"إيلاف"من بيروت:&كثيرة هي برامج الكاميرا الخفية. ليست جديدة علينا تلك المقالب التي بدأت في السابق خفيفة الظل مع كاميرا أو اثنتين لتسجيل ردة فعل "الضحية". كانت الأمور تبدو وكأنها طبيعية من دون أن تسبب الأذى لمن تقرر أن يكون صاحب الدعوة المفروضة.
&في السابق كانت مسلية وممتعة لبساطتها. أما اليوم، وبعد أن نفذت على ما يبدو الأفكار السلسة نظراً "لتفريخ" هذا النوع من البرامج كالفطر، أخذت "المقالب" تأخذ حيّز المضايقات المفتعلة لإرغام الناس على إبداء ردة فعل سلبية بعد تعمّد إفراغهم صبرهم. حتى تبدّل نوع التقديم من فكاهي مضحك إلى مزعج مفرط.
&الأمر لا يتوقف عند هذا الحد فقط في أيامنا الحالية، فقد عمدت معظم البرامج إلى إفقاد الناس خصوصياتهم من مختلف النواحي من دون مراعاة التقاليد والأعراف الاجتماعية .. وحتى الدينية منها ومن دون التيقظ إلى تناسب نوع المقالب مع قدرة الناس على التحمل.
& المثال على ذلك بسيط. يكفي أن يتابع الشخص آخر حلقة من برنامج "وراك وراك" على شاشة المستقبل للوقوف على "مقلبين" من تنفيذ بطله ميشال عشي.
& المثال على ذلك بسيط. يكفي أن يتابع الشخص آخر حلقة من برنامج "وراك وراك" على شاشة المستقبل للوقوف على "مقلبين" من تنفيذ بطله ميشال عشي.
&المقلب الأول: الكاميرا مثبتة أمام المخرج الرئيسي لباب إحدى التعاونيات الكبرى. فتاة تقف على أحد الجوانب توزع "البوالين" على من تختاره هدية له بمناسبة الأعياد. يخرج الزبون فرحاً بما تقدم له مجاناً. وفجأة ينسل من خلفه ميشال ليفجر له المفاجأة بواسطة "دبوس" تحمله يده.
&المقلب الثاني: يتفق ميشال مع صاحب مجمع تجاري كبير لتنفيذ أفكاره. يتنكر في زي عامل تابع للمجمع. يمسك بالمكنسة الكهربائية وينتظر مرور أي كان ليوجه الماسورة "الشافطة" ناحية ملابسه. المارون من الجنسين. ببينهم نساء محجبات. لا يتأخر صاحب المكنسة بتوجيه ماسورته نحو حجاب النساء وملابسهن لتشفطهن.. في النهاية "أنتم مع الكاميرا الخفية، قولوا باي للكاميرا".
&في المشهد الأول لا يستثني "الممثل" لا الكبير ولا الصغير. يفجّر جميع "البوالين" الخارجة، من دون التنبه إلى إمكانية أن يكون من نال شرف "التفجير" مصاباً بأحد الأمراض.. القلب مثلاً. كيف سيعالج الأمر؟. هل سينهضه من الأرض ليرغمه على الإشارة للكاميرا وهو مبتسم؟، أم سيقدّم حجته بأنه كان "يمزح معه فقط"؟.
&في المشهد الثاني، تجرّأ ميشال على تصويب ماسورته نحو ملابس وحجاب النساء. ماذا لو سقط المنديل عن الرأس أو على الرداء عما أرادت المرأة أن تخفيه؟. قد يبرر أحدهم الأمر بأن المكنسة الكهربائية لن تقو على ذلك. لحسن حظ المنفذ أن الأمر لم يحدث، اللهم إلا إذا كان حدث فعلاً وتم حذفه في المونتاج.
&هل يمكن للخصوصيات بكافة أشكالها أن "تنتهك" لمجرد إنجاح برنامج وإرغام الناس على الضحك؟. قد يشير اسم البرنامج "وراك وراك" إلى أنه سائر إلى ما لا نهاية. أي لن يدع من وقع عليه الاختيار أن ينفذ بجلده مهما كلّف الأمر.. " وراه وراه والزمن طويل". وإن كان كذلك فليس بعيداً أن نرى المزيد من الانتهاكات.. ولكن هل من مزيد؟.
التعليقات