ابراهيم البطوش
&
&
&

&إذا كانت أمريكيا ومن يتحالف معها عازمين على محاكمة صدام وحزب البعث لأسباب شتى تداخلت فيها الأهداف الإمبريالية والثارات الشخصية والنزعات الطائفية والاتجاهات العرقية 0 فقد تحالفت ضد صدام وحزب البعث قوى داخلية وخارجية عديدة 0
&لكن، مع ذلك، من الضروري أن يحاكم البعث نفسه بنفسه 0 بدءاً من النظرية وصياغتها الأيدلوجية وحتى التطبيق 0 وهنا نعني مراجعة ألذات وتجريحها دون رأفة أو رحمة أو نفاق أو طمعا باسترزاق من هذا أو ذاك0 فالمصير العراقي ليس شأناً عراقيا خاصا 0 فله تداعياته العربية والدولية 0 فالقضية العراقية كانت إحدى واهم المناورات الامريكية لإقناع العالم بضرورة الانصياع لها 0 فقد كانت شعوبا ودولا عديدة تتمنى لامريكيا الفشل كرها بالنزعة الاستعلائية والديماغوجيا الامريكية التي خلطت مفاهيم دنيوية ولاهوتية في مسعاها الاستغلالي لشعوب العالم 0 من الممكن أن نحاكم البعث بعدة تهم 0 وهنا أتناول فقط تهمتين فقط هما فلسفة البعث لحق السلطة 0 وموقف النخبة الحزبية0 ففي القضية الأولى نجد إن نظرة الحزب للسلطة استلهمت مقولات ابن خلدون حول السلطة والعصبية والغلبة0وهنا يظهر كذلك إن فكرة البعث حول السلطة لم تخرج عن مفاهيم الدمنة العربية التقليدية0 رغم إصراره على التقدمية مقابل الرجعية كما كان يقال 0 والتنويه الذاتي الذي يمارسه الحزب حول دوره الطليعي 0 ففي دول عديدة 0 تُعلن الفئة الحاكمة إنها لا تسمح للشعب بالمشاركة إلا في ابدأ الرأي في بعض الشؤون المحلية المحدودة جداً 0 وتعتبر ذلك إنجازا وفضلا وكرما منها، وتتباهى به، بل وتجعل ذلك إنجازات وقدوة للعالم ومدرسة جديدة للديمقراطية!! أما الشؤون الأساسية فلا يمكن مناقشتها أو حتى التفكير بها وهنا يأتي السؤال الأساسي 0 السلطة حق الشعب أم الحاكم؟ ومن الذي يتكرم على الأخر!!!؟
&ففي حزب البعث، طرح الحزب تصوره الأساسي وحقه المطلق بقيادة الدولة لأنه هو من قام بالثورة وحده0 وكان ذلك في خطاب للرئيس صدام حسين في افتتاح الجبهة القومية التقدمية 0 فالسلطة في تأويل الحزب وتسويغه حق مكتسب لحزب البعث إلى اقرب الأجلين قيام الساعة أو مجيء أمريكيا!!! ولكن نتسأل الآن، ألم يكن من المنطقي بعد سنوات من ثورة 17 تموز 1968 0 أن تعود السلطة للشعب العراقي نفسه من خلال مؤسسات دستورية منتخبة تمثل المواطن العراقي مهما كان انتماؤه ومذهبه 0 ليتحمل الجميع وزر الدولة بخيرها وشرها 0 ويشتركوا في المغانم والمغارم 0ينتخب الشعب من يريده للحكم 0 دون منح أي فئة مهما كان مسماها حقوق أبدية مكتسبة لهذا السبب أو ذاك 0 إن النموذج العراقي موجودا في دول عديدة عربية حتى الآن 0 منها دول الحزب الواحد، ودول القبيلة 0 لكن القاسم المشترك بينهما أن مواقع السلطة الفعلية هي من نصيب هذا الحزب أو ذاك أو أبناء هذه القبيلة أو تلك دون سواها 0 وملايين الشعب لهم فقط الفتات، من المواقع الهامشية في إدارة الدولة 0 فالنموذج نفسه يتكرر في عدد من الدول العربية ولكن بأسماء أخرى 0 إذن احتكر حزب البعث السلطة دون مسوغات عقلانية أو منطقية ورغم تضخم الكادر الحزبي 0 فلم يكن الحزب يحضى بالرضى الذي كانت تعكسه وسائل إعلام الحزب 0 فعندما خاض معركة (الحواسم ) 0 لم يقف إلى جانب الحزب وقيادته إلا قلة قليلة 0 وهل يعقل أن لا يجد زعيم الحزب إلا بضعة أفراد يثق بهم ويعتمد عليهم وهو الذي تجاوزت كوادره المليون 0 إن حالة البعث في العراق ليست استثناءاً عن القاعدة العربية العامة 0 وفي المسالة الثانية نجد ان قيادة الحزب الفكرية سواء القومية او القيادات القطرية منذ اواسط السبيعنات قد احالت نفسها الى وظيفة شراح ومفسرين للقائد الأوحد 0 فلم يستنتج احد منهم ان الاتجاه الذي يسير فيه الحزب هو غير الاتجاه الصحيح 0 وأصبح مكتب القيادة القومية في بغداد مقرا لاستراحة المحاربين القدامى 0 وأي حجج يسوقوها للدفاع عن أنفسهم ما هي إلا تهم جديدة 0