ايلاف من لندن: عاد الرئيس السوري السابق الكهل أمين الحافظ (83 عاما) إلى بلده سورية من بعد منفى اضطراري امتد 36 عاما حين أطيح به من السلطة على يد أنصار الزمرة العسكرية في حزب البعث السوري الذي كان يتزعمه اللواء صلاح جديد ومن ثم آلت قيادته إلى الرئيس الراحل حافظ الأسد والد الرئيس الحالي الدكتور بشار الأسد.
وعاش اللواء أمين الحافظ في المنفى في عدد من البلدان العربية من بينها مصر، لكنها في السنوات الثلاثين الماضية ظل يعيش في بغداد حيث حصل الانقسام التاريخي بين حزبي البعث الحاكمين في كل من دمشق وبغداد.
واللواء الحافظ الذي كان أول رئيس عسكري من حزب البعث في سورية حكم البلاد ما بين الأعوام 1963 و1967 حيث اطيح به في انقلاب قاده اللواء صلاح جديد حيث تراس الجمهورية آنذاك الدكتور نور الدين الأتاسي فيما كان يوسف زعين رئيسا للوزراء. وأودع السجن ثم بعد الإفراج عنه فر إلى القاهرة ثم إلى بيروت ومن هنالك غادر إلى بغداد.
يذكر أن السلطة الجديدة التي أطاحت الحافظ كانت في يد الضباط الذين كان أقواهم آنذاك اللواء صلاح جديد الذي انقلب عليه اللواء حافظ الأسد بما اسمي بالحركة التصحيحية في العام 1970 حيث استمر الأسد رئيسا إلى وفاته في العام 1999 .
وعاش أمين الحافظ المكنى (أبو عبده) في العاصمة العراقية منذ العام 1968 حين تسلم حزب البعث السلطة في الحركة الانقلابية التي قادها الرئيس الراحل أحمد حسن البكر التي كان فيها الرجل القوي صدام حسين الذي تسلم السلطة الكاملة في العام 1978 من بعد اقصاء عمه (الكبير والوالد القائد البكر) عن الحكم.
ولم يمارس الرئيس الأسبق أمين الحافظ أي نشاط سياسي ملحوظ منذ إطاحة حكمه كما أنه لم يجري أية مقابلات صحافية إلا نادرا تتحدث عن تلك الفترة من التاريخ السوري التي أعقبت الانفصال عن الجمهورية العربية المتحدة التي كانت تضمها مع مصر منذ العام 1958 .
ورفضت دمشق للشهور الماضية استقبال الرئيس الأسبق أمين الحافظ خشية إثارة غضب الأميركيين الذين يأخذون على دمشق دورها في دعم الحكم العراقي المنهار صدام حسين، إذ أن الحافظ كان ضيف الحكم السابق، وهو ظل محاولا لشهور عديدة العودة إلى بلاده لكن السلطات السورية لم تكن تسمح له في ذلك.
إلا أن المعلومات المتوافرة من دمشق ومن عواصم عديدة تشير إلى أن الرئيس الأسبق عاد إلى بلاده في نهاية المطاف وهو يعيش حاليا في مدينة حلب الشمالية التي استحدث فيها الرئيس بشار الأسد في العامين الأخيرين قصرا رئاسيا إرضاء لأهلها الذين كانوا يعتبرون أنفسهم مضطهدين في حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد.














التعليقات