"ايلاف"&القاهرة: كما سبق ونشرت (إيلاف) صباح اليوم الأربعاء، فقد اجتمع مساء اليوم&الرئيس المصري حسني مبارك مع الرئيس الإيراني محمد خاتمي، على هامش القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي انطلقت أعمالها اليوم في جنيف، ووصف الاجتماع مصدر رسمي مصري بأنه كان لقاء حميماً، حيث توجه الرئيس مبارك إلى مقر إقامة خاتمي، الذي كان بانتظاره أمام مقر إقامته، ورافق مبارك في الاجتماع كل من أحمد ماهر وزير الخارجية، والدكتور أسامة الباز مستشار الرئيس للشئون السياسية، والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، والسفيرة نائلة جبر ممثل مصر لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف، في حين حضر الاجتماع من الجانب الايراني وزير الخارجية كمال خرازي.
وطالما ترقب متابعون لملف العلاقات المصرية ـ الإيرانية هذا اللقاء، في ظروف أخرى، كأن يزور أي من الرئيسين العاصمة الأخرى، غير أن شيئاً من هذا لم يحدث، حتى كان ذلك اللقاء الذي حدث عى نحو غير متوقع، إلا أن مراقبين يرون أنه ستترتب عليه نتائج مهمة، يأتي في مقدمتها إعادة العلاقات بين البلدين، والتي ظلت مقطوعة منذ أربعة وعشرين عاماً، على خلفيات عدة منها استقبال مصر في عهد الرئيس الراحل أنور السادات لشاه إيران الذي أطاحت به الثورة الإيرانية، ثم ظلت العلاقات مقطوعة لكن مصر احتفظت ببعثة لرعاية مصالحها في طهران تزاول عملها تحت لافتة السفارة الايطالية، في ما يوجد مكتب لرعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة، وبين فترة وأخرى تحدث انفراجة في العلاقات، لا تلبث أن تخبو مجدداً.
وطالما ترقب متابعون لملف العلاقات المصرية ـ الإيرانية هذا اللقاء، في ظروف أخرى، كأن يزور أي من الرئيسين العاصمة الأخرى، غير أن شيئاً من هذا لم يحدث، حتى كان ذلك اللقاء الذي حدث عى نحو غير متوقع، إلا أن مراقبين يرون أنه ستترتب عليه نتائج مهمة، يأتي في مقدمتها إعادة العلاقات بين البلدين، والتي ظلت مقطوعة منذ أربعة وعشرين عاماً، على خلفيات عدة منها استقبال مصر في عهد الرئيس الراحل أنور السادات لشاه إيران الذي أطاحت به الثورة الإيرانية، ثم ظلت العلاقات مقطوعة لكن مصر احتفظت ببعثة لرعاية مصالحها في طهران تزاول عملها تحت لافتة السفارة الايطالية، في ما يوجد مكتب لرعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة، وبين فترة وأخرى تحدث انفراجة في العلاقات، لا تلبث أن تخبو مجدداً.
تحفظات
وظلت العلاقات المصرية الإيرانية تراوح طيلة هذه السنوات، بين مد وجذر، لكنها لم تحسم، على خلفية وجود تحفظات مصرية حيال السياسة الإيرانية تتمثل في خمسة محاور رئيسية هي :
1 - ازدواجية القرار في إيران بين إصلاحيين ومحافظين، وعدم قدرة الإصلاحيين على التحرك بما يساعد على حصول تقدم حيث تختلف الرؤية السياسية لكل من النظامين في مصر وإيران.
2 - ما أفرزته التوجهات الإيرانية من آليات وسياسات"تصدير الثورة ومساندة الجماعات الإسلامية ودعم الإرهاب".
3 - الاختلاف حول مفهوم أمن الخليج، تلك المنطقة التي "يتقاطع - أو يتداخل فيها الأمن القومي" لكلا البلدين.
4 - التغلغل" الإيراني في منطقة البحر الأحمر وما تردد عن منح السودان تسهيلات عسكرية لإيران في بورسودان، وهي مناطق تماس وجوار جغرافي ذات حساسية بالنسبة لأمن مصر القومي، فضلاً عن كونها مناطق نفوذ تقليدي لمصر.
5 - معارضة إيران لعملية التسوية السلمية مع إسرائيل، التي تقودها مصر في منطقة الشرق الأوسط، ورهن إيران عودة العلاقات مع مصر بمدى ابتعادها عن إسرائيل، الأمر الذي اعتبرته القاهرة تدخلاً في شؤونها الداخلية.
هذه النقاط ظلت معوقة لعودة العلاقات بين البلدين الكبيرين في المنطقة، فضلاً عن أمور أخرى تأتي في مرتبة ثانوية، كتحفظ مصر على شارع باسم خالد الإسلامبولي في طهران، ناهيك عن الملصق والجدارية، الأمر الذي اعتبرته القاهرة ينطوي على إهانة لها، إذ أن تمجيد "قاتل رئيس مصر" أمر غير مقبول أيا كان القراءات حول السادات وتاريخه ودوره، فهو يبقى أولاً وأخيراً رئيساً ورمزاً مصرياً، وعدم تغير هذا الأمر في طهران يعني إمعاناً في استفزاز مشاعر الرأي العام المصري ناهيك عن قيادته الرسمية، وأيضاً عدم وجود نية صادقة في طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة.
وظلت العلاقات المصرية الإيرانية تراوح طيلة هذه السنوات، بين مد وجذر، لكنها لم تحسم، على خلفية وجود تحفظات مصرية حيال السياسة الإيرانية تتمثل في خمسة محاور رئيسية هي :
1 - ازدواجية القرار في إيران بين إصلاحيين ومحافظين، وعدم قدرة الإصلاحيين على التحرك بما يساعد على حصول تقدم حيث تختلف الرؤية السياسية لكل من النظامين في مصر وإيران.
2 - ما أفرزته التوجهات الإيرانية من آليات وسياسات"تصدير الثورة ومساندة الجماعات الإسلامية ودعم الإرهاب".
3 - الاختلاف حول مفهوم أمن الخليج، تلك المنطقة التي "يتقاطع - أو يتداخل فيها الأمن القومي" لكلا البلدين.
4 - التغلغل" الإيراني في منطقة البحر الأحمر وما تردد عن منح السودان تسهيلات عسكرية لإيران في بورسودان، وهي مناطق تماس وجوار جغرافي ذات حساسية بالنسبة لأمن مصر القومي، فضلاً عن كونها مناطق نفوذ تقليدي لمصر.
5 - معارضة إيران لعملية التسوية السلمية مع إسرائيل، التي تقودها مصر في منطقة الشرق الأوسط، ورهن إيران عودة العلاقات مع مصر بمدى ابتعادها عن إسرائيل، الأمر الذي اعتبرته القاهرة تدخلاً في شؤونها الداخلية.
هذه النقاط ظلت معوقة لعودة العلاقات بين البلدين الكبيرين في المنطقة، فضلاً عن أمور أخرى تأتي في مرتبة ثانوية، كتحفظ مصر على شارع باسم خالد الإسلامبولي في طهران، ناهيك عن الملصق والجدارية، الأمر الذي اعتبرته القاهرة ينطوي على إهانة لها، إذ أن تمجيد "قاتل رئيس مصر" أمر غير مقبول أيا كان القراءات حول السادات وتاريخه ودوره، فهو يبقى أولاً وأخيراً رئيساً ورمزاً مصرياً، وعدم تغير هذا الأمر في طهران يعني إمعاناً في استفزاز مشاعر الرأي العام المصري ناهيك عن قيادته الرسمية، وأيضاً عدم وجود نية صادقة في طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة.
انقلاب
وظلت العلاقات المصرية الايرانية تمر فوق لجمة التطبيع التي شهدت عبر التاريخ تموجات مختلفة منذ قبل حركة الضباط في 23 تموز (يوليو) حين جمعت المصاهرة عائلة محمد علي في مصر بعائلة شاه ايران، وانتقلت مع حركة يوليو إلى مرحلة التوتر، حيث كان الموقف المصري مناهضا للسياسة الأميركية واسرائيل بينما كانت ايران ـ الشاه قاعدة لهما في المنطقة، ومن مرحلة الخمسينات والستينات إلى مرحلة السبعينات التي شهدت التغيير الجذري في التوجهات المصرية بالصلح مع اسرائيل وتعميق أكبر في العلاقات الأميركية.ومقابل انقلاب تام في ايران باتجاه اسرائيل وأميركا بمجيء الثورة الايرانية، هذا التناقض في التوجهات الأيديولوجية وصل إلى ذروته في الخلاف بين البلدين باستقبال السادات لشاه ايران لاجئا في وقت لفظه العالم، ومر عقد الثمانينات دون تقدم في مسار العلاقات، وحلت التسعينات لتلقي بكرة التحولات الدولية في مرمى المنطقة والذي شهد تتويجا بتحالفات اسرائيلية تركية، الأمر الذي جعل الكل يستشعر بخطورة الوضع وضرورة ان تخرج القاهرة وطهران من النفق المظلم الذي يحمل ارث الماضي أكثر من مقدرات الحاضر.
وظلت العلاقات المصرية الايرانية تمر فوق لجمة التطبيع التي شهدت عبر التاريخ تموجات مختلفة منذ قبل حركة الضباط في 23 تموز (يوليو) حين جمعت المصاهرة عائلة محمد علي في مصر بعائلة شاه ايران، وانتقلت مع حركة يوليو إلى مرحلة التوتر، حيث كان الموقف المصري مناهضا للسياسة الأميركية واسرائيل بينما كانت ايران ـ الشاه قاعدة لهما في المنطقة، ومن مرحلة الخمسينات والستينات إلى مرحلة السبعينات التي شهدت التغيير الجذري في التوجهات المصرية بالصلح مع اسرائيل وتعميق أكبر في العلاقات الأميركية.ومقابل انقلاب تام في ايران باتجاه اسرائيل وأميركا بمجيء الثورة الايرانية، هذا التناقض في التوجهات الأيديولوجية وصل إلى ذروته في الخلاف بين البلدين باستقبال السادات لشاه ايران لاجئا في وقت لفظه العالم، ومر عقد الثمانينات دون تقدم في مسار العلاقات، وحلت التسعينات لتلقي بكرة التحولات الدولية في مرمى المنطقة والذي شهد تتويجا بتحالفات اسرائيلية تركية، الأمر الذي جعل الكل يستشعر بخطورة الوضع وضرورة ان تخرج القاهرة وطهران من النفق المظلم الذي يحمل ارث الماضي أكثر من مقدرات الحاضر.
التعليقات