صوفي كلوديه من بيت لحم: تحتفل اليوم الأربعاء مدينة بيت لحم التي يحاصرها الجيش الاسرائيلي بعيد الميلاد المجيد بدون بهجة وفي غياب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي منعته اسرائيل من التوجه الى هذه المدينة التي ولد فيها السيد المسيح للعام الثالث على التوالي.
&وتوافد بضعة الاف فقط من المسيحيين الفلسطينيين والاجانب الى بيت لحم لحضور قداس منتصف الليل في اعداد لا يمكن ان تقارن بالموجات البشرية التي كانت تزور المدينة في هذه المناسبة قبل الانتفاضة.
&ويقول فلسطيني من سكان المدينة مستندا الى المنصة التي اقيمت في ساحة المزود لينشد عليها الاطفال اغاني الميلاد بالعربية والانكليزية "مدينتا بيت لحم الصغيرة رات الكثير وعانت الكثير لكننا هذه الليلة سنخلع ملابس الحزن ونرتدي ملابس الفرح".
&وعلى الجدران وضع ملصق ضخم يحمل صورة عرفات وكتب عليه "لا تخنقوا بيت لحم" في اشارة الى الجدار الفاصل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية والذي سيفصل بيت لحم عن القدس.
&وعلقت ملصقات اخرى عليها كلمات اخيرة للبابا يوحنا بولس الثاني الذي اكد ان "الاراضي المقدسة ليست في حاجة الى اسوار وانما الى جسور".
&قلة فقط من السياح انتهزت فرصة تخفيف القيود على حركة المرور الذي قررته اسرائيل للحضور الى المدينة.
&يقول بواز لي الذي يقود مجموعة سياح من هونغ كونغ ان "الاجواء اكثر خشوعا" من العام الماضي عندما كانت الدبابات الاسرائيلية تطوق المدينة.
&ويؤكد ريكي شوم خبير الكومبيوتر العضو ايضا في هذه المجموعة انه لا يشعر بالقلق على سلامته في هذه البلدة التي شهدت مع ذلك مواجهات فلسطينية اسرائيلية دامية. ويقول "انا مؤمن بالمسيح وبان الله سيرعانا".
&وفي المقابل يرى الفلسطينيون ان انهيار الاقتصاد المحلي في مدينة بلغ فيها معدل البطالة 60% يعني ان عيد الميلاد سيكون متقشفا.
&وتقول رانيا حنانية التي تعمل مرشدة سياحية انها وجدت صعوبة في شراء هدايا بسبب انخفاض الدخل نتيجة عدم وجود سياح وتضيف "لم استطع ان اشتري الا هدايا رخيصة مثل بالونة لابنى يعقوب".
&كذلك يقول بشير حمده الذي يملك متجرا للعب الاطفال انه لم يشعر بعد بتاثير اجراءات تخفيف القيود التي اعلنتها اسرائيل بمناسبة عيد الميلاد.
&ويضيف متذمرا "لم نعمل على الاطلاق. هذه السنة اسوأ من سابقتها" وتابع "الاسرائيليون يقولون انهم سيسمحون للناس بدخول بيت لحم لكنني لم اراهم ياتون. اعتقد انها ليست سوى اكاذيب".
&وصرح رئيس بلدية بيت لحم حنا ناصر لوكالة فرانس برس بانه سيتم وضع كوفية فلسطينية على المقعد الذي كان يجلس عليه عرفات في كنيسة سانت كاترين المتاخمة لكنيسة المهد.
&وقال اسفا "لقد دعونا الرئيس عرفات لحضور الاحتفال بالميلاد معنا لكن اسرائيل منعته". مضيفا "الرئيس باق في قلوبنا وعقولنا ولن ياخذ مكانه احد".
&وفي شوارع المدينة الرئيسية انتشر عشرات من رجال الشرطة الفلسطينيين وفي ساحة المزود وقفت فرق الانشاد تردد اغاني العيد والسياح يشترون بالونات على شكل بابا نويل في الوقت الذي تنطلق فيه اغاني الميلاد من مكبرات للصوت في بعض احياء المدينة التي يدين اقل من نصف سكانها بالمسيحية.
&وقد قام عرفات ببادرة مشاركة رمزية حيث اضاء زينة شجرة ميلاد خلال احتفال في مقره المهدم في رام الله قائلا "انشاء الله سنضيئها معا قريبا في القدس وبيت لحم".
&ويمثل عرفات في قداس منتصف الليل اميل جرجاوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وصلاح التعمري وزير الشباب والرياضة.