مصطفى محمد غريب

&
&
&
&الاعلام المضاد وفقدان مصداقية نشر الدهشة المفتعلة وسرقة الأنظار بتحويل الحدث الصغير إلى كارثة وبالعكس.
هل يوجد متسع من الوقت للكتابة بالتفصيل عن كل الامور التي تجري في العراق الآن؟ وهل المنظار العام وبسبب التهويل الاعلامي وتضخيم الحوادث يفقد مصداقيته في الواقع الملموس ورؤيته عن قرب وكثب؟
&كيف يمكن احترام أية جهة اعلامية ومصداقيتها بعدما يجدها الناس انها تصطاد في المياه العكرة؟ وهل حرية الصحافة والاعلان هي التزوير والتزيف واستخدام السيء قبل الجيد في تناول المواضيع؟
&عدداً من الأسئلة يطرحها العقل المتفتح والحضاري الذي يعتمد المنطق في البحث والتقيم وتوقع الاحتمالات الممكنة على اساس البحث المعرفي الصادق وغير المنحازلا يوجد متسع كافي من الوقت لكي يتم الشرح المفصل والمطول لكل الحالات التي تحدث في الوقت الحاضر، والاختصار في هذه الحالة يضع النقاط على الحروف ومثلما يقال في المثل الدارج والمعروف خير الكلام ما قل ودل وعلى ما أعتقد ان ذلك حكمة سوف يستفيد منها اولئك الذين لا تلبي ولا تشبع راغباتهم عشرات الآلاف من الاسطر والكلمات، او الذين يعيشون بعيداً عن الواقع وعدم رؤية الوقائع والتحولات على مسرحالاحداث، ويعيشون هلوسة التكهنات غير المنطقية وهم يحاولون تهميش الحقائق وفق مصالح ذاتية ضيقة وتهويل الامور والاعمال بما لا يتناسب وواقعها أو ملابسات حدوثها، وهنا فقد تكون الرؤيا الحقيقية للأشياء ازاحة&للأوهام والنظريات والتوقعات غير المنطقية وبخاصة إذا ما تمت معايشة الواقع من خلال التواجد الحي والقريب من الموقع المحدد كثيراً ما كنت وما زلت اصاب بالدهشة والاستغراب من وسائل الاعلام وبعض الاقلام وما تبثه وتنشره على اساس ان العراق أصبح جحيماً لا يطاق تتحكم فيه قوانين الغاب أو من أولئك الذين يقفون في الجانب الثاني حيث اعتباره جنّة الخلد آمنة وبدون اية مشاكل.. وكِلا الطرفين يقع في خطأ قاتل فليس العراق جحيما كما يصور او جنّة كما يرسم له، وهو حاله حال البلدان التي تعاني من الاضطرابات السياسية والاضطراب الامني اومشاكل الارهاب والتفجيرات والسيارات المفخخة والاغتيالات مع الفارق ان العراق تخلص من حكماً دكتاتوريا ظالماً كان لا يضاهيه اي حكم في العالم وثم ان العراق بحكم الاوضاع السابقة وسياسة النظام العراقي أْحْتِل من قبل الولايات المتحدة الامريكية وكذلك بريطانيا. ففي العراق الذي يراه البعض من بعيد تستيقظ العديد من الأسئلة الملحة وبخاصة من تداعيات الأخبار وعدم المصداقية المكرسة لها من قبل بعض القنوات الفضائية التي تستمر في سياسة نشر الدهشة وسرقة الانظار بتحويل الحدث الصغير إلى كارثة، بينما نجدها في بلدانها وبلدان أخرى والتي تدفع المعلوم من الاموال، تُحول الحدث الكبير إلى حدث عابر صغير، وعندما تجابه أو تحاسب على تزويرها وتزيفها وكذبها تركض صارخة مطالبة بحرية الرأي والتعبير والديمقراطية بينما هي تمارس فعلياً عملية الاثارة والتشجيع ولا يهمها ارواح الناس ولا أمنهم ولا مستقبلهم، اما الاقلام التي تنز الحقد وتريد للعراقيين ان يقتل بعضهم البعض الآخر وهم كانوا يراهنون على الحرب الأهلية، فيُقتلوا وتدمر بلادهم اكثر من ذلك التدمير عاماً اضافة إلى ما دمرته الحرب ألخيرة والاحتلال الأخير 35 المتواصل خلال فهؤلاء في خانة أخرى يعبرون بصدق عما تجيش به انفسهم من نذالة وحقارة على&الرغم من ادعاءاتهم كذباً بالحرص على العراق واستقلاله وحماية الامة العربية، ولو بحثت بشكل ادق لوجدت ان الكثيرية منهم يعيشون حالة الاحتلال بأشكال مختلفة، وجود قوات عسكرية او قواعد او اتفاقيات اوتبعيات أو احتلال داخلي اضافة&الى احتلال اسرائيل المعروف للأراضي العربية، وبدلاً من نضالهم وكفاحهم في بلدانهم ضد احتلالهم وخضوعهم بدون قيد أو شرط يحاولون تمرير امراضهم إلى العراق فيعزفون على مزمار الوطنية والاحتلال ولا شرعية لمجلس الحكم الانتقالي ولو كانت لديهم البعض من محاسبة الضمير لما زمروا لهذه الاتهامات التي يتعايشون هم أنفسهم معها فهل يدلوننا عن حكومة شرعية وفق معايير الديمقراطبة؟ فإذا كان التحدث عن الانتخابالت فهل حقاً هناك ديمقراطية حقيقية جرت فيها تلك الانتخابات؟
&لست من القوالين الذين يقولون لا احداث ولا تفجيرات ولا اغتيالات في العراق أو أن تلك الاعمال سوف تنتهي بمجرد القبض على صدام حسين في جحره القبر الذي إختاره لنفسه بدون حياء ولا كرامة ولا مثل ما كان يؤكد.. العزة بخشوم الرجال أو وشوكت تهتز الشوارب؟ والمتتبع لهذه الامور سيجد أنها سوف تحدث بالتاكيد في اماكن معينة وفي جغرافية محددة ومعروفة، وقد تحدث في القليل من الاحيان خارج هذه الحدود الجغرافية وتكاد تكون بفعل من خارجها أي وبكل صراحة تُصدر لهذه الاماكن مثلما حدث في الناصرية او اربيل او اماكن أخرى، وليس العجيب&أو الأستغراب من تكرار الحوادث في بلد مثل بلدنا، فالدولة مغيبة فيه ولا توجد فيه حكومة قوية، ولا مؤسسات امنية جيدة ولا جيش قوي موجود ولا حدود آمنة وهي مفتوحة لكل من هب ودب، فكيف الحال مع دول لها قوات امنية ضاربة وجيش على الاقل قوي في حدوده الوطنية ومؤسسات أخرى تهتم بألامن والاستقرار الامني، والدولة غير مغيبة وحكومات قوية تدعمها مؤسسة الجيش والاستخبارات والمخابرات ومؤسسات أمنية قوية ومختلفة الاقلام التي تستمر في ذلك الغث مثل ليث شبيلات وعبد الباقي عطوان والبكري ومن لف لفهم ولا نعرف ان كانت الممثلة السورية رغدة قد اشتركت مع هذه الجوقة او ما زالت تنتظر المشاركة، هؤلاء سيبقون لفترات أخرى يتمنون للعرقيين كل الشر وليس الخير كما يدعون وإلا لكانوا قد وقفوا ضد الدكتاتورية وارهابها وتعسفها وحروبها العدوانية التي جلبت الويلات لشعوب المنطقة والشعب العراقي بالذات ان العراق ومدنه وقراه وأريافه ليس كما تصوره فضائيات الجزيرة والعربية وبعض القنوات الاخرى، وهو ليس جحيماً لا يمكن العيش فيه لأن هؤلاء يتنقلون يومياً في جميع الاماكن من الشمال وحتى الجنوب ومن الشرق وحتى الغرب، ونجدهم يقابلون اشخاصاً محددين لغاية في نفوسهم بدلاً من قيامهم باللقاءات في المناطق والمدن الشعبية لكي ينقلوا الحقائق ومواقف ملايين العراقيين من جرائم النظام السابق والتفجيرات والارهاب الجديد في العراق، لكنهم يبحثون دائماً عن البعض من ابناء العوجة أو من تكريت او بعض المناطق الأخرى اولئك الذين كانوا مستفيدين من النظام السابق ومقربين للجلاد والقادة الآخرين وكانت جيوبهم دائما مملوءة وبيوتهم مرفهة وطلاباتهم مستجابة بينما الملايين يعيشون حالة الفقر المدقع وبؤس الحالة الاجتماعية والبطالة، وبكل صدق نقول ان هؤلاء هم وحدهم المستفيدين ايضاً من بقاء قوات الاحتلال واستمرار الاضطرابات وفقدان الحالة الامنية وعدم قيام الحكومة الوطنية ومؤسستها من الشرطة والجيش وغيرها التي ستطاردهم بعد الاستقرار لكي تقدمهم للعدالة وكذلك خوفهم من مما اقترفت ايديهم من جرائم بحق عشرات الآلاف من العراقيين المنكوبين بأولادهم واخوانهم وابائهم وغيرهم فعند ذلك أين المفر من العدالة&لا يمكن ان يقبل أي وطني عراقي شريف بالاحتلال ولكن ليس عن طريق قتل العراقيين الابرياء وتخريب المرافق الانتاجية والخدمية وخلق حالة من الذعر والخوف لدي المواطنين.. فالطريق لأنهاء الاحتلال غير معقد كما يتصوره البعض او يدعيه لأن كلمة الشعب القوية خلف قيادة عراقية وطنية مخلصة هي السيف القاطع والفعل العظيم في انهاء الاحتلال، وهنا يجب ان نفكر بشكل صحيح وهذا لا يعني أننا يجب ان ننتظر إلى يوم يبعثون لكي نتخلص من الاحتلال، إلا ان كل بناء صغيرفي الوطن نكون قد قربنا يوم الخلاص وفي كل عمل وطني ينجز نكون قد اقتربنا أكثر&فأكثر وفي استكمال أية مؤسسة أمنية وحكومية انجاز ليوم التحرير، وعندما نرى أن الوقت حان سوف نقف صفاً واحداً من أجل العراق واستقلاله الحقيقي عند ذلك لا يمكن ان تمنعنا كل جيوش العالم واسلحتهم بالوقوف ضدنا وضد طموحاتنا الوطنية.