محمد البقرى من صوفيا :أكد مجلس الأمن الدولى في الأمم المتحدة دعمه للخطة ‏ ‏المقترحة من رئيس الإدارة المدنية التابعة للمنظمة الدولية في إقليم كوسوفو هارى ‏ ‏هولكرى والتى حددت المستويات التى يجب ان تتحقق فى الإقليم حتى تبدأ المفاوضات ‏ ‏الخاصة من أجل قبول وإعتماد الوضعية النهائية له.‏
‏ وفى الوقت الذى حذر فيه ممثلو الامم المتحدة من انه لن يتم اتخاذ اية قرارات ‏‏بشان الوضعية النهائية للاقليم حتى يتم الالتزام بتحقيق الاهداف المرجوة والمحددة ‏‏فى الخطة المطروحة فى الوقت ذاته طالبوا فى هذا الاطار القادة السياسيين وشعب ‏‏الاقليم ببذل كل الجهود للوصول الى المستويات المطلوبة.‏
‏ وكانت الولايات المتحدة الامريكية قد حددت منتصف عام 2005 موعدا لتحقيق تلك ‏ ‏المستويات مشيرة الى ان الجهود المبذولة فى هذا الاطار من القيادات والاحزاب ‏‏المحلية للاقليم ستظل طوال الفترة القادمة تحت الرقابة والمتابعة الدولية.‏وتحدد وثيقة كوسوفو الاهداف والمستويات الثمانية التى يجب الوصول الى تحقيقها ‏‏وتتضمن بناء وعمل الموءسسات الديمقراطية و فرض سيادة القانون و حرية الحركة فى ‏‏الاقليم بين حميع قطاعاته العرقية و عودة اللاجئين والتحاقهم بمجتمع الاقليم و ‏‏بناء الهيكل الاقتصادى للاقليم وسياساته الواضحة و اعتماد قوانين حقوق الملكية و ‏‏الحوار مع بلجراد لتطبيع العلاقات بينهما و تشكيل فرقة الدفاع المدنى فى كوسوفو.‏
‏ ويهدف رئيس الادارة المدنية الدولية فى الاقليم بمبادرته الى اعطاء روح جديدة ‏‏للعلاقات السياسية فى الاقليم مع تحقيق مستويات يمكن من خلالها تحديد الوضعية ‏‏النهائية للاقليم دون مضاعفات وعلى امل ان هذه الخطة ستساعد الموءسسات الموءقتة ‏‏لكوسوفو من توجيه الجهود نحو الوصول الى تحقيق الاهداف بشكل عملى مباشر.‏‏ وقد عبر السفير الالمانى الدائم فى الامم المتحدة جينتر بولويجر عن ‏‏خيبة امله من رفض صربيا والجبل الاسود للخطة المطروحة وعدم قبولهما لوثيقة كوسوفو ‏‏مشيرا الى ان الخطة تقترح على بلجراد وبريشتينا ان يكون لهما مستقبل فى اوروبا ‏‏بديلا عن العيش فى العزلة والتقلص.‏
‏ فقد اوضح رئيس الوزراء الصربي زوران جيفكوفيتش فى حديثه مع مفوض الاتحاد ‏ ‏الاوروبى لشوءون الامن والسياسة الخارجية خافيير سولانا اثناء استقباله له فى ‏‏بلجراد فى بداية هذا الاسبوع ان الحكومة الصربية تعتبر الوثيقة غير مقبولة حيث‏ ‏انها تشير بشكل واضح الى الطريقة التى سيتم بها فرض تلك المستويات والاهداف ‏ ويرى انه بالنظر الى هذه المستويات فانها اقرب الى النص الذى يحدد الوضعية ‏‏النهائية للاقليم من ان يكون نصا لتحديد المستويات لبدء حوار حول وضعية الاقليم‏ وبعد التصريحات الصادرة عن المسوءولين فى الحكومة الصربية اعلن قادة صرب اقليم ‏‏كوسوفو عدم التزامهم وتجنبهم للوثيقة المطروحة من الادارة المدنية مما زاد الامر ‏‏تعقيدا ورسم بالتالى خطا عرقيا صربيا البانيا جديدا تجاه الخطة المطروحة .‏
‏ وفى هذا الاطار فان مستقبل الوثيقة التى اصطلح على تسميتها خطة هارى هولكرى ‏ ‏ستكون محل خلاف وسيوضع امامها العديد من الاسئلة التى يصعب العثور على اجابات ‏ ‏محددة او فورية لها الامر الذى يضع مرة اخرى مستقبل اقليم كوسوفو وتحديد الوضعية ‏ ‏النهائية له موضع شك والالتزام بالجدول والمدة الزمنية المطروحة من قبل الولايات ‏‏المتحدة والمعتمدة من الامم المتحدة والتى يجب ان تنتهى مع منتصف عام 2005 .‏