رابي يوسف

&
&
&

يتطلع الأكراد حيثما يتواجدون, ومنذ قرابة ثلأثمائة سنة الى الأنفصال, وتشكيل كيانهم المستقل والشامل, على اجزاء من, ايران, تركيا, العراق, سوريا. على ان هذه الأجزاء هي وطن للأكراد , بحكم تجمعاتهم السكانية , حيث شاع في ادبياتهم ذكر تسمية كردستان امام اسم الدول المذكورة, ككردستان سوريا وكردستان العراق.....الخ.
&بنظرة تاريخية عامة للقرن الماضي حول وضع الأكراد في دول تواجدهم نتلمس بشكل واضح محاولأت الأنفصال حينا بحروب سياسية, واحيانا بحروب عسكرية حقيقية كما جرى في العراق وتركيا وهذه الحروب رفعت في البدء شعارات الديمقراطية والأعتراف بالوجود القومي والثقافي والسعي الى المشاركة السياسية والشعبية وتطورت هذه الشعارات لتنادي بالحكم الذاتي للأكراد. وقد تحقق ذلك في العراق حيث تمتع الأكراد العراقيون بحكم ذاتي منذ عام 1991 برعاية ومساعدة الولايات المتحدة الأمريكية وبعد نضال مرير ضد سياسة التعريب والدمج القسري والتهجير والأبادة مم سنحت لهم الفرصة بتنظيم صفوفهم وظهورهم كقوة منظمة ابان انهيار الدولة المركزية في بغداد وسقوط النظام البعثي المقبور في ابريل الماضي وبقيت مناطقهم آمنة لم تطالها الحروب ولا عمليات التخريب والارهاب. وهذا ما ساعد هذه القوة المنظمة الظهور كقوة ضاغطة على صناعة القرار في بغداد وضمن مجلس الحكم والشعب العراقي حقوقهم ومكاسبهم لانهم يستحقونها بالفعل وقد بارك الجميع على المستوى الشعبي والرسمي العراقي والعالمي جهود ونضال الاكراد وحقهم في العيش كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات الى جانب القوميات والاقليات الاخرى لتتجانس الموزاييك العراقية كالوحة وطنية واضحة المعالم والتفاصيل.
هكذا تيقنا نحن ابناء المنطقة المنادين بالديمقراطية وتعدد الاراء والافكار والتعايش السلمي الوطني لكافة القوميات والاقليات والاغلبيات في محيط ومجتمع مدني مؤسساتي. من ان الاكراد في مناطق تواجدهم سعوا ويسعون للمطالبة بحكم ذاتي وانفصال بسبب رفضهم من قبل الانظمة وربما المجتمعات وان هذه الانظمة والمجتمعات التي يتواجد الاكراد فيها تنظر لهم على انهم ليسوا وطنيو الانتماء ووضعوهم موضع الشك والريبة لذلك مورست ضدهم سياسات قمعية وابادية ظهرت بشعة في مناطق ونسبية وشبه مستترة في مناطق اخرى. فايدنا مطالبة الاكراد وغيرهم من الاقليات الاخرى بحقوقهم القومية وسعينة الى العمل على مساندتهم باشراكهم في المعترك السياسي وتحويلهم من لاعب هامشي للاعب اساسي معتمد عليه في لعبة تطور المجتمع على مسرح الوطن.
&والان وبعد انهيار نظام البعث المقبور في بغداد وحصول الاكراد العراقيون على كل الامتيازات الوطنية والانسانية اسوة بكافة العراقيين واصبح الزعماء الاكراد اعضاء في مجلس الحكم وعيين وزير الخارجية السيد زيباري ليدعم التلاحم الوطني لكتفة ابناء العراق.
&لكن الرد مع الاسف على كل هذه الحقوق والمكاسب جاحدا وظالما. الان من قبل الاكراد انفسهم حين اعلن الزعيم الكردي السيد البرزاني عند عدم رضوخ مجلس الحكم لمطاليبه التوسعية بضم مدينة كركوك لاقليم شمال العراق او كما يسمى مجازا (اقليم كردستان) وان يكون التقسيم الاداري (الفيدرالي) على اساس التواجد القومي. فسوف يضم كركوك بالقوة ويعلن الانفصال عن الدولة العراقية بعد عمليات التكريد التي اخضعت لها المدينة وقد قرانا صرخات الاستنجاد من اهاليها التركمان والاشوريين على صفحات الانترنت.
&هنا ترد التساؤلات وتطرح نفسها بقوة.
&هل يعتبر الاكراد المتواجدون في العراق انفسهم عراقيين؟
&ما هو الانتماء الحقيقي للاكراد العراقيين؟
&هل يشعر الاكراد العراقيون بانهم منتمون الى العراق بحدوده السياسية والجغرافية؟
&على ماذا تدل التصريحات البرزانية في الاونة الاخيرة؟
&كل هذه التساؤلات تطرح نفسها لتساهم في فتور رغبة ابناء المنطقة الاخرين شيئا فشيئا حيال دعم القضية الكردية ويساهم في ظهور النعرات القومية فاذا كان التقسيم الاداري على اساس قومي ومذهبي وعشائري فسنجد في العراق دولة هشة مؤلفة من خمسة او ستة دويلات غير متجانسة وربما ستنمو الاحقاد التى زرعتها الانظمة السياسية في صدور العراقيين بين افراد هذه الدويلات لتتحول فيما بعد الى حروب اهلية طاحنة انشاء الله.
&اسال السيد البرزاني مباشرة < هل تسعون لهكذا تقسيم. ما الضرر من التقسيم الفدرالي على اساس المحافظات. هل هذا مساس بالحقوق الكردية ام ان هدفكم وهدف الاكراد هو فقط اقامة الدولة الكردية باي شكل من الاشكال وعلى حساب الدول والمجتمعات. وتكونون داعية للديمقراطية لتحقيق دكتاتوريتكم, ومناضلون ضد التعريب في سبيل التكريد. اذا كنتم عراقيين فتصرفوا كعراقيين&
&بالفعل انها صدمة قوية ليس فقط للعراقيين وحسب انما لكل ابناء المنطقة منطقة الشرق الاوسط الضائقين صدرا بالحروب والصراعات. الا نستطيع العيش في هذه المنطقة بسلام وامان دون بؤرات توتر تهددنا دائما وابدا بالانفجار. واتمنى ان لا يساهم السيد البرزاني في نظرة الانظمة والمجتمعات المجاورة للقضيته الكردية على انها قضية انفصال وابعادها عن شكلها الوطني. واذا كنتم تعادون الانظمة فاكسبوا على الاقل ود الشعوب. ام ان هذا الامر لا يعنيكم, مراهنون على الدعم الامريكي مقابل النفط التكريتي.

سوري مقيم في المانيا
&
[email protected]
&