يحي ابو زكريا
&
&
&
&
بدأت أزمة المواطن السويدي من أصل جزائري مهدي غزالي المعتقل في معتقل غوانتانمو في كوبا تتفاعل في السويد حيث تحولّت هذه القضيّة إلى قضية رأي عام في السويد، شغلت الحكومة السويدية ووزارة الخارجية السويدية السويديّة والرأي العام السويدي الذي تعاطف إلى أبعد الحدود مع والد مهدي محمّد غزالي الذي بات يرتدي زيّ المعتقلين في غوانتانمو ويتجولّ في الشوراع العامة ويقابل كبار المسؤولين السويديين بزيّه الأحمر وبالقيود التي ربط يديه بها.
وعندما تبيّن للسلطات السويدية أنّ مهدي غزالي الذي يبلغ من العمر 22 سنة والذي كان يزاول دراسته الجامعية في السويد لن يكون في عداد المعتقلين الذين قررّت أمريكا إطلاق سراحهم قبل نهاية رأس السنة الحاليّة 2003، قررّت الحكومة السويدية إرسال بعثة سويدية رسمية تتألف من مسؤولين من وزراة الخارجية السويدية و جهاز المخابرات السويدية لمقابلة السيد مهدي غزالي الذي مازال رهن الإعتقال في معتقل غوانتانمو في كوبا بدون محاكمة قبل رأس السنة الميلادية في أواخر هذا الشهر شهر يسمبر كانون الثاني 2003. وذلك للإطلاع على أحواله و معرفة مجريات التحقيق معه. وقد أعتبر رئيس الحكومة السويدية السيد يوران بيرشون Göran Persson أنّ ما يواجهه المواطن السويدي مهدي غزالي في غوانتانمو يعتبر خرقا لكل الإتفاقّات الدوليّة، كما قال لوسائل الإعلام السويدية بأنّ حكومته عملت الكثير من أجل مواطنها المعتقل في غوانتانمو. وللإشارة فإنّ وزيرة خارجية السويد المغتالة السيدة آنا ليند قد حملت معها ملف مهدي غزالي المعتقل في غوانتانمو في آخر زيارة لها إلى واشنطن حيث طلبت من وزير خارجية أمريكا كولن باول إطلاق سراح المواطن السويدي فورا وأعتبرت أنّ إعتقاله بدون محاكمة هو تعدّي صريح على المواثيق الدولية و القوانين الدولية، وتحاول وزيرة خارجية السويد الجديدة السيدة ليلى فريفالدس إسترجاع مواطنها الأسير لدى الأمريكان.
من جهة أخرى وفي تصريح خاص قال والد المعتقل في غوانتانمو السيد محمد غزالي أنّه ما زال متمسكا ببراءة إبنه الذي ذهب ليدرس الشريعة الإسلامية في باكستان و لم يدخل بتاتا الأراضي الأفغانية، و أنّ إبنه لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بتنظيم القاعدة، وقال أيضا أنّ إبنه وعندما لم يتمكن من متابعة الدراسات الشرعية في المملكة العربية السعودية توجّه إلى باكستان للدراسة في معاهدها الشرعيّة لسهولة التسجيل في هذه المعاهد.
&وكانت السويد في وقت سابق رفعت من سقف المطالبة بإطلاق سراح مواطنها بعد أن قابلت لجنة سويدية رسمية قامت بزيارة مهدي غزالي في معتقله في غوانتانمو وكانت هذه اللجنة تتألف من موظفين في الخارجية السويدية وجهاز الأمن السويدي وتأكدّت من براءة مهدي غزالي و هي نفس اللجنة التي ستعاود زيارة مهدي غزالي في آخر شهر ديسمبر 2003، و قد بنت الحكومة السويدية طلبها على أنّ أمريكا لا يحق لها أن تعتقل مواطنها مهدي غزالي بإعتبارها ليس أسير حرب بل هو مدني حرم من تعيين محامي كما أنّ أمريكا تعتقله بدون محاكمة وهو ما يتنافى مع مواثيق جنيف لحقوق الإنسان.
وللإشارة فإنّ والد المعتقل محمد غزالي لجأ إلى إقامة قفص شبيه بالأقفاص الخاصة بالمعتقلين في غوانتانمو في كوبا في وسط العاصمة السويدية ستوكهولم وأضرب عن الطعام الأمر الذي جعل بعض القوى السياسية السويدية تطالب الخارجية السويدية بضرورة إستدعاء السفير السويدي في واشنطن إلى أن تبادر أمريكا بإطلاق سراح السويدي المعتقل لديها بدون محاكمة منذ أزيد من سنة.
وكان رئيس الوزراء السويدي السيد يوران بيرشون ولدى إلتقائه بوالد مهدي غزالي على قد وعد بأنّ السويد سوف تبذل كل ما في وسعها لإطلاق سراح مواطنها المعتقل في غوانتانمو، وخصوصا في ظلّ غياب الأدلة التي تدين مهدي غزالي والذي يصرّ أبوه محمد غزالي أن لا علاقة لإبنه بتاتا بتنظيم القاعدة، وكونه كان يريد دراسة الشريعة الإسلامية في باكستان لا يعني أنّه عضو في تنظيم القاعدة، خصوصا وأنّ إبنه تربي وترعرع ودرس في السويد وهو أبعد ما يكون عن التنظيمات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي.