بغداد - اضطر التحالف الذي يقوده الاميركيون والسلطات الانتقالية العراقية التي كانت تأمل بانطلاق عملية اعادة اعمار البلاد فور انتهاء الحرب، الى اعادة النظر في الخطط الموضوعة بسبب غياب الامن وعمليات التخريب والنهب.
ومع اقتراب بدء العام 2004، تخلص العراق من صدام حسين الذي القت القوات الاميركية القبض عليه بعد أكثر من ثمانية أشهر من المطاردة اثر سقوط نظامه. لكن سكان العراق ما زالوا يعيشون في وضع مادي هش.
ويقر حميد الكفائي الناطق باسم مجلس الحكم الانتقالي العراقي الذي شكله الاميكريون في تموز(يوليو) ان "اعادة الاعمار بطيئة جدا" مضيفا ان "الوضع الامني يؤخر اعادة الاعمار لكننا عازمون على المضي قدما".
وتتعرض قوات التحالف يوميا لهجمات بيد انها ليست الهدف الوحيد.&ففي الثامن من كانون الاول/ديسمبر غادر 51 فنيا من كوريا الجنوبية كانوا يشاركون في ترميم شبكة الكهرباء في بغداد، العراق بعدما قتل اثنان من زملائهم في كمين.&ويقول محمد الروبي وهو محام مصري يمثل شركات اجنبية في العراق "المشكلة الاساسية هي الامن. فللامن انعاكسات على كل شيء. وهذا الامر قد اثبط عزيمة بعض المستثمرين".
ويتساءل سعد الزبيدي المهندس والمستشار لدى وزارة اعادة الاعمار والاسكان العراقية "لا نعرف ماذا سيكون الوضع غدا فكيف يمكن القيام بتوقعات للعام 2004؟".&واصبحت البنى التحتية في العراق في وضع يرثى له بعد ثلاثة حروب و13 عاما من العقوبات والاهمال المعمم وعمليات النهب الواسعة بعد الحرب الاخيرة.
ويؤكد الزبيدي ان وزارته كانت جاهزة منذ حزيران/يونيو الماضي لبدء اعادة اعمار الطرقات والمساكن والمباني الحكومية لكن غياب الامن حال دون مباشرتها هذه الاعمال.&لكن الزبيدي يؤكد "لا اريد ان ارسم صورة قاتمة جدا" مشددا على بدء تنفيذ بعض المشاريع.
ويشير الناطق باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد الى ان ترميم المنشآت النفطية في العراق الذي يمتلك ثاني اكبر احتياطي للنفط في العالم، كان يمكن ان يقطع اشواطا كبيرة لولا تعرض هذه المنشآت لعمليات تخريب متكررة.
ويتوقع المسؤولون العراقيون رغم ذلك ان يعودوا الى مستوى انتاج النفط الخام الذي كان قبل الحرب اي 8،2 مليون برميل يوميا خلال الفصل الاول من السنة المقبلة.&لكن طوابير الانتظار لا تزال طويلة امام محطات الوقود اذ ان البلاد تمر بازمة بنزين.&ويؤكد جهاد ان الهجمات على خطوط انابيب نقل النفط اصبحت نادرة. لكن المشكلة هي في انه كان لهذه الهجمات انعكاسات على انتاج الكهرباء اذ تأثر تزويد المحطات التي تعمل على الغاز. ولا يزال التيار الكهربائي يعاني من الفوضى في العاصمة بغداد.
ويقول باسل الخطيب الناطق باسم وزارة الكهرباء ان العراق ينتج حاليا 3500 الى 4000 ميغاوات اي ربع حاجاته. وتأمل الوزارة في مضاعفة انتاجها العام 2004 لكن الخطيب يقول "ان هذا لن يكون كافيا".
اما بشأن قطاع الاتصالات فيأمل الفنيون ان يصلحوا سريعا الشبكة الارضية في حين ان شبكات الهواتف النقالة التي تقيمها شركات اجنبية، يفترض ان تبدأ عملها مطلع العام 2004.&لكن بالنسبة للاسكان وهو قطاع يشهد ازمة كبيرة جدا يقر الزبيدي ان مشاكل التمويل تحول حاليا دون تطبيق خطط وزارته لبناء مليون وحدة سكنية بحلول العام 2010.
التعليقات