إيلاف - لندن: خلال جلسة البرلمان الأردني المتواصلة حاليا للاستماع إلى كلمات النواب ردا على بيان طلب الثقة الذي تقدمت به حكومة فيصل بن عاكف الفايز الجديدة، تحدث عديد من النواب بكلمات تفاوتت بين الاعتدال في اللهجة والمونة والقسوة من جانب آخر.
ولعل الكلمة التي ألقاها نائب محافظة العاصمة عمان وزير الصحة الأسبق الدكتور عبد الرحيم ملحس هي الأسخن من بين ما ألقي من كلمات نيابية إلى اللحظة.
يذكر ان النائب ملحس استقال قبل سنوات من منصبه كوزير للصحة من بعد أن كشف عن تقارير مثيرة لتورط الحكومات المتعاقبة بالعبث في الشأن الصحي في الأردن.
وفي تنشر "إيلاف" نص كلمة الدكتور البرلماني الأردني عبد الرحيم ملحس :
رئيس المجلس المحترم& .. قبل ان ابدأ ، ومن خلالكم .. ارجو من الحكومة الكريمة .. الاهتمام الكامل بمشروع التأمين الصحي الشامل ، وعدم المساس ، ان امكن ، باسس التقاعد الحالية ، وتحرير جميع اسرانا من سجون اعدائنا ، وتحويل المعارك ضد الفساد .. الى حرب حقيقية .
رئيس مجلس النواب المحترم
النواب المحترمون
&للمرة الثالثة ، في اقل من نصف عام ، يجد الشعب الاردني ، وهذا المجلس ، نفسهما امام حكومة ، شبه جديدة .&
&وليس هذا غريبا في بلد ابوي النظام ، يقرر للشعب .. متى .. ومن .. وكيف .. واين .. ولماذا .. لكن الغريب حقا ، هو تنامي عدم الاهتمام عند الشعب بتغيير وتغير الحكومات الاردنية .. عدم اهتمام ، ترسخ على مر السنين ، نتيجة ايمان الشعب ، بان الحكومات المتعاقبة في بلدنا ، ما هي الا ادوات متجددة& للهزء من عقل المواطن .. لا تغادر ، قبل ان تجعل يومه اكثر الما .. وليله اكثر قلقا .&
&رغم هذا ، فان الترحاب النسبي بهذه الحكومة ، قد زعزع ، عندما همش دور هذا المجلس في تشكيل حكومة .. تلقت درسها الاول يوم مولدها .. في خلوة ، بعيدة ، سرية ، خرجت منها ملفعة بثوب تنمية سياسية . كان هناك ، عند بعض اعضاء هذا المجلس ، شعورا بامتداد نهج& فوقي ، وممارسة غريبة لمعنى الحوار والمشاركة .. شعورا ، لم يخفف من حدته الا تلك اللقاءآت التعويضية المكثفة ، التي استطاعت اطفاء احباطنا ، لكنها لم تستطع ازالة الشك بالنهج القادم ،& فظل الشك متيقظا .
&لقد تبين ، من لقاءآت دولة رئيس الوزراء الواسعة ، انه يدرك بالعمق تركيبة المجتمع الاردني القبلية العشائرية . لكن نفس هذه اللقاءآت ، اثارت شكوكا ،& بانه ينوي البناء على الواقع المرفوض ، لا على الامل المنشود .. تصرف ، ان تم ، لا يساعد على ترسيخ المؤسسية اللازمة للتنمية السياسية .
&بناء تنمية سياسية حقيقية ، لا يمكن ان يرتفع على اساسات نظام سياسي ، يحميه دستور ، وقوانين احزاب ، وقوانين انتخابات ، وقوانين حريات ، وقوانين اعلام ، وضعت جميعها لعرقلة التنمية السياسية اصلا... قوانين وضعت لمصلحة الامن والبقاء .. على حساب الحرية والارتقاء .& لذلك ، فان تعديل هذه التشاريع التي تخدم الواقع الحالي ، هو اولوية اساسية لبدء اي حوار عام جاد ، او مؤتمرات حرة هادفة ، او مشاركة في بناء جوهر& جديد .&&
&اضافة الى ذلك ، فان هذه المشاركة ، التي تزمع الحكومة تنميتها ، لا يمكن ان تتحقق مع مواطنين .. ما زالوا قلقين على اساسيات الحياة .. غير واثقين ، ان الانتاج& سيوزع بعدل على جميع الطبقات والجهات .. غير مؤمنين ، ان اجواء تكافؤ الفرص قادمة .. غير متأكدين ، ان الفساد سينحسر ... ينتابهم شعور عميق ، بان العدل والقضاء ليسا على ما يرام .. وان السياسات المصيرية ليس بمقدورهم رسمها ، لانها تأتي جاهزة من عند غيرنا . لقد تراجع عامل الثقة بين الناس والحكومات تراجعا ، سمح للشكوك ان تكون الحالة الطبيعية التي تحكم العلاقة بينهما... وضع يصعب معه احداث مشاركة سياسية ، تحتاج في اسسها الى وجود مظلة كبيرة من الثقة بين الاثنين ... وعقول لا يقيدها الشك او القلق .
&رئيس المجلس المحترم&
&ان المراقب لا يستطيع تجنب الربط بين توجهنا المفاجىء نحو تنمية سياسية ، ودعوة رئيس اميركا لنشر الديموقراطية في العالمين العربي والاسلامي .. كما انه لا يستطيع تجنب التساؤل .. عن اي تنمية سياسية ، واي ديموقراطية تريد اميركا تطبيقها .. في دول عربية .. ابوية النظام والثقافة .. ترتعد اذا نالت شعوبها حرية ؟ اي تنمية سياسية تقصد امريكا ، وهي تتكلم عن خطط لتغيير وجه الشرق الاوسط ، تغييرا مصاغا فقط من اجل حفظ امنها وامن حليفاتها ؟
&انها بداية صعبة ، لديموقراطيـة غريبة ، لا يؤمن بصدقها مفكر . انها ديموقراطية البدايات الخطأ .... بدأ بثقة مفقودة بين الرسمي والشعبي .. انطلاقا من انظمة تفضل الامن على الحرية .. بامر من دولة خانت الديموقراطية .. لغرض حماية امنها وامن اعدائنا .. على حساب حقنا في الدفاع عن حقوقنا ... ديموقراطية ستدار .. من عمارة رسمية !
&في ظل ما تقدم ، نتسائل ان كنا مقدمين على خوض كذبة عملية جديدة ترجمت من اصطلاح Political Development الذي اطلقته اليزابت ديك تشيني ، المسؤولة في وزارة الخارجية الاميركية عن برنامج اسمه .... (المشـاركة السياسية مقابل المعونة مع دول الشرق الاوسط ) .. هدفه نقل الاكثرية الصامته من شباب ونساء العالم العربي ـ اي الفئآت الاكثر شعورا بالمسؤولية والظلم ـ الى اكثرية لها السنة وليس لها اسنان ، تحكي ولا تؤذي ، تصيح ولا تبيح ، تهدد ولا تنفذ .. تبث ثقافات الهزيمة .. تقف في وجه المقاومات الصادقة ، الفاعلة ، المؤمنة .
النواب المحترمون
&للمرة الثالثة ، في اقل من نصف عام ، يجد الشعب الاردني ، وهذا المجلس ، نفسهما امام حكومة ، شبه جديدة .&
&وليس هذا غريبا في بلد ابوي النظام ، يقرر للشعب .. متى .. ومن .. وكيف .. واين .. ولماذا .. لكن الغريب حقا ، هو تنامي عدم الاهتمام عند الشعب بتغيير وتغير الحكومات الاردنية .. عدم اهتمام ، ترسخ على مر السنين ، نتيجة ايمان الشعب ، بان الحكومات المتعاقبة في بلدنا ، ما هي الا ادوات متجددة& للهزء من عقل المواطن .. لا تغادر ، قبل ان تجعل يومه اكثر الما .. وليله اكثر قلقا .&
&رغم هذا ، فان الترحاب النسبي بهذه الحكومة ، قد زعزع ، عندما همش دور هذا المجلس في تشكيل حكومة .. تلقت درسها الاول يوم مولدها .. في خلوة ، بعيدة ، سرية ، خرجت منها ملفعة بثوب تنمية سياسية . كان هناك ، عند بعض اعضاء هذا المجلس ، شعورا بامتداد نهج& فوقي ، وممارسة غريبة لمعنى الحوار والمشاركة .. شعورا ، لم يخفف من حدته الا تلك اللقاءآت التعويضية المكثفة ، التي استطاعت اطفاء احباطنا ، لكنها لم تستطع ازالة الشك بالنهج القادم ،& فظل الشك متيقظا .
&لقد تبين ، من لقاءآت دولة رئيس الوزراء الواسعة ، انه يدرك بالعمق تركيبة المجتمع الاردني القبلية العشائرية . لكن نفس هذه اللقاءآت ، اثارت شكوكا ،& بانه ينوي البناء على الواقع المرفوض ، لا على الامل المنشود .. تصرف ، ان تم ، لا يساعد على ترسيخ المؤسسية اللازمة للتنمية السياسية .
&بناء تنمية سياسية حقيقية ، لا يمكن ان يرتفع على اساسات نظام سياسي ، يحميه دستور ، وقوانين احزاب ، وقوانين انتخابات ، وقوانين حريات ، وقوانين اعلام ، وضعت جميعها لعرقلة التنمية السياسية اصلا... قوانين وضعت لمصلحة الامن والبقاء .. على حساب الحرية والارتقاء .& لذلك ، فان تعديل هذه التشاريع التي تخدم الواقع الحالي ، هو اولوية اساسية لبدء اي حوار عام جاد ، او مؤتمرات حرة هادفة ، او مشاركة في بناء جوهر& جديد .&&
&اضافة الى ذلك ، فان هذه المشاركة ، التي تزمع الحكومة تنميتها ، لا يمكن ان تتحقق مع مواطنين .. ما زالوا قلقين على اساسيات الحياة .. غير واثقين ، ان الانتاج& سيوزع بعدل على جميع الطبقات والجهات .. غير مؤمنين ، ان اجواء تكافؤ الفرص قادمة .. غير متأكدين ، ان الفساد سينحسر ... ينتابهم شعور عميق ، بان العدل والقضاء ليسا على ما يرام .. وان السياسات المصيرية ليس بمقدورهم رسمها ، لانها تأتي جاهزة من عند غيرنا . لقد تراجع عامل الثقة بين الناس والحكومات تراجعا ، سمح للشكوك ان تكون الحالة الطبيعية التي تحكم العلاقة بينهما... وضع يصعب معه احداث مشاركة سياسية ، تحتاج في اسسها الى وجود مظلة كبيرة من الثقة بين الاثنين ... وعقول لا يقيدها الشك او القلق .
&رئيس المجلس المحترم&
&ان المراقب لا يستطيع تجنب الربط بين توجهنا المفاجىء نحو تنمية سياسية ، ودعوة رئيس اميركا لنشر الديموقراطية في العالمين العربي والاسلامي .. كما انه لا يستطيع تجنب التساؤل .. عن اي تنمية سياسية ، واي ديموقراطية تريد اميركا تطبيقها .. في دول عربية .. ابوية النظام والثقافة .. ترتعد اذا نالت شعوبها حرية ؟ اي تنمية سياسية تقصد امريكا ، وهي تتكلم عن خطط لتغيير وجه الشرق الاوسط ، تغييرا مصاغا فقط من اجل حفظ امنها وامن حليفاتها ؟
&انها بداية صعبة ، لديموقراطيـة غريبة ، لا يؤمن بصدقها مفكر . انها ديموقراطية البدايات الخطأ .... بدأ بثقة مفقودة بين الرسمي والشعبي .. انطلاقا من انظمة تفضل الامن على الحرية .. بامر من دولة خانت الديموقراطية .. لغرض حماية امنها وامن اعدائنا .. على حساب حقنا في الدفاع عن حقوقنا ... ديموقراطية ستدار .. من عمارة رسمية !
&في ظل ما تقدم ، نتسائل ان كنا مقدمين على خوض كذبة عملية جديدة ترجمت من اصطلاح Political Development الذي اطلقته اليزابت ديك تشيني ، المسؤولة في وزارة الخارجية الاميركية عن برنامج اسمه .... (المشـاركة السياسية مقابل المعونة مع دول الشرق الاوسط ) .. هدفه نقل الاكثرية الصامته من شباب ونساء العالم العربي ـ اي الفئآت الاكثر شعورا بالمسؤولية والظلم ـ الى اكثرية لها السنة وليس لها اسنان ، تحكي ولا تؤذي ، تصيح ولا تبيح ، تهدد ولا تنفذ .. تبث ثقافات الهزيمة .. تقف في وجه المقاومات الصادقة ، الفاعلة ، المؤمنة .
رئيس المجلس المحترم
&& اننا نعيش تبعية غير مسبوقة لامريكا ، وفكرها الصهيوني الحالي ،& واجهزتها الرسمية الكثيرة ، اصبحنا نشعر بآثارها وتأثيرها في معظم قراراتنا السياسية والاقتصادية الفاعلة .. تبعية ، تكاد تنسينا ان لنا ابعادا عربية .. تبعية غيرت المزاج الشعبي ، جعلت منا شعبا مريضا بلا عاطفة .. نشاهد اخواننا حولنا يهانون ويقتلون ، فلا تتحرك عواطفنا ، لانه غير مسموح لنا التعبير عنها .. لان حدود عاطفتنا اصبحت حدود الغضب الاميركي ! ان ارسال المعونات الطبية والعلاجية لاخواننا عمل نقدره عميقا . لكن ، في غياب تقديم المساعدات الاخرى الواجبة علينا ، يصبح الدعم المعنوي الشعبي مهما ولازما .. ليس لاخواننا فقط ، لكن لسوية نفوسنا نحن كذلك ... فليس بالخبز وحده يحيا الانسان !
&اصبح همنا الاول هنا حماية انفسنا ، وهذا امر طبيعي . لكن ..ان تعيش دولة بهم واحد طاغ ، فامر مرضي بحاجة الى معالجة . لقد اصبحنا كالذين يعيشون داخل جدار حديدي بنيناه بانفسنا.. محميون بسببه من الخارج .. لكننا مسجونون بسببه من الداخل... لم نعد فعلا ، اصبحنا ردود فعل .. خافتة .. خائفة .. متهمة .. نشرب ثقافة الهزيمة التي تصبها امريكا في ابريقنا ، قبل ان يسكبها زعماؤنا في كؤوسنا كلما عطشنا الى ثقافة الامل بالنصر . اذا استمر الامر على ما هو عليه ، قد يصبح من الصعب على احفادنا تحديد عاصمة الاردن .. عندما يختارون ... سيشير اصبعهم ، لا الى عمان ، بل ربما الى واشنطن !
&& اننا نعيش تبعية غير مسبوقة لامريكا ، وفكرها الصهيوني الحالي ،& واجهزتها الرسمية الكثيرة ، اصبحنا نشعر بآثارها وتأثيرها في معظم قراراتنا السياسية والاقتصادية الفاعلة .. تبعية ، تكاد تنسينا ان لنا ابعادا عربية .. تبعية غيرت المزاج الشعبي ، جعلت منا شعبا مريضا بلا عاطفة .. نشاهد اخواننا حولنا يهانون ويقتلون ، فلا تتحرك عواطفنا ، لانه غير مسموح لنا التعبير عنها .. لان حدود عاطفتنا اصبحت حدود الغضب الاميركي ! ان ارسال المعونات الطبية والعلاجية لاخواننا عمل نقدره عميقا . لكن ، في غياب تقديم المساعدات الاخرى الواجبة علينا ، يصبح الدعم المعنوي الشعبي مهما ولازما .. ليس لاخواننا فقط ، لكن لسوية نفوسنا نحن كذلك ... فليس بالخبز وحده يحيا الانسان !
&اصبح همنا الاول هنا حماية انفسنا ، وهذا امر طبيعي . لكن ..ان تعيش دولة بهم واحد طاغ ، فامر مرضي بحاجة الى معالجة . لقد اصبحنا كالذين يعيشون داخل جدار حديدي بنيناه بانفسنا.. محميون بسببه من الخارج .. لكننا مسجونون بسببه من الداخل... لم نعد فعلا ، اصبحنا ردود فعل .. خافتة .. خائفة .. متهمة .. نشرب ثقافة الهزيمة التي تصبها امريكا في ابريقنا ، قبل ان يسكبها زعماؤنا في كؤوسنا كلما عطشنا الى ثقافة الامل بالنصر . اذا استمر الامر على ما هو عليه ، قد يصبح من الصعب على احفادنا تحديد عاصمة الاردن .. عندما يختارون ... سيشير اصبعهم ، لا الى عمان ، بل ربما الى واشنطن !
&رئيس المجلس المحترم
&لقد ادرك المخططون ان تمرير القرارات السياسية والاقتصادية القادمة شأن بات يحتاج الى توفر عنصرين اساسيين في السلطة التنفيذية. اولا ، شخصية منفذة ، مميزة في قدرتها على امتصاص الغضب المتوقع . وثانيا : اشراك الناس في الهامش المرن غير المهم من القرارات السياسية والاقتصادية . لو كان هذا يشمل الهامش الصلب ، حيث ترسم السياسات الاساسية ، وتوضع الخطط الجوهرية ، لكان هذا توجها ديموقراطيا حقيقيا ، لكن هذا الترتيب مكرس لتسهيل تمرير قرارات صعبة ، باقل ما يمكن من ردود الفعل الشعبية السلبية ... فمعروف ، انه عندما يوزع اللوم ، يضيع المذنب . ان هذا ينبأ بقدوم ايام عصيبة ، ورضوخات مهمة ، وقرارات قاسية ، يجري التمهيد لها بطرح مفهوم الحوار العام ، والمؤتمرات الوطنية ، لتوزيع المسؤولية ، وتمرير القرارات بقبول شعبي مسبق ... لذلك ، فانني ، هذه المرة ، قلق ، ليس من رئيس الحكومة ، بل عليه !
&لقد ادرك المخططون ان تمرير القرارات السياسية والاقتصادية القادمة شأن بات يحتاج الى توفر عنصرين اساسيين في السلطة التنفيذية. اولا ، شخصية منفذة ، مميزة في قدرتها على امتصاص الغضب المتوقع . وثانيا : اشراك الناس في الهامش المرن غير المهم من القرارات السياسية والاقتصادية . لو كان هذا يشمل الهامش الصلب ، حيث ترسم السياسات الاساسية ، وتوضع الخطط الجوهرية ، لكان هذا توجها ديموقراطيا حقيقيا ، لكن هذا الترتيب مكرس لتسهيل تمرير قرارات صعبة ، باقل ما يمكن من ردود الفعل الشعبية السلبية ... فمعروف ، انه عندما يوزع اللوم ، يضيع المذنب . ان هذا ينبأ بقدوم ايام عصيبة ، ورضوخات مهمة ، وقرارات قاسية ، يجري التمهيد لها بطرح مفهوم الحوار العام ، والمؤتمرات الوطنية ، لتوزيع المسؤولية ، وتمرير القرارات بقبول شعبي مسبق ... لذلك ، فانني ، هذه المرة ، قلق ، ليس من رئيس الحكومة ، بل عليه !
&رئيس المجلس المحترم
&في الوقت الذي نعتبر فيه العلم سلاح .. والمعرفة سلاح .. نسينا ، الى درجة كبيرة ، سلاح الثقافة الذي يدرك اعداؤنا اهميته لابقاءنا في هذه الحالة من التاخر والانحناء . انهم لا يغزوننا بثقافتهم فقط ، لكنهم يسعون لتثبيت ثقافات مستوطنة عندنا ، بات علينا العمل على التخلص منها .. ان اردنا الوقوف على ارجلنا ، قبل الوقوف في وجه اعدائنا.. ان اردنا ان نتغير .. ان اردنا بناء جيل الامل بالنصر .. قبل ان تختفي كلمة النصر من قواميسنا .
&اننا ، في العالم العربي ، نقاسي من مرض (الثقافات السلبية الثلاثة) .. مرض هو اصل جميع مشاكلنا .. يتضمن ثقافة ابوية موروثة ، هي اسوء نسخة عن الثقافة القبلية ، ثقافة ما زالت تحكم وتتحكم في سلوكنا العام والخاص ، تمنع عنا اي تقدم نحو ديمـوقراطية حقيقية .. ثقافة تكرس علاقات عمودية .. تعمل في خدمة انظمة ... فاسدة ، فاسدة ، شمولية ، لا يعني الشعب لها اكثر من انه ممول& .. للذاتها التي لا تنتهي .
&وثقافة كذب ، ونفاق ، وفهلوة ، ومعها ثقافة غزو ، هما اساس كل انواع الفساد في بلادنا ... ثقافة كذب رفعت المنافق ، واوقعت الصادق .. فتحت طرق النجاح للساقطين في امتحانات الاخلاق والقيم .. ثقافة غزو شوهت تاريخ بلدنا ، جعلته يكتب بين فضيحة وفضيحة !
&وثقافة هزيمة جعلتنا ننبطح عندما يطلب منا مجرد الانحناء .. وننكسر بدل ان ننثني .. نتوسل بدل ان نتحدى .. نستجدي قبل ان نعمل ونعرق .. ثقافة منعت عنا مواجهة التحديات ... سمحنا بسببها للغير تشويه هويتنا .. ورضينا بالاعتداء على حضارتنا وتراثنا .. ثقافة شوهت ذهننا جعلتنا نرى اعدائنا اصدقاء ، واشقاءنا اعداء .. فضلت المصالح على المبادىء ، فتبخرت المبادىء والمصالح .. قتلت عواطفنا ، جعلت منا احياء اموات .. انستنا تاريخنا العظيم .. تريد منا باصرار ، ان ننسى الاساءة ، والقهر ، والدم ، والتجريف ، والتهديم .
& &
الرئيس والنواب المحترمون&
&طلب الثقة عند دخول الحكومة ، يضع النائب الجاد امام خيارين : فاما ان يمنح الثقة لحكومة لم يمتحنها ، ويستعد لتحمل نتائج خطأ اختياره ان تلك الحكومة فشلت .. او يحجبها عنها ، مع استعداد لتحمل آلام الندم ان تلك الحكومة نجحت ، وهما خياران يشبهان المراهنة على مجهول !
&لانني لا اراهن على مجهول ، اجيب على طلب الثقة بالامتناع ، مؤكدا احترامي لاشخاص اعضاء الحكومة ، اخص بهذا رئيسها ، الذي كان لشخصه ولشخصيته الحالية ، الاثر الاكبر في منعي حجب الثقة عن حكومته .&
&ليس مهما ان تنال الحكومة ثقة مجلس يعطيها ثقته حتى لا يغضب احدا ، بل من المهم ان تكون الثقة حقيقية لانها محررة من اية مؤثرات قوية ، او مصالح برسم التحقيق . غير ان الاهم يكمن في كيف يكون تقدير الناس لها عندما تخرج من ثوب سلطاتها ، واي اثر تتركه على مسقبل الوطن والانسان فيه .&& تمنيت لو ان طلب الثقة ياتي عند ذهاب الحكومة ، لا عند قدومها !
&في الوقت الذي نعتبر فيه العلم سلاح .. والمعرفة سلاح .. نسينا ، الى درجة كبيرة ، سلاح الثقافة الذي يدرك اعداؤنا اهميته لابقاءنا في هذه الحالة من التاخر والانحناء . انهم لا يغزوننا بثقافتهم فقط ، لكنهم يسعون لتثبيت ثقافات مستوطنة عندنا ، بات علينا العمل على التخلص منها .. ان اردنا الوقوف على ارجلنا ، قبل الوقوف في وجه اعدائنا.. ان اردنا ان نتغير .. ان اردنا بناء جيل الامل بالنصر .. قبل ان تختفي كلمة النصر من قواميسنا .
&اننا ، في العالم العربي ، نقاسي من مرض (الثقافات السلبية الثلاثة) .. مرض هو اصل جميع مشاكلنا .. يتضمن ثقافة ابوية موروثة ، هي اسوء نسخة عن الثقافة القبلية ، ثقافة ما زالت تحكم وتتحكم في سلوكنا العام والخاص ، تمنع عنا اي تقدم نحو ديمـوقراطية حقيقية .. ثقافة تكرس علاقات عمودية .. تعمل في خدمة انظمة ... فاسدة ، فاسدة ، شمولية ، لا يعني الشعب لها اكثر من انه ممول& .. للذاتها التي لا تنتهي .
&وثقافة كذب ، ونفاق ، وفهلوة ، ومعها ثقافة غزو ، هما اساس كل انواع الفساد في بلادنا ... ثقافة كذب رفعت المنافق ، واوقعت الصادق .. فتحت طرق النجاح للساقطين في امتحانات الاخلاق والقيم .. ثقافة غزو شوهت تاريخ بلدنا ، جعلته يكتب بين فضيحة وفضيحة !
&وثقافة هزيمة جعلتنا ننبطح عندما يطلب منا مجرد الانحناء .. وننكسر بدل ان ننثني .. نتوسل بدل ان نتحدى .. نستجدي قبل ان نعمل ونعرق .. ثقافة منعت عنا مواجهة التحديات ... سمحنا بسببها للغير تشويه هويتنا .. ورضينا بالاعتداء على حضارتنا وتراثنا .. ثقافة شوهت ذهننا جعلتنا نرى اعدائنا اصدقاء ، واشقاءنا اعداء .. فضلت المصالح على المبادىء ، فتبخرت المبادىء والمصالح .. قتلت عواطفنا ، جعلت منا احياء اموات .. انستنا تاريخنا العظيم .. تريد منا باصرار ، ان ننسى الاساءة ، والقهر ، والدم ، والتجريف ، والتهديم .
& &
الرئيس والنواب المحترمون&
&طلب الثقة عند دخول الحكومة ، يضع النائب الجاد امام خيارين : فاما ان يمنح الثقة لحكومة لم يمتحنها ، ويستعد لتحمل نتائج خطأ اختياره ان تلك الحكومة فشلت .. او يحجبها عنها ، مع استعداد لتحمل آلام الندم ان تلك الحكومة نجحت ، وهما خياران يشبهان المراهنة على مجهول !
&لانني لا اراهن على مجهول ، اجيب على طلب الثقة بالامتناع ، مؤكدا احترامي لاشخاص اعضاء الحكومة ، اخص بهذا رئيسها ، الذي كان لشخصه ولشخصيته الحالية ، الاثر الاكبر في منعي حجب الثقة عن حكومته .&
&ليس مهما ان تنال الحكومة ثقة مجلس يعطيها ثقته حتى لا يغضب احدا ، بل من المهم ان تكون الثقة حقيقية لانها محررة من اية مؤثرات قوية ، او مصالح برسم التحقيق . غير ان الاهم يكمن في كيف يكون تقدير الناس لها عندما تخرج من ثوب سلطاتها ، واي اثر تتركه على مسقبل الوطن والانسان فيه .&& تمنيت لو ان طلب الثقة ياتي عند ذهاب الحكومة ، لا عند قدومها !
رئيس المجلس المحترم
النواب المحترمون
&هنيئا لهذه الحكومة الموقرة بالثقة التي ستنالها ، كما ستنالها كل الحكومات القادمة ، فلم يعد الشعب العربي مهتما بالذين يحكمونه ، لانه ، اصبح اكثر خبرة ،& فاختصر الطريق ، وحول اهتمامه .. للذين& يحكمون الذين يحكمونه .. فاثر هؤلاء عليه ، بات اكثر واعمق في ظل ثقافة الهزيمة السائدة ، التي يرضع من ثديها اكثر حكامنا ، وهم مرتاحون مطمئنون على بقائهم في حضن حكامهم ، بعد ان كبلوا حرية شعوبهم ، ومنعوهم من حماية اوطانهم ، حتى صار العالم العربي مرتعا للبرابرة الجدد ، الذين جاؤوا يطلبون منا بناء تنمية سياسية .. وهم يحتلون بلادنا ، ويدعمون قهرنا ، ويمارسون القتل ، والكذب ، والسرقة ، والارهاب في سبيل امن لهم ، لم يهدده يوما شيء اكثر من ثقافتهم .. ثقافتهم& التي تؤمن بالعدوانية والاجرام ... ثقافة لم تسمح لهم حتى التوقيع على معاهدة لمعاقبة المجرمين من ظباطهم .
& ليس الحل بتنمية تأتي من عندهم .. الحل يكمن عندنا...الحل يأتي على جناحي حرية جديدة .. تؤمن بالنفس .. وبالريح .. وبالشمس .. وبالخروج من تحت غطائهم ... الحل يأتي ببناء ثقافة خلاقة عند نسائنا وشبابنا .. ترفض ثقافات الهزيمة .. ان ضحت بالحياة .. فمن اجل حياة .. تستحق الحياة .
النواب المحترمون
&هنيئا لهذه الحكومة الموقرة بالثقة التي ستنالها ، كما ستنالها كل الحكومات القادمة ، فلم يعد الشعب العربي مهتما بالذين يحكمونه ، لانه ، اصبح اكثر خبرة ،& فاختصر الطريق ، وحول اهتمامه .. للذين& يحكمون الذين يحكمونه .. فاثر هؤلاء عليه ، بات اكثر واعمق في ظل ثقافة الهزيمة السائدة ، التي يرضع من ثديها اكثر حكامنا ، وهم مرتاحون مطمئنون على بقائهم في حضن حكامهم ، بعد ان كبلوا حرية شعوبهم ، ومنعوهم من حماية اوطانهم ، حتى صار العالم العربي مرتعا للبرابرة الجدد ، الذين جاؤوا يطلبون منا بناء تنمية سياسية .. وهم يحتلون بلادنا ، ويدعمون قهرنا ، ويمارسون القتل ، والكذب ، والسرقة ، والارهاب في سبيل امن لهم ، لم يهدده يوما شيء اكثر من ثقافتهم .. ثقافتهم& التي تؤمن بالعدوانية والاجرام ... ثقافة لم تسمح لهم حتى التوقيع على معاهدة لمعاقبة المجرمين من ظباطهم .
& ليس الحل بتنمية تأتي من عندهم .. الحل يكمن عندنا...الحل يأتي على جناحي حرية جديدة .. تؤمن بالنفس .. وبالريح .. وبالشمس .. وبالخروج من تحت غطائهم ... الحل يأتي ببناء ثقافة خلاقة عند نسائنا وشبابنا .. ترفض ثقافات الهزيمة .. ان ضحت بالحياة .. فمن اجل حياة .. تستحق الحياة .
التعليقات