&
تحتفل الجريدة الرسمية "الكويت اليوم" بذكرى مرور ‏ ‏50 عاما على صدور العدد الأول منها الذى يصادف اليوم حيث قامت دائرة المعارف ‏‏انذاك بإصدار العدد الاول من الجريدة الرسمية فى 11 ديسمبر من العام 1954 لتشكل ‏ ‏نواة للاعلام المقروء.‏
‏ وقد كانت الحاجة وحدها هى التى دفعت للبحث عن وسيلة تربط دوائر الحكومة برجال ‏
‏الاعمال وشركات المقاولات حيث كانت تلك الدوائر فى الماضى اذا ما ارادت نشر اعلان ‏
‏لمناقصة او قرار يتعلق بالموطنين تقوم بعرضه على جدران الاسواق ليقرأه ذوو ‏‏العلاقة ويقفوا على ما يحويه او ان يتوافد رجال الاعمال من المقاولين على الدوائر ‏‏الحكومية لمعرفة احتياجاتها.‏
‏ وكان هذا الامر يشكل عبئا ثقيلا على تلك الدوائر وخاصة بعد تزايد احتياجات ‏‏الدوائر مع بداية الخمسينات وبداية مرحلة جديدة من التطور الذى راح يشمل جوانب ‏‏الحياة المختلفة فى الكويت ‏ وامام هذه الدوافع ارسل السكرتير فى مكتب المدير الادارى بدائرة المعارف بدر ‏‏الخالد البدر فى سبتمبر 1954 رسالة الى مدير الادارة المالية تتضمن اقتراحا ‏ ‏باصدار جريدة رسمية على ان يرفع هذا الاقتراح الى اللجنة التنفيذية العليا ‏ ولاقى اقتراح بدر الخالد البدر قبولا وتشجيعا من المدير المالى للمعارف انذاك ‏‏المرحوم خالد المسلم مما دفعه الى كتابة رسالة فى 12 سبتمبر 1954 مرفق معها ‏‏الاقتراح وفى اجتماع اللجنة التنفيذية العليا الذى عقد فى 13 سبتمبر اتخذت اللحنة ‏‏قرارا بتوجيه رسالة الى مدير ادارة ومالية المعارف بتوقيع الشيخ صباح الاحمد .‏‏ واعربت اللجنة التنفيذية فى الرسالة عن شكرها الجزيل للسيد بد الخالد البدر ‏‏لاقتراحه حول اصدار جريدة حكومية رسمية واكدت انها ستولى اقتراحه بالغ العناية ‏‏والاهتمام فى اقرب فرصة مناسبة.‏
‏ وبعد تبادل الرسائل بين دائرة المعرف واللجنة التنفيذية العليا حول اصدار ‏‏جريدة رسمية قامت اللجنة بتوجيه رسائل الى الدوائر الحكومية تخبرها فيها بقرب ‏‏اصدار الجريدة الرسمية وتطلب منها ترشيح مندوبين عنها لحضور الاجتماع الخاص ببحث ‏‏الاجراءات المتعلقة بالجريدة.‏‏ وضمت ترشيحات الدوائر الحكومية كل من احمد سيد عمر (المالية) بدر الخالد البدر ‏‏(المعارف) وسعود الفوزان (الاشغال) وطلعت الغصين (مجلس الانشاء) وجاسم القطامى ‏‏(الشرطة) وعبد الله النورى (المحاكم) واحمد السقاف (الاوقاف) وجاسم العنجرى ‏ ‏(الميناء) وعبد العزيز الدوسرى (الجمارك) وسعيد يعقوب (البلدية) وخالد النصر ‏‏الله(الصحة) ويوسف مشارى الحسن(الكهرباء والماء)‏ ‏وعقد مندوبو الدوائر الحكومية اجتماعين فى 26 و30 اكتوبر 1954 فى ‏‏مبنى مجلس الشورى بدأت بعدهما ملامح اصدار الجريدة الرسمية فى الاجتماعين تم ‏‏انتخاب اسرة التحرير من يوسف مشارى الحسن وطلعت الغصين وبد الخالد البدر وتقرر ‏‏تسميتها باسم (الكويت اليوم) وصدر العدد الاول فى 16 من ربيع الثانى 1374 الموافق ‏‏11 ديسمبر 1954 .‏
وصدر العدد الاول فى 16 صفحة لكن اعلانات الدوائر الحكومية لم تكن كافية فما ‏ ‏كان من اسرة التحرير الا ان اكملت الصفحات المتبقية ببعض المقظوعات الادبية ‏‏وادخلت ابوابا اخرى فى صفحاتها منها "الكويت فى صحف العالم" وغيرها.‏‏ وكانت الجريدة توزع فى الكويت على نطاق محدود وخاصة لرجال الاعمال وشركات ‏‏المقاولات واستمرت تصدر اسبوعيا ولاقت تطورا وزيادة فى الصفحات تمشيا مع زيادة ‏‏المناقصات والقرارات الحكومية وادخال ابواب جديدة لمواكبة تطورات الحياة فى ‏‏الكويت.‏
‏ وكان من الضرورى امام الحاجة الى اصدار الجريدة الرسمية وموافقة اللجنة ‏‏التنفيذية العليا على هذا الاصدار كان من الضرورى ايضا استحداث دائرة حكومية تأخذ ‏‏على عاتقها مسؤولية الاشراف على اصدار الجريدة وتوفير مطبعة خاصة لطباعتها.‏‏ ولذا فقد اصدرت اللجنة التنفيذية فى ذلك الوقت قرارا يتضمن انشاء دائرة للقيام ‏‏بكل هذه المسؤوليات فتم انشاء دائرة المطبوعات والنشر والتى صدر قرار تأسيسها فى ‏‏13 ديسمبر 1954 واسندت رئاستها الى الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح.‏
‏ وفى فبراير 1959 اعيد تنظيم الدوائر الحكومية بالمرسوم الاميرى الذى اصدره ‏‏المغفور له الشيخ عبد الله السالم الصباح حاكم الكويت فى ذلك الوقت والذى اسند ‏‏فيه رئاسة دائرة المطبوعات والنشر الى الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباحالذى استمر ‏‏برئاستها حتى عهد الاستقلال وتشكيل اول وزارة حيث اسندت اليه حقيبة وزارة الارشاد ‏‏والانباء فكان اول وزير يتقلد هذه الوزارة.‏‏ ورغم التطور الهائل الذى شهدته الكويت فى شتى مناحى الحياة وظهور وسائل ‏‏الاعلام المرئى والمسموع والمقروء فان هذا التطور لم يقلل من شأن الجريدة الرسمية ‏‏التى كانت نواة الاعلام فى يوم ما .