ماثيو لي من واشنطن: لا تزال الولايات المتحدة التي اطاحت بنظام صدام حسين وقبضت عليه خلال العام 2003 تواجه صعوبات في خططها لاحلال الاستقرار في العراق لكنها ستحاول العام المقبل نقل السلطات الى العراقيين في عملية محفوفة بالمخاطر.
ويعول الرئيس الاميركي جورج بوش جزئيا لاعادة انتخابه في تشرين الثاني 2004، على طريقة ادارته للعراق في فترة ما بعد الحرب في حين ما زال العسكر الاميركي هدفا لهجمات المسلحين.&فقد قتل نحو 200 جندي اميركي في العراق بعد الاول من ايار/مايو الماضي موعد الاعلان عن انتهاء العمليات العسكرية الاساسية، كما اصيب قرابة 2200 اخرين بجروح.
&ويرغب الرئيس الاميركي في تقديم نفسه كرائد للديموقراطية في العالم وخصوصا في الشرق الاوسط مؤكدا ان المسار الديموقراطي في العراق سينجح وسيكون مثالا للمنطقة باكملها.&لكن الرئيس الاميركي يعرف ايضا ان الوقت ينفد. وبعدما اعرب عن ارتياحه في الاشهر الاخيرة حيال التطورات في العراق، اعتمد بعدها لهجة مغايرة تماما حتى اعلن اخيرا انه يفضل اعطاء العراقيين "المزيد من المسؤولية".
&وتأمل ادارة بوش في اجراء انتخابات في العراق في الفصل الاول من سنة 2004 وتسليم السلطة الى العراقيين حتى قبل وضع دستور. وفي حال نيل حكومة عراقية منتخبة قاعدة شعبية مريحة، فسيكون بامكان البيت الابيض البدء باعادة اعداد كبيرة من القوات الاميركية الى البلاد قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجري في تشرين الثاني/نوفمبر 2004.
&وبات هذا الامر اكثر ضرورة مع اعلان الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر انه يتوقع ان تتضاعف الهجمات في العراق خلال الستة اشهر المقبلة.&وهذا التوقع الذي اعلن قبل اعتقال صدام حسين لا يخلف شعورا بالثقة في حين سيتم حل مجلس الحكم الانتقالي في حزيران/يوينو 2004 من اجل ان تتحمل الحكومة الموقتة السلطة كاملة في البلاد.&واكثر ما يخشاه الاميركيون هو الغرق في المستنقع العراقي. واعتبر السناتور الجمهوري جون ماكين ان تطورات الوضع في العراق تذكره بحرب فيتنام، وهي مقارنة يرفضها بوش.
&ومن المحتمل ان لا يكون بامكان القوات الاميركية توقع وصول مساعدات دولية اضافية، وقد استبعد الامين العام للامم المتحدة كوفي انان عودة سريعة للمنظمة الدولية الى العراق ورهن ذلك بتحسن الوضع الامني على الارض.&وفي هذا الاطار الصعب، اعادت ادارة بوش احياء التوتر مع عدد من حلفائها وقررت استبعاد فرنسا والمانيا وروسيا وكندا من اعادة اعمار العراق.&وقد وصفت المفوضية الاوروبية هذه الخطوة بانها "خطأ سياسي" مضيفة انها "مؤشر سيء الوقع في وقت تعمل فيه الاسرة الدولية بطريقة بناءة لكي تحول العراق الى بلد منفتح ديموقراطي مزدهر يعتمد الشفافية".
&ومن جهته، قال المرشح الديموقراطي هاورد دين الذي يبدو الاوفر حظا لمواجهة بوش في الانتخابات الرئاسية ان "غالبية الناس في العالم تعتقد بان اميركا ضحت بتفوقها الاخلاقي".&واضاف الحاكم السابق لولاية فيرمونت والمعارض للحرب ان "التخلص من صدام حسين امر مذهل لكن السؤال هو: هل ارسال 135 الف جندي من جانب واحد ليفعلوا ذلك يعتبر فكرة جيدة"؟