القاهرة - أكد وزير الثقافة المصري فاروق حسني في القاهرة "استعداد بلاده للمشاركة في ترميم قلعة بام والحي الأثري المحيط بها" إثر تعرضها للتدمير بسبب الزلزال الذي ضرب إيران الجمعة.
وقال حسني إن "الخبراء الأثريين في وزارته على استعداد تام لتقديم كل الدعم الفني للمساعدة في الحفاظ على ما تبقى من هذه القلعة والحي التاريخيين" في مدينة بام جنوب شرق إيران.
وتابع "إن هذه المدينة تتضمن قلعة بام والحي المحيط بها تعتبر من أهم وأقدم المعالم التاريخية في إيران والعالم"، مشددا على "مشاعر الحزن والأسف للكارثة الإنسانية والتاريخية التي حلت بمدينة بام الإيرانية" من جراء الزلزال الذي أوقع عشرين ألف قتيل وفق حصيلة لوزارة الداخلية الإيرانية.

قلعة بام الأثرية
تعتبر قلعة بام الأثرية في مدينة بام الواقعة على بعد ألف كيلومتر جنوب شرق طهران والتي اتى عليها زلزال قوي الجمعة، احدى اهم معالم الارث الثقافي الإيراني اذ كانت اكبر بناء مصنوع من التراب المدكوك في العالم.
ويعود تاريخ هذه القلعة الكبيرة إلى اكثر من الفي سنة. وتعرضت لعمليات اجتياح وحصار عديدة ودمرت واعيد بناؤها مرات عدة اخرها في عهد السلالة الصفوية (من القرن السادس عشر إلى القرن التاسع عشر). لكن بعض ابنيتها العائدة إلى القرن الحادي عشر والثاني عشر كانت لا تزال قائمة حتى الان.
وتمتد القلعة على طول 300 متر وعرض 200 متر وقد صورت فيها مشاهد فيلم "صحراء التتار" (1976) للمخرج فاليريو زورليني ومن بطولة جاك بيرين وفيتوريو غاسمان وفيليب نواريه وجان لوي ترنتينيان. وتقع القلعة داخل مدينة بام الأثرية المحاذية للمدينة الجديدة التي تحمل الاسم ذاته. وهي مثال على البناء المدني في إيران قبل الحقبة الإسلامية.
وفي الماضي كان يقيم تسعة الاف إلى 13 ألف شخص في المدينة القديمة التي تمتد على مساحة ستة كيلومترات مربعة. وقد هجرها سكانها مطلع القرن العشرين وكان لا يزال بعض الحرفيين وباعة القطع التذكارية يشغلون منازل قليلة فيها. وشكلت هذه المدينة التي تشكل واحة وسط صحراء دشت الكبير، لفترة طويلة محطة رئيسية على طريق الحرير الجنوبية قبل أن تفقد مكانتها هذه مع تطور وسائل النقل مطلع القرن العشرين. لكنها استعادت بعضا من مكانتها مع وصول السياح في السنوات الاخيرة.
واطلق اخيرا برنامج واسع النطاق لاعادة تأهيل المدينة وتم ترميم جزء من المدينة القديمة والقلعة. والقلعة مزودة ب28 برج مراقبة وتقع على نتوء صخري ارتفاعه 60 مترا. وهي تشبه قصرا اوروبيا من القرون الوسطى لكن خلافا للابنية الاوروبية المصنوعة من الحجارة فهي كانت مبنية بمزيج من الصلصال والقش ومن حجر الصلصال.
وكان يعلو القلعة برجان كبيران يبعد الواحد عن الاخر مسافة 40 مترا وقد بنيا قبل خمسة قرون تقريبا. وكانت تضم ايضا بناءين الاول يدعى "شاهار فصل" (فصول اربعة) والثاني "منزل الاسياد" وكانا مخصصين لحكام تلك الفترة. وكانت محاطة باربعة جدران في الجزء الجنوبي منها. الجدار الاول ارتفاعه 18 مترا ويهدف إلى حماية السكان من اللصوص.
وكان هذان المبنيان يسكنهما المسؤولون المحليون في الجيش والدرك حتى بدايات القرن العشرين. وواحة بام معروفة في كل انحاء إيران بجودة تمورها وحمضياتها.