاطروحات الما بعد حداثية بشأن العولمة، و في المتن داخل هذه القصة ثمة الكثير من الادانات، فثمة ادانة للاب بمفهومه السلطوي (فأبي ما زال مهووسا ليل نهار بحفر مناجم انفه بسباته الرفيعة) وثمة ادانة لباحثين عن الكلمة بصفتهم المخادعة (ايها النازحزن صوب الحياة.... ليس ثمة خلاص ابدي..) وثمة ادانة الى الام بمفهومها الشرقي كخادمة في البيت (اما امي، فقد اضحت تنورا يصدر الارغفة الى افواه العالم) وثمة ادانات كثيرة اخرى الى الزوجة والاخت والابن والاخر، وهذه القصة هي بمثابة قصيدة، فقد كتبت بطريقة شعرية ساخرة ومنتقدة في نفس الان.
بودي ان اقفز الى اخر قصة في المجموعة الا وهي قصة داء الذاكرة، ومجمل القصة تحكي عن شاب في الدنمارك كلما اراد القيام بشئ ما نرى بان الذاكرة قد سيطرت عليه بحيث تنقله من عالم الغرب الى الشرق وتحديدا العراق، بحيث يتصور نفسه في فضاء اخر، غير المكان الذي يعيش فيه فعلا، وهذه القصة تقول وتوحي في نفس الوقت، فهي تحاول في القراءة الاولى ان تضع القارئ في حالة الجاليات المهاجرة التي فضلت العزلة داخل مجتمعات خاصة بها، في عالم اخر غير عالمها بحيث لم يعد هناك ما يوحي بانوجادها في هذا العالم فالعلاقات التي تربطها هي علاقات شرقية، والمشاريع التي تربطها سواء اكانت سياسية او اقتصادية شرقية هي الاخرى، اما القراءة الثانية لها فهي مقدار ماتمارسه الذاكرة من سلطة على الانسان، لتحد من حريته، فالذاكرة هنا هي شرط قيد لا شرط حرية، وهو ايضا ما ارادت القصة ان توحي لنا به تماما، وهي ادانة في داخلها على تلك المجتمعات التي تحاول ان تبني من تارخيها القادم تاريخا من خلال السابق، وهي تشير تحديدا الى الى الحركات السلطوية العربية، والاحزاب الدينية التي تبني المجتمع من خلال الذاكرة، لا من خلال القراءة التاريخية له، اي انها تتقمص التاريخ من دون ان تقرأه، وبذك فانها تضع الانسان في شرط القيد لا في شرط الحرية.
بقي ان نشير بان مجموعة القصص، كانت تعتمد على طريقة السرد الحكواتي الاسطوري، لتكون مدونة للقادم بعتبارها مشاركة في الحدث وفي قيمته.
احتوت مجموعة (نحيا ويموت الوطن) على ثلاث عشر قصة وهي على التوالي (الصرخة، الموتور، فجر ساخن، ذلك المدعو انشتاين، اكلة لحوم البشر، قيامة الغياب، الحنفيش، نحيا ويموت الوطن، الكلاب الخفية، البسطال، ما لم تره الابصار، ليلة الفحيح، داء الذاكرة) ومن خلال متابعة عناوين القصص باستثناء قصة (ذلك المدعو انشتاين) فاننا نستطيع ان نقرء مقدار الخراب الذي يحاول القاص ان يحتويه خشية تسلله الى بقايا الانسان، فالكائن المبدع في دخيله معني بتنظيف مدخنة الانسان من الصخام الذي يحيط بجداران الكائن الجمالي، وهو معني بالدرجة الاساس بالاشارة لا بالتقويم، وباللمعنى لا بمجاوراته، فالعناوين هنا هي الابواب التي ندلف من خلالها الى القصصة، انها عناوين تريد ان تضعنا في مواجهة بصورة مباشرة امام القصة، وذلك هو عين الواقع الذي نعيشه، فحن مقذوفين في العالم دون سابق انذار، انه واقع قافز ومتنافر وصادم ومنفلت بطريقة زئبقية يصعب تجميعها او تلافي انسكابها على اي سطح املس كان او مقعر او محدب، فهذه العناوين والقصص ايضا تنتمي الى هذا الواقع، وذلك من دون نسمي هذاه القصص، بذلك المفهوم الساذج للادب، الا هو الادب الواقعي، افهي ادب يمكن ان نطلق عليه ادب ما بعد حداثوي، فهي تستفيد من تاريخ الحداثة الادبية في تقنيات السرد من الدخول في اي وضع تجريبي، فهي تكتسب الخبرة السابقة لتعمل عليها بمهارة عالية، كما انها تتحدث في داخلها عن اطروحات كثيرا ما تشبثت بها اطروحات ما بعد الحداثة، الا وهي تهميش المركز، والهوية، والخصوصية، والعودة الى البرجوازية بمفهومها الاحدث.
في عنوان المجموعة ثمة ما يستفز، وثمة ما يوحي ايضا، ما يستفز هو هذا المفهوم الذي تربت عليه اجيال وقامت من اجله حروب، الا وهو مفهوم الموت من اجل الوطن، وما يستفز هو محاولة ازاحة هذه القدسية من الوطن، بحيث يدعونا للهتاف ضده بالموت، اما ما يوحي، فهو فهو مفهوم موت الدولة الوطن، والذي طرح على صعيد المفهوم السياسي، منذ بروز مفهوم العولمة، والشركات العابرة القارات، والتنظير من قبل الفلاسفة السياسين باضمحلال الدولة بشكلها الحالي وظهور شكل اخر لها، وبذلك فان ما يوحي به هذا العنوان هو انحيازها الى الاطروحات الما بعد حداثية بشأن العولمة، و في المتن داخل هذه القصة ثمة الكثير من الادانات، فثمة ادانة للاب بمفهومه السلطوي (فأبي ما زال مهووسا ليل نهار بحفر مناجم انفه بسباته الرفيعة) وثمة ادانة لباحثين عن الكلمة بصفتهم المخادعة (ايها النازحزن صوب الحياة.... ليس ثمة خلاص ابدي..) وثمة ادانة الى الام بمفهومها الشرقي كخادمة في البيت (اما امي، فقد اضحت تنورا يصدر الارغفة الى افواه العالم) وثمة ادانات كثيرة اخرى الى الزوجة والاخت والابن والاخر، وهذه القصة هي بمثابة قصيدة، فقد كتبت بطريقة شعرية ساخرة ومنتقدة في نفس الان.
بودي ان اقفز الى اخر قصة في المجموعة الا وهي قصة داء الذاكرة، ومجمل القصة تحكي عن شاب في الدنمارك كلما اراد القيام بشئ ما نرى بان الذاكرة قد سيطرت عليه بحيث تنقله من عالم الغرب الى الشرق وتحديدا العراق، بحيث يتصور نفسه في فضاء اخر، غير المكان الذي يعيش فيه فعلا، وهذه القصة تقول وتوحي في نفس الوقت، فهي تحاول في القراءة الاولى ان تضع القارئ في حالة الجاليات المهاجرة التي فضلت العزلة داخل مجتمعات خاصة بها، في عالم اخر غير عالمها بحيث لم يعد هناك ما يوحي بانوجادها في هذا العالم فالعلاقات التي تربطها هي علاقات شرقية، والمشاريع التي تربطها سواء اكانت سياسية او اقتصادية شرقية هي الاخرى، اما القراءة الثانية لها فهي مقدار ماتمارسه الذاكرة من سلطة على الانسان، لتحد من حريته، فالذاكرة هنا هي شرط قيد لا شرط حرية، وهو ايضا ما ارادت القصة ان توحي لنا به تماما، وهي ادانة في داخلها على تلك المجتمعات التي تحاول ان تبني من تارخيها القادم تاريخا من خلال السابق، وهي تشير تحديدا الى الى الحركات السلطوية العربية، والاحزاب الدينية التي تبني المجتمع من خلال الذاكرة، لا من خلال القراءة التاريخية له، اي انها تتقمص التاريخ من دون ان تقرأه، وبذك فانها تضع الانسان في شرط القيد لا في شرط الحرية.
بقي ان نشير بان مجموعة القصص، كانت تعتمد على طريقة السرد الحكواتي الاسطوري، لتكون مدونة للقادم بعتبارها مشاركة في الحدث وفي قيمته.
&
التعليقات