القاهرة: في الوقت الذي بدأ فيه اليوم أحمد ماهر وزير الخارجية المصري زيارة هي الأولى من نوعها منذ نحو ثلاث سنوات إلى إسرائيل، أكدت مصادر مطلعة في القاهرة أن محادثات ماهر في تل أبيب لن تتطرق إلى ملف السجين الإسرائيلي عزام عزام، الذي سبق أن أدانته محكمة مصرية بالتجسس لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلية (موساد)، وكذا لن تتناول مسألة عودة السفير المصري إلى إسرائيل، لكن المصادر ذاتها ألمحت أن الأمر ربما يتعلق فضلاً عن المسألة الفلسطينية بكافة تفصيلاتها، بترتيبات ومناقشات ذات صلة بالشأن السوري، دون أن تقدم مزيداً من الإيضاحات حول هذا الأمر.
هذا ويلتقي أحمد ماهر مع ارئيل شارون رئيس وزراء اسرائيل وسيلفان شالوم وزير الخارجية ومع الرئيس موشي كاتساف خلال زيارته القصيرة وهي أول زيارة يقوم بها وزير خارجية مصري منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في عام 2000، كما سيلتقي ماهر أيضاً كلاً من عيزرا فايتسمان الرئيس الاسرائيلي السابق، وشيمون بيريز رئيس الوزراء الاسبق خلال زيارته التي تستغرق بضع ساعات.
وقال مصدر دبلوماسي مصري إن زيارة ماهر إلى إسرائيل تستهدف بحث سبل احياء عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، كما سيعرض رئيس المعارضة البرلمانية في اسرائيل شيمون بيريز خطة حزب العمل للسلام التي تشتمل على مبدأ دولتين لشعبين وفقا لحدود عام 1967 وتقسيم القدس على أسس ديمغرافية.
وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد صرح يوم أمس أنه سيرسل ماهر لتشجيع اسرائيل على استئناف محادثات السلام مع الزعماء الفلسطينيين، قائلاً "إننا نريد التوصل إلى كيفية بدء المفاوضات لأن مجرد الجلوس على مائدة المفاوضات سيخلق نوعا من الراحة النفسية لدى الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي اللذين يعانيان من الحروب والقتل والدمار".
قال محللون مصريون إن زيارة ماهر تعطي بعض الأمل في امكان تحقيق تقدم في عملية صنع السلام ولكنهم اضافوا أن أي تحرك لابد وأن يأتي من اسرائيل. من جهة أخرى وفي القاهرة وجه برلمانيون مصريون معارضون الدعوة إلى أحمد ماهر للقاء عاجل في البرلمان عقب عودته من إسرائيل لإجراء حوار حول نتائج تلك الزيارة وأثرها على عملية السلام في الشرق الأوسط، والعلاقات الثنائية المصرية الاسرائيلية.
ووصف شالوم في الاونة الاخيرة الدور المصري في محاولة التفاوض بشأن التوصل لهدنة بانه"ايجابي"وأعرب عن أمله& أن تضغط مصر ايضا على السلطة الفلسطينية لنزع سلاح النشطين بموجب خطة السلام التي تدعمها الولايات المتحدة والمعروفة باسم"خارطةالطريق."
وتوقعت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية أن يؤكد الجانب الإسرائيلي في رسالته لمصر أن "خارطة الطريق" هي اللعبة الوحيدة وأن على مصر حث الفلسطينيين على العودة إليها لكي لا تضطر إسرائيل إلى القيام بخطوات أحادية الجانب، وفقًا لما أفادت به المصادر السياسية، كما توقعت أيضاً أن يطلب المسؤولون الإسرائيليون من ماهر حث رئيس الوزراء الفلسطيني، أحمد قريع، على عدم المماطلة ولقاء شارون وعلى أن يكون على استعداد لدفع "خارطة الطريق" قدما.