احسان الطرابلسي

&

كان بودي أن أوجه هذه الرسالة إلى محمد العويفي عبر بريده الاليكتروني، وليس عبر صفحات "إيلاف". وكان يمكن أن يتمَّ ذلك لولا أن العويفي قد أصبح ظاهرة قبيحة للشتم والسب، وقلة الأدب، لكثير من كتاب "إيلاف"، بلغة لا يمكن أن ينطق بها غير انسان معتوه، أو مريض، أو مفلس، ولا يمكن ان تنشر هذه اللغة بأية وسيلة اعلامية.
فلماذا أُعلن كل هذا على الملأ الآن، ولم أحاول أن أكتبه في رسالة شخصية لمحمد العويفي؟
والجواب على هذا أن العويفي قد أصبح ظاهرة عامة لسب وشتم معظم كتاب "ايلاف" وأنا منهم، والذين اشتكوا إلىَّ من هذا البلاء.
&فهو لا يفتأ كل يوم يوجه رسائله القصيرة المليئة بالسباب القبيح (من الحزام وتحت) إلى معظم الكتاب الليبراليين في "إيلاف" وليس إلى كاتب واحد، وهو ما دعاني إلى تحويل العويفي إلى ظاهرة عامة في الاعلام العربي.
والسؤال: لماذا أنا مكترث كل هذا الاكتراث بهذا العويفي؟
والجواب هو: أن العويفي ليس قارئاً عادياً، ولكنه يُعدَّ نفسه من المثقفين والأكاديميين، وتلك هي المصيبة الكبرى !
فقد علمت بعد البحث والاستقصاء، أنه مثقف أكاديمي مغربي أصولي متشدد، يعمل استاذاً كما يدعي - في أحد المعاهد الفرنسية في باريس، وسبق أن طلب مقابلة مع العفيف الأخضر وشاكر النابلسي وجورج طرابيشي وغيرهم من المفكرين العرب، للقيام ببحث عن الفكر العربي المعاصر. ومن هنا تأتي أهمية اثارة موضوع العويفي كعلامة من علامات افلاس الثقافة السياسية العربية التي لا تواجه خصومها إلا بالسباب والشتائم القبيحة ليلاً نهاراً، كما هو حال لغة إعلام الديكتاتوريات العربية.
ولكن العويفي على ما يبدو ليس مثقفاً كما يدّعي, وهو بهذه التصرفات المشينة شبه مثقف جبان جداً. فهو يرسل رسائل الشتيمة والسباب القبيح إلى كثير من كتاب "ايلاف" كل يوم تحت أسماء مستعارة كثيرة ومختلفة كما يفعل كثير من الأصوليين وعلى رأسهم راشد الغنوشي، وكلها قادمة من فرنسا، ومن باريس على وجه الخصوص بعد أن حققنا طويلاً بالأمر.
والسؤال الكبير الآن هو:
لماذا يلجأ محمد العويفي وأشخاص كثيرون مثله الى السباب والشتم القبيح لكتاب "إيلاف" دون أن تكون لديهم الحجة الكافية لنقاشهم على الملأ فيما يكتبون؟
ولماذا لا يجادل أمثال العويفي كتاب "إيلاف" وعلى صفحات "إيلاف" كما يفعل كثير من المعارضين لأفكار كتاب "إيلاف"؟
إن الجواب على هذا السؤال، هو أن الأصولية العربية تمرُّ الآن بحالة إفلاس فكري رهيب وقبيح، وليس لديها ما هو مقنع وعقلي لكي تقوله للناس في جدلها مع الآخر، إلا السيف الصدئ، واللسان القبيح.
أيها العويفي:
كفَّ عن اسلوب الشتم والسباب القبيح الذي لا يليق بك حتى ولو كنت حماراً، وليس انساناً، وادخل دائرة النقاش والجدل العقلي النظيف آمنا مطمئناً. وصفحات "إيلاف" مفتوحة لك ولغيرك للرد ولنقاش كل ما يُكتب فيها.
فما حجبت "إيلاف" يوماً فكراً ولا صادرت رأياًً. وانت تقرأ كل يوم في "إيلاف" آراء وفكر كل الأطياف السياسية في العالم العربي، بدءاً من أقصى اليسار وانتهاءً بأقصى اليمين ومروراً بالوسط والوسطية.
اخرج الى النور أيها العويفي، ودعك من كلام خفافيش الظلام الذي تردده كالببغاء ليل نهار على صفحات البريد الاليكتروني لكثير من كتاب "إيلاف".
وسلام عليك يوم تخرج الى النور، وتعرف أن ضوء الشمس للجميع.
&
&