"إيلاف" من لندن: اختار الرئيس الأميركي الجمهوري جورج دبليو بوش العاصمة العراقية التي احتلتها قواته في أبريل (نيسان) الماضي حيث أطيح بحكم الرئيس البعثي صدام حسين لتكون منطلقا لحملته الرئاسية لولاية ثانية مقابل حملة الحزب الديموقراطي المنافس بشراسة حيث واحدة من المرشحين& المنافسين هي هيلاري كلينتون عضو الكونغرس عن ولاية نيويورك.
وإذ اختارت السيدة كلينتون كلا من أفغانستان والعراق لقضاء إجازة عيد الغفران في أي منهما خلال جولتها الحالية في المنطقة، فإن الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش استبق جميع الأحداث ووصل خلسة إلى العاصمة العراقية بغداد من دون سابق إنذار.
والزيارة الرئاسية الأميركية المفاجئة التي ستثير ردات فعل لا مثيل لها ليس على صعيد شعبي وحسب بل على صعيد رسمي دولي، جاءت غداة الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الخارجية البريطاني جاك سترو إلى العاصمة العراقية، حيث من هنالك أعلن عن الرغبة البريطانية في تسريع تسليم السلطة للشعب العراقي في وقت سريع.
وكانت آخر زيارة رسمية إلى الخارج قام بها الرئيس الأميركي لبريطانيا، وكانت هي الأولى من نوعها حيث ضمن خلالها تحالفا حقيقيا من جانب الحكومة العمالية التي يتراسها توني بلير الذي أوفد بالأمس وزير خارجيته جاك سترو في مهمة عاجلة للعاصمة العراقية حيث أعلن الوزير البريطاني أن لندن تستعجل في شكل سريع تسليم السلطة للشعب العراقي في وقت قريب "وهذا مشروط بإجراءات كثيرة على الأرض".
وزيارة الرئيس بوش لبغداد تجيء أيضا غداة الإعلان من جانب وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن إرسال 3000 من رجال القوات الخاصة (المارينز) للمساهمة فيحفظ الأمن والاستقرار في العراق، حيث المقاومة العراقية نفذت هجمات كثيرة ضد القوات الأميركية في الشهر الأخيرة كبدت القوات الأميركية أكثر من 170 قتيلا وعشرات الجرحى الأمر الذ اثار الهلع لدى مقرري الاستراتيجيات العسكرية الأميركية.
ودأب القادة العسكريون الأميركيون في الأسابيع الأخيرة، على تصعيد لهجتهم التي تعترف بضراوة عمليات المقاومة العراقية التي يعتقد أن وراءها عناصر موالية للرئيس السابق صدام حسين ، إضافة لاتهام عناصر إسلامية متشددة تشارك في أعمال التفجيرات الإرهابية.
ووصل الرئيس الأميركي الذي كان يرتدي بزة عسكرية إلى مطار بغداد الذي كان اسمه قبل شهور مطار صدام الدولي على متن طائرة عسكرية من طراز هيركوليز فجأة مصحوبا بأكثر من 600 رجل حراسة مدججين بأحدث الأسلحة الخاصة بحماية الشخصيات.
وقالت المصادر الاستراتيجية التي فأجاها نبأ وصول الرئيس بوش إلى بغداد أنه في قرار الزيارة الراهنة "مقرر استطراد سياساتهفي شان العراق مهما كان الثمن".
وحسب المصادر الأميركية، فإن بوش سيتناول مأدبة عيد الغفران (عيد الشكر) وهو مناسبة دينية أميركية تقليدية بين قواته التي تحتل العراق الآن ليشد من أزرهم في المهمات الموكولة إليهم نحو عراق آمن من بعد إطاحة حكم العدو الشرس صدام حسين في أبريل (نيسان) الماضي.