"إيلاف"من دمشق: أكدت صحيفة هارتس الاسرائيلية اليوم ماتناقلته وكالات الانباء على مدار اليومين السابقين من ان ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي سيدرس بحذر العرض السورى بالعودة الى مفاوضات السلام مع اسرائيل.
وكانت الانباء قد اوردت ان شارون وسيلفان شالوم وزير الخارجية ناقشا في وقت سابق إعلان الرئيس السوري بشار الاسد استعداده لمعاودة مفاوضات السلام بينما رأى اهارون زئيفي رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية ان عرض الاسد جدي. ولاحظ كما قال ان سوريا تشهد حالياً "تغييرات كبيرة والرئيس السوري مستعد على ما يبدو لمعاودة المفاوضات مع اسرائيل من دون شروط مسبقة"، وأكد ان عدم مطالبة الأسد بانسحاب اسرائيل حتى خط 4 حزيران (يونيو) يشكل مؤشراً مشجعاً.
وافاد مسؤول حكومي إسرائيلي كبير ان شارون وشالوم بحثا موقف الرئيس السوري والرد الاسرائيلي المحتمل عليه. وقال: "لا أحد يعلم حقاً ما اذا كان جدياً. لكننا سنراجع تصريحاته عن كثب". واضاف ان اسرائيل تتشاور مع الولايات المتحدة في موضوع سورية ..وصرح شالوم: "لا يجب الا تبالي اسرائيل بيد ممدودة للسلام".
وكانت صحيفة "هارتس" قد نقلت اليوم عن مصدر رفيع المستوى في حكومة شارون قوله "ان هذه الدراسة ستتم على اساس المعلومات الاستخبارية التي تملكها اسرائيل حول الرئيس بشار الاسد بما في ذلك النقاشات التي جرت بين مسؤولين اجانب والرئيس السوري اضافة الى الاستعانة برؤية خبراء ومحللين في الشان السوري لفحص الموقف السورى الجديد".
وحسب ماقاله المسؤول الاسرائيلي " فان الهدف من هذه الدراسة هو تقويم ما اذا كان الاسد جادا او انه يطلق بالون اختبار لتخفيف الضغوط التي يتعرض لها الان من واشنطن". اذ يرغب شارون من وراء هذا التقويم "معرفة ما اذا كان الاسد يرغب في خداع واشنطن"، معتبرا "انه سيكون خطأ تاريخيا اذا ما قبلت اسرائيل عرضه للعودة الى طاولة المفاوضات" كما قال المصدر في مكتب شارون.
واضاف المسؤول "انه يتوجب على اسرائيل ان تكون حذرة مع سوريا لسببين اولهما انه لايمكن الاستجابة لاقتراح الرئيس السوري في ظل الفراغ السياسي الذي تعيشه المنطقة والموقف الامريكي الذي يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار والذي يطالب سوريا بعدم تأييد الارهاب وبالتخلص من اسلحة الدمار الشامل التي تملكها".
وقال المسؤول الاسرائيلي انه " بعد نجاح الولايات المتحدة في ضمان تعهد ليبيا بالتخلص من اسلحتها ابلغ مسؤولون امريكيون اسرائيل الاسبوع الماضي بأن سوريا تشكل المحطة التالية في محاولاتها لاحداث تغييرات اساسية في منطقة الشرق الاوسط". وتعتقد الاوساط الاسرائيلية "ان الولايات المتحدة تملك شكوكا كبيرة حيال الرئيس السوري "وهم يعتقدون في واشنطن بأنه يحاول تجنب الاستجابة للمطالب الامريكية".
وقال المسؤول الاسرائيلي انه " بعد نجاح الولايات المتحدة في ضمان تعهد ليبيا بالتخلص من اسلحتها ابلغ مسؤولون امريكيون اسرائيل الاسبوع الماضي بأن سوريا تشكل المحطة التالية في محاولاتها لاحداث تغييرات اساسية في منطقة الشرق الاوسط". وتعتقد الاوساط الاسرائيلية "ان الولايات المتحدة تملك شكوكا كبيرة حيال الرئيس السوري "وهم يعتقدون في واشنطن بأنه يحاول تجنب الاستجابة للمطالب الامريكية".
وذكرت الصحيفة "أن اي تجديد لمفاوضات السلام مع سوريا من شأنه منحها حصانة من استمرار الضغوط الامريكية والتي وصلت اوجها مؤخرا" ويرجع المسؤول الاسرائيلي السبب الثاني لتردد شارون في الاستجابة للدعوة السورية" لاصرار الاخيرة على الحصول على تنازلات اقليمية في هضبة الجولان السورية " كما قال.
وأضاف انه "سيكون من الصعب على حكومة شارون الطلب الى الجمهور الاسرائيلي الموافقة على المطلب السوري بهذا الشأن خاصة وان اسرائيل تواجه عدة ازمات مع الفلسطينيين الذين ستقدم لهم تنازلات عن اراض خاصة وان لدى "الكثير من الاسرائيليين مكانا خاصة في قلوبهم لهضبة الجولان ".
وأضاف انه "سيكون من الصعب على حكومة شارون الطلب الى الجمهور الاسرائيلي الموافقة على المطلب السوري بهذا الشأن خاصة وان اسرائيل تواجه عدة ازمات مع الفلسطينيين الذين ستقدم لهم تنازلات عن اراض خاصة وان لدى "الكثير من الاسرائيليين مكانا خاصة في قلوبهم لهضبة الجولان ".
ورأت "هارتس" ان شارون يركز الان على الصراع مع الفلسطينيين ولذلك لم يرد حتى الان على الاقتراح السوري ولذلك تجاهل عدة مرات وفي اكثر من مناسبة التطرق لعرض الرئيس الاسد".
واكدت الصحيفة أنه "بالرغم من صمت شارون حول هذا الامر فان الضغوط عليه لدراسة العرض السوري تزايدت داخل المؤسسة السياسية في اسرائيل خاصة في ظل الطريق المسدود الذي وصلت اليه الامور مع الفلسطينيين". ويعتبر شارون "ان رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع غير قادر على انهاء الارهاب فيما يبدو ان بعض المسؤولين الاسرائيليين يتجهون نحو امكانية تجديد المفاوضات مع سوريا".
وكانت حكومة شارون ترفض سابقا المطلب السوري الذي اعلنه الرئيس الاسد في مقابلة اجراها بداية الشهر الجاري إذ وافق على العودة لطاولة المفاوضات مع اسرائيل على اساس نتائج تلك النقاشات التي جرت بين اسرائيل وسوريا وفشلت في الوصول الى نتائج في العام 2000، وذلك عندما وافقت حكومة حزب العمل برئاسة رئيس الوزراء ايهود باراك على الانسحاب من جزء كبير من هضبة الجولان دون الوصول الى خط الرابع من حزيران 1967
وكانت صحيفة "معاريف" قد نقلت عن مسؤولي جهاز الاستخبارات "الموساد" الاسبوع الماضي ان الرئيس السوري ليس مستعداً بعد لـ"دفع ثمن" معاودة المفاوضات والمتمثل في وقف دعم الفصائل الفلسطينية مثل حركة المقاومة الاسلامية "حماس" و"الجهاد الاسلامي"، او "حزب الله" اللبناني. ولوزير الدفاع شاؤول موفاز رأي مماثل، إذ يعتقد ان هدف الأسد هو امتصاص الغضب الاميركي مما يعتقد أنه دعم سوري للمقاومة العراقية.
وتحدث مدير مركز البحوث في هرتزيليا عوزي اراد عن "مؤشرات غير مباشرة تدل على تغييرات في سوريا وذلك طبيعي لان الوضع الاقليمي تغير"، ولكن "يجب ان تتأكد اسرائيل من ذلك والا تفرط في فرصة معاودة الحوار اذا وجدت". بينما اقترح وزير الامن الداخلي تساحي هانغبي اضطلاع أنقرة بوساطة بين سوريا واسرائيل
واكد الرجل الثاني السابق في "الموساد" ديفيد كيمحي "ان دمشق تسعى الى الخروج من عزلتها"، وانه مستعد "للمراهنة على ان الاميركيين سيسعون الى اقامة اتصال سري مع سوريا لتوافق على التخلص من اسلحتها غير التقليدية على غرار ليبيا".
التعليقات