موسى الخميسي من روما: اخيرا نجح جان فرانكو فيني نائب رئيس الوزراء الايطالي وزعيم حزب الحالف الوطني(الفاشية الجديدة سابقا) من تحقيق زيارته التي ظل يحلم بتحقيقها منذ سنوات لدولة اسرائيل التي ظلت بدورها تمتنع عن كل الطلبات والتوسلات التي جاءتها من كل مكان لرجل ترتسم على ماضيه علامات استفهام كثيرة.
جاءت الزيارة لتشكل اعترافا جديدا يسعى اليه فيني إلى الساحة الاوربية والدولية، ليكون بمثابة جواز مرور بدأ في ترشيحه من قبل حليفه سيلفيو بيرلوسكوني رئيس الوزراء الحالي ليكون جنبا الى جنب الاشتراكي جوليانو اماتو في تمثيل ايطاليا في مناقشة الدستور الاوربي المتعثر. وكاد فيني ان يحقق حلمه بالصعود الى وزارة الخارجية الايطالية بعد ان قدم روجيرو استقالته الاحتجاجية من وزارة الخارجية الايطالية، الا ان رفض اسرائيل حال دون تحقيق ذلك الحلم الذي سعى اليه بيرلوسكوني.
جانفرانكو فيني الذي ظل خلال الاعوام الاخيرة يرسل عشرات التوسلات والوساطات، ويدبج المقالات الصحفية يمينا ويسارا مدحا بواحة الديمقراطية اسرائيل ادان عام 1955 علنا معاداة السامية، وحقق زيارة لمعسكر الاعتقال في اوشفيتز عام 1999 وكتب في سجل الزوار" ما من مأساة اكبر من الابادة والمحرقة". وفي عام 2002 اعتبر ان ايطاليا يجب ان تطلب " الصفح" من اليهود للقوانين العنصرية التي سنت عام 1938 على يد موسوليني والتي سمحت بابعاد لالاف اليهود الايطاليين الى المعسكرات النازية حيث قضى معظمهم.
واعتبرت الجالية اليهودية الايطالية بان كل ما قدمه فيني من تنازلات لايكفي، مع انها تعترف بانه طوى احدى صفحات ماضيه الاسود، وظل اليهود الطليان الى يومنا هذا يشككون بمواقف واقاول وتصريحات الرجل الذي كان يوما ما في عضوا في احد العصابات الصدامية التي الاعتداء شنت غاراتها على العديد من شبيبتهم بحجة دينهم اليهودي ومواقفهم المساندة للشيوعيين.
وقد توج فيني خطوات المصالحة المصلحية الذاتية بوقوفه موقفا مغايرا وراديكاليا لموقف حليفة بيرلوسكوني الذي دافع عن موسوليني حين قال بان" موسوليني" لم ينكل بمعارضيه ولم يقتل احدا بل انه كان يرسلهم للتمتع بالاجازات الصيفية"، فقال فيني" كان على بيرلوسكوني الاستغناء عن هذه الملاحظة".
وتاريخ فيني وصعوده السياسي يرتبط بتاريخ العصابات الفاشية من ذوي" القمصان السوداء" الصدامية في المدارس والمعاهد والجامعات. وهو ينتمي الى الحركة الفاشية الجديدة ( الحركة الاجتمتاعية)التي عقدت اول مؤتمراتها عام 1946 وكانت ولا تزال تعمل بصورة قانونية لكنها تمتلك ارتباطات وعلاقات غير قانونية مع الجمعيات والمنظمات الارهابية اليمينية المتطرفة، وهذا ما اكده سير الاحداث والتحقيقات التي جرت اثناء المحاولات الانقلابية الفاشية في 1970/ 1974/ 1977 التي تحالفت فيها " الحركة الاجتماعية" مع الضباط الكبار امثال رئيس جهاز المخابرات الايطالية فيتو ميسللي وقائد قوات الشرطة الجنرال دي لورينسو كما اتهم 80 شخصا في مدينة روما بتدبير المحاولة الانقلابية للاطاحة بالحكومة عام 1977 وكانت تلك المحاولة بقيادة الامير السابق " بورجيز" المساعد السابق لموسوليني، وكشفت الصحافة الايطالية عن بعض الوثائق التي تؤكد تورط المخابرات المركزية الامريكية بدفع مبلغ قدره 800 الف دولار لجنرال ايطالي ذي ميول فاشية على علاقة وثيقة بالحركة الاجتماعية للمساعدة في انجاح المحاولة الانقلابية.
انقسمت الحركة الاجتماعية على نفسها الى تيارين، الا انهما تواصلا حتى نهاية عام1969، احدهما فاشي معتدل يسعى الى ان يجعل من نفسه العجلة الاحتياطية للسياسة الوسطية للحزب الديمقراطي المسيحي، والاخر متطرف يحوي عددا كبيرا من التنظيمات، ويؤمن بالارهاب كمبدأ اساسي في نهجه السياسي، ويضم التياران مجموعة من العناصر الفاشية التي كانت تحكم " جمهورية سالو" التي اقامها الالمان في المناطق الشمالية الايطالية التي كان يحتلونها كهدية لحليفهم المنهزم موسوليني. وتمثل التيار الاول في المنظمات والتجمعات الارهابية غير المجازة في عملها ويقدر عددها بـ(213) منظمة.
واحد هذه المنظمات واسمها( مار) مسؤولة عن تفجير محطة قطار بولونيا عام 1980 وراح ضحيته 83 بريء اضافة الى عشرات المجتزر الجماعية والاغتيالات الفردية ضد اعضاء ومناصري الحزب الشيوعي الايطالي.
التيار الثاني في الحركة الاجتماعية اسسه الصحافي الفاشي المغمور جورجو الميرانتا وكان يعمل سكرتيرا لوزارة الثقافة في عهد موسوليني بجمهورية " سالو"، وبعد وفاته دخلت الحركة الاجتماعية مرحلة جديدة من خلال انتخاب جان فرانكو فيني فتحولت عام 1995 الى تيار اطلق على نفسه اسم " التحالف الوطني" وعقدت اول مؤتمراتها شارك فيه 1600 مندوب وجرت محاولة للتخلص من اكثر الصفحات ظلاما في تاريخ ايطاليا الحديث. فالمؤتمرون قدموا عينة مهمة من اليمين النظيف الذي كان بالامس منفذا مطاوعا للرغبات الاجرامية، وتحول كرها او طوعا بين ليلة وضحاها الى ملاك جديد من طراز جديد. وبفضل حذق وذكاء وديماغوجية فيني استطاع هذا التنظيم خوض المعترك السياسي للمرة الاولى، مثيرا ذهول وقلق العديد في الاوساط السياسية، حين دخل وللمرة الاولى بعد حوالي خمسين سنة على سقوط الحكم الفاشي الحكومة من خلال التحالف مع" ملك التلفزيونات الخاصة" سيلفيو بيرلوسكوني الذي اصبح هو الاخر ولاول مرة رئيسا للوزراء وكان ذلك عام 1994 ولم تستمر الحكومة الا سبعة اشهر.
وعرف فيني كيف يستفيد من هذه الفرصة التاريخية ودخوله ما تعارف عليه بـ( صالون اليمين الانيق) مستغلا الفراغ الذي تركته الديمقراطية المسيحية.
قامت عملية التحول هذه على الشعارات البراقة التي الهب بها فرانكوفيني الشباب الايطالي الذي كان ولا يزال يبحث عن قيم جديدة في بحر هائج تعصف به الانفرادية والذاتية وموت الايديولوجيات ونمو الروح القومية والتعصب الديني والعرقي، فاكد" بان اليمين الايطالي ليس ابن الفاشية، بل هو يمتد بجذوره في تاريخ ايطاليا الوطني" واكد في اكثر من لقاء بانه يحلم بقيام حزب وطني وشعبي كبير يكون قادرا على التخلص من تأثيرات الماضي والحنين الى الايديولوجيا. كما ركز زعيم التحالف الوطني على ركائز ومفاهيم جديدة، معلنا نبذه للعنصرية والعداء للسامية واعتناقه الديمقراطية، حتى انه ادخل شخصية يهودية ايطالية وللمرة الاولى في قيادة حزبه من اجل تأكيد حسن النوايا تجاه الاوساط اليهودية التي انقسمت على نفسها من نوايا وخطوات فيني لحد هذه اللحظة. فبعضهم يقول بانه رجل انتهازي يمتلك تاريخ عدواني ويديه لا زالت ملطخة بالدماء، والاخر يقول عفى الله عما سلف والرجل يسير نحو الاعتراف بكل اخطائه ونحن نحتاجه اليوم اكثر من أي وقت مضى لانه يريد الصعود بتحقيق حلمه بقيادة البلاد بعد ان يحصل على صكوك الغفران من اسرائيل.
جاءت الزيارة لتشكل اعترافا جديدا يسعى اليه فيني إلى الساحة الاوربية والدولية، ليكون بمثابة جواز مرور بدأ في ترشيحه من قبل حليفه سيلفيو بيرلوسكوني رئيس الوزراء الحالي ليكون جنبا الى جنب الاشتراكي جوليانو اماتو في تمثيل ايطاليا في مناقشة الدستور الاوربي المتعثر. وكاد فيني ان يحقق حلمه بالصعود الى وزارة الخارجية الايطالية بعد ان قدم روجيرو استقالته الاحتجاجية من وزارة الخارجية الايطالية، الا ان رفض اسرائيل حال دون تحقيق ذلك الحلم الذي سعى اليه بيرلوسكوني.
جانفرانكو فيني الذي ظل خلال الاعوام الاخيرة يرسل عشرات التوسلات والوساطات، ويدبج المقالات الصحفية يمينا ويسارا مدحا بواحة الديمقراطية اسرائيل ادان عام 1955 علنا معاداة السامية، وحقق زيارة لمعسكر الاعتقال في اوشفيتز عام 1999 وكتب في سجل الزوار" ما من مأساة اكبر من الابادة والمحرقة". وفي عام 2002 اعتبر ان ايطاليا يجب ان تطلب " الصفح" من اليهود للقوانين العنصرية التي سنت عام 1938 على يد موسوليني والتي سمحت بابعاد لالاف اليهود الايطاليين الى المعسكرات النازية حيث قضى معظمهم.
واعتبرت الجالية اليهودية الايطالية بان كل ما قدمه فيني من تنازلات لايكفي، مع انها تعترف بانه طوى احدى صفحات ماضيه الاسود، وظل اليهود الطليان الى يومنا هذا يشككون بمواقف واقاول وتصريحات الرجل الذي كان يوما ما في عضوا في احد العصابات الصدامية التي الاعتداء شنت غاراتها على العديد من شبيبتهم بحجة دينهم اليهودي ومواقفهم المساندة للشيوعيين.
وقد توج فيني خطوات المصالحة المصلحية الذاتية بوقوفه موقفا مغايرا وراديكاليا لموقف حليفة بيرلوسكوني الذي دافع عن موسوليني حين قال بان" موسوليني" لم ينكل بمعارضيه ولم يقتل احدا بل انه كان يرسلهم للتمتع بالاجازات الصيفية"، فقال فيني" كان على بيرلوسكوني الاستغناء عن هذه الملاحظة".
وتاريخ فيني وصعوده السياسي يرتبط بتاريخ العصابات الفاشية من ذوي" القمصان السوداء" الصدامية في المدارس والمعاهد والجامعات. وهو ينتمي الى الحركة الفاشية الجديدة ( الحركة الاجتمتاعية)التي عقدت اول مؤتمراتها عام 1946 وكانت ولا تزال تعمل بصورة قانونية لكنها تمتلك ارتباطات وعلاقات غير قانونية مع الجمعيات والمنظمات الارهابية اليمينية المتطرفة، وهذا ما اكده سير الاحداث والتحقيقات التي جرت اثناء المحاولات الانقلابية الفاشية في 1970/ 1974/ 1977 التي تحالفت فيها " الحركة الاجتماعية" مع الضباط الكبار امثال رئيس جهاز المخابرات الايطالية فيتو ميسللي وقائد قوات الشرطة الجنرال دي لورينسو كما اتهم 80 شخصا في مدينة روما بتدبير المحاولة الانقلابية للاطاحة بالحكومة عام 1977 وكانت تلك المحاولة بقيادة الامير السابق " بورجيز" المساعد السابق لموسوليني، وكشفت الصحافة الايطالية عن بعض الوثائق التي تؤكد تورط المخابرات المركزية الامريكية بدفع مبلغ قدره 800 الف دولار لجنرال ايطالي ذي ميول فاشية على علاقة وثيقة بالحركة الاجتماعية للمساعدة في انجاح المحاولة الانقلابية.
انقسمت الحركة الاجتماعية على نفسها الى تيارين، الا انهما تواصلا حتى نهاية عام1969، احدهما فاشي معتدل يسعى الى ان يجعل من نفسه العجلة الاحتياطية للسياسة الوسطية للحزب الديمقراطي المسيحي، والاخر متطرف يحوي عددا كبيرا من التنظيمات، ويؤمن بالارهاب كمبدأ اساسي في نهجه السياسي، ويضم التياران مجموعة من العناصر الفاشية التي كانت تحكم " جمهورية سالو" التي اقامها الالمان في المناطق الشمالية الايطالية التي كان يحتلونها كهدية لحليفهم المنهزم موسوليني. وتمثل التيار الاول في المنظمات والتجمعات الارهابية غير المجازة في عملها ويقدر عددها بـ(213) منظمة.
واحد هذه المنظمات واسمها( مار) مسؤولة عن تفجير محطة قطار بولونيا عام 1980 وراح ضحيته 83 بريء اضافة الى عشرات المجتزر الجماعية والاغتيالات الفردية ضد اعضاء ومناصري الحزب الشيوعي الايطالي.
التيار الثاني في الحركة الاجتماعية اسسه الصحافي الفاشي المغمور جورجو الميرانتا وكان يعمل سكرتيرا لوزارة الثقافة في عهد موسوليني بجمهورية " سالو"، وبعد وفاته دخلت الحركة الاجتماعية مرحلة جديدة من خلال انتخاب جان فرانكو فيني فتحولت عام 1995 الى تيار اطلق على نفسه اسم " التحالف الوطني" وعقدت اول مؤتمراتها شارك فيه 1600 مندوب وجرت محاولة للتخلص من اكثر الصفحات ظلاما في تاريخ ايطاليا الحديث. فالمؤتمرون قدموا عينة مهمة من اليمين النظيف الذي كان بالامس منفذا مطاوعا للرغبات الاجرامية، وتحول كرها او طوعا بين ليلة وضحاها الى ملاك جديد من طراز جديد. وبفضل حذق وذكاء وديماغوجية فيني استطاع هذا التنظيم خوض المعترك السياسي للمرة الاولى، مثيرا ذهول وقلق العديد في الاوساط السياسية، حين دخل وللمرة الاولى بعد حوالي خمسين سنة على سقوط الحكم الفاشي الحكومة من خلال التحالف مع" ملك التلفزيونات الخاصة" سيلفيو بيرلوسكوني الذي اصبح هو الاخر ولاول مرة رئيسا للوزراء وكان ذلك عام 1994 ولم تستمر الحكومة الا سبعة اشهر.
وعرف فيني كيف يستفيد من هذه الفرصة التاريخية ودخوله ما تعارف عليه بـ( صالون اليمين الانيق) مستغلا الفراغ الذي تركته الديمقراطية المسيحية.
قامت عملية التحول هذه على الشعارات البراقة التي الهب بها فرانكوفيني الشباب الايطالي الذي كان ولا يزال يبحث عن قيم جديدة في بحر هائج تعصف به الانفرادية والذاتية وموت الايديولوجيات ونمو الروح القومية والتعصب الديني والعرقي، فاكد" بان اليمين الايطالي ليس ابن الفاشية، بل هو يمتد بجذوره في تاريخ ايطاليا الوطني" واكد في اكثر من لقاء بانه يحلم بقيام حزب وطني وشعبي كبير يكون قادرا على التخلص من تأثيرات الماضي والحنين الى الايديولوجيا. كما ركز زعيم التحالف الوطني على ركائز ومفاهيم جديدة، معلنا نبذه للعنصرية والعداء للسامية واعتناقه الديمقراطية، حتى انه ادخل شخصية يهودية ايطالية وللمرة الاولى في قيادة حزبه من اجل تأكيد حسن النوايا تجاه الاوساط اليهودية التي انقسمت على نفسها من نوايا وخطوات فيني لحد هذه اللحظة. فبعضهم يقول بانه رجل انتهازي يمتلك تاريخ عدواني ويديه لا زالت ملطخة بالدماء، والاخر يقول عفى الله عما سلف والرجل يسير نحو الاعتراف بكل اخطائه ونحن نحتاجه اليوم اكثر من أي وقت مضى لانه يريد الصعود بتحقيق حلمه بقيادة البلاد بعد ان يحصل على صكوك الغفران من اسرائيل.
التعليقات