خضير طاهر
&


&
&
&
&
السيد بول بريمر كل عام وانت بخير...
&
لاشك انك تدرك اهمية اللحظة التاريخية الكبيرة التي تساهم بصناعتها، والمهمة النبيلة لنشر الديمقراطية في العالم، ومحاربة جرائم الارهاب.
وحتما ستشعر بالسعادة والفخر اذا اخبرناك نحن ابناء البلد انك اول حاكم ديمقراطي بتاريخ العراق، فتاريخ حكامنا عبارة عن صفحات سوداء من المعتقلات والتعذيب، والانقلابات، والاعدامات، والحروب... كنا نذبح انفسنا بلا رحمة، ونمارس عملية التدمير الذاتي كل يوم، وكنا نرفض مغادرة الطور الغريزي البدائي في التفكير والسلوك، والارتقاء الى المستوى العقلاني الحضاري.
حتى اشرق نورك علينا، وابتدأ تاريخ جديد للعراق، وفجر واعد، فهل نغتنم الفرصة الذهبية مثلما اغتنمها قبلنا اليابانيون، والكوريون، والالمان؟
أعرف انك في هذه الايام السعيدة، التي يفترض ان تقضيها مع اسرتك، تقوم بمحاربة الموت من اجل الحياة، والسلام، والحرية.
واعرف ان - اغلب- اعضاء مجلس الحكم في العراق ينتشرون في سفرات سندبادية الى العواصم المخملية، وفنادق خمس نجوم، لاشباع جوعهم الصبياني للاضواء والمقابلات التلفزيونية، وربما لعقد الصفقات واخذ العمولات والرشاوي من الشركات.
وهذا هو الفارق النوعي بينك انت الامريكي الذي صنع الحضارة الحديثة، وبين العراقي الذي يذبح نفسه، ويدمر شعبه، ويهرب من المسؤولية، ويلهث وراء السفرات، ويفتقد للانتماء الوطني.
ستكتب لاحقا في مذكراتك عن مشاعر الزهو والاعتزاز يوم كنت تحمي شرف النساء العراقيات من ابناء العراق، وانك أسست لبناء الحرية، وحاولت ان تبني بلدا حديثا مرفها.
وستكتب معترفا انك صدمت بالعراقيين لدرجة الفجيعة، وانت تشاهد منهم اللامبالاة، وغياب روح الانتماء الوطني، والكسل في الدفاع عن حريتهم، ومستقبل اجيالهم.
السيد بول بريمر.. يا ايها الرائع، يارسول الحرية.. لكم انا فرح بك، ومعجب بوطنيتك لبلادك... فأنت احد علامات عظمة أمريكا.
&
&
[email protected]