سعود القحطاني
للجواب على هذا السؤال، لابد من عرض النقاط التالية:
1 - التأكيد على أن أغلب من يسمون أنفسهم بالتيار الجهادي من الشباب، كانوا في مرحلة من مراحلهم تحت عباءة الصحوة وشيوخها.
فالشباب الجهاديين خرجوا من رحم الصحوة ورضعوا من حليبها، وناموا بحضنها، وتشربوا مبادئها، ولكن الحقيقة تقول: إنهم فطموا على يد التيار الجهادي المعادي للصحويين.
وهذا الأمر طبيعي، نتيجة كون الصحوة خطاب موجه في الأساس إلى الشباب، ولما كان هذا الخطاب يريد تغيير المجتمع وهدمه وبنائه من جديد، وهو يؤكد بمناسبة وبدون مناسبة على فساد النظام، وضلال المجتمع، وتعطيل الجهاد، وكبر المصيبة التي وقع فيها الإسلام والمسلمون. لما كان الشاب يتشرب بمثل هذه المباديء على يد الصحويين[1]، ويؤمن بها، ثم يقولون له عليك بالصبر، وانتظار التغيير الذي سيأتي بالمستقبل القريب، ثم يطول عليه هذا الوعد، فهو في فورة شبابه& لايطيق صبراً، ولا يعرف مجاملة، ولا يفهم بالسياسة، حين يصل لهذه المرحلة، ويتلقاه مشايخ الجهاد، ويعرضون عليه أدلتهم في كفر النظام وفساد المجتمع، فيجد نفسه مؤمناً بها، فقد تلقاها& على يد الصحويين بالسابق، حينها يقول لهم وما الحل ؟ يقولون له: الجهاد هو الفريضة الغائبة، والشعيرة المعطلة، ونحن من يعيدها وأول من يحييها، حين ذلك يتذكر كيف كان الصحويون يتباكون على الجهاد، فالموضوع لا يخرج عن القناعات التي ربتها الصحوة بداخلة. في هذه المرحلة يخرج الشاب من العباءة الصحوية للأبد، ويدخل في ظل عباءة جديدة هي عباءة الجهاديين، أو التكفيريين بمعنى أصح وأدق.
وبهذا التحليل تكون الصحوة أحد أهم العباءات[2] التي قامت بتفريخ عناصر التطرف والإرهاب في الأراضي السعودية، وهذا التحليل ليس تحليلاً مبنياً على استنتاجات رغبوية، بل إن هذا التحليل يقوم على مجموعة من الشواهد والإثباتات التي تجعل منه استنتاجاً قاطعاً لا يقبل نقاشاً.
فعلي سبيل المثال، لو قرأنا في سيرة يوسف العييري، ومؤلفاته، وهو أحد رؤوس التكفيرين الكبيرة في بلاد الحرمين، ومتورط بعمليات إرهابية، وقُتل في أحد المواجهات الأمنية، وأثنى عليه أسامة بن لادن وعلى أحد مؤلفاته في وقت سابق[3]. لوجدناه قد ذكر هذا الأمر، وبصراحة تامة، لا تشوبها شائبة. فالعييري كان يقر بأنه أحد المنتسبين لتيار الصحوة الإسلامية السعودية والتي يُرجع (=العييري) فضل إنتشارها لسلمان العودة، يقول العييري: "فنحن نعلم يقيناً أن صحوتنا المباركة بصوتكم سمع نداءها، وبمجهودكم غيرت الواقع، وبفكركم وتوجيهكم اتزن نهجها، فلكم الفضل بعد الله فوق فضل غيركم من العلماء والدعاة فيما حققته هذه الصحوة، علماً أنا ما تعلمنا المنهج إلا من فضيلتكم.."[4]. وكان إنفصال العييري عن المنهج الصحوي بعد أن تغير مشايخ الصحويين بعد خروجهم من السجن، فالتيار الصحوي الذي أقترب كثيراً من الثورية بالتسعينات، خرج من السجون السعودية متبنياً الرؤية الإخوانية التقليدية، وليس في ذلك غرابة، فالصحوة كما ذكرنا- تتميز بتشكلها الدائم مع متغيرات البيئة السياسية من حولها، مثلها في ذلك كمثل جميع الحركات السياسية في العالم، وقد انتبه العييري لهذا التغير فقال لسلمان العودة : "إن منهجك الجديد هو حديث كل مجلس وبعبارة أدق: منهجك الإخواني،& كما يحلو للشباب أن يختصروه بهذه العبارة"[5]، كان العييري يمر بصراع نفسي تجاه التغير الكبير الذي ظهر عليه العودة بعد خروجه من السجن، وطالب العودة بأن يقوم بمراجعة مواقفه، ونبهه قائلاً : " وراجع ما كنت تطرحه في محاضراتك: سلطان العلماء، هشيم الصحافة الكويتية، لسنا أغبياء، حتمية المواجهة،& وغيرها من الطروحات، وليكن همك الأول رضى الله سبحانه وتعالى، وألا تحدث في أتباعك من الشباب بلبلة بأقوال تناقض ما كنت تنادي به قبل السجن "[6]، كان العييري حين كتابته لهذه الرسالة يتمثل موقف الطالب المخلص لأستاذه، لذا حين غضب العودة من رسالة العييري رد عليه قائلاً : " وما دفعني لكتابتها إلا لمنزلتك عندي، ولو أقسمت لم أكن حانثاً أنه لا يوجد محب ومشفق وناصح لك في طلابك مثلي"[7].
كانت هذه الرسائل بداية للقطيعة المرجعية بين العييري والعودة، فالمنهج الثوري الذي زرعه العودة وأقرانه من مشايخ الصحويين في قلب العييري وأمثاله من الشباب أكبر من أن يتزحزح لأي سبب كان. فالإنسان المؤدلج -بطبعه-& لا يستطيع أن يتخلي عن أيديولوجيته بسهولة. من هنا ثار التلميذ على أستاذه السابق بعد أن تيقن من استمراره على المنهج الجديد وتنكره للقديم، فكتب العييري معلناً ولائه للمثل والمباديء التي تعلمها على يد من تراجع عنها قائلاً:
".. سبحان الله انقلبت المفاهيم، سفر بالأمس يؤلف كتباً يبين فيها أن طواغيت العرب هم شر خطر على الأمة، وهم الذين بدلوا دين الله تعالى، وهم السبب في فساد الأمة وتغييبها وكبتها، سلمان له أشرطة نارية تحذر من هذه الحكومات الطاغوتية، الجميع يقر بأن أخطر شيء على الأمة تلبيس هذه الحكومات وتزييفها للدين، ولا نريد أن ننقل ما يثبت ذلك من كتبهم وأقوالهم، فكل من يعرفهم متأكد بأن هذه آراؤهم السابقة.
فنأتي اليوم ونرى صحوة الأمس تنقلب إلى غفلة، هم وهذه الحكومات في خندق واحد يستهدفون العدو المشترك، ألم تؤصلوا لنا سابقاً أن هذه الحكومات هي دمى بأيدي العدو؟ ألم تقولوا لنا سابقاً بأن الاستعمار المباشر زال، وفرض علينا استعماراً غير مباشر عن طريق هذه الحكومات العميلة؟ ألم تحشوا رؤوسنا من قبل بأن أخطر خطر على الأمة هذه الحكومات التي تنفذ إرادة العدو؟ ألم تقولوا لنا بأن هذه الحكومات حرب على الإسلام؟ ألم تكفروا هذه الحكومات وتناقشوا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بكفر هذه الحكومات في شريط مسجل؟ بالأمس ترفضون الاعتراف بشرعية هذه الحكومات ومنها الحكومة السعودية، وتكفرونها ولازالت كتبكم وأشرطتكم شاهد عليكم حتى الآن، ثم تأتوا اليوم لتكونوا مع هذه الحكومات في خندق واحد، ألم تقولوا سابقاً بأن الحكومات وخاصة وزارة الداخلية السعودية لا يمكن أن تفسح المجال أبداً لما فيه خير لهذا الدين، إلا النـزر اليسير لتخدع به هيئة كبار العلماء والشعب من ورائها، لا تنكروا وتكذبوا فننقب في سجلاتكم ونخرج أقوالكم كلها التي تنكرتم لها الآن.
عفواً على هذه المكاشفة أنتم الذين ألجأتمونا لها" [8].
ولا أدري بالمناسبة مارأي سلمان العودة تحديداً في كلام العييري؟ خصوصاً أنه في محاضرة سابقة، قد قال: "هل سمع أي إنسان أو يستطيع أن يثبت أيا كان موقعه وأيا كان رأيه أن هناك لا أريد أن أقول من حمل مسدسا، بل من ضُرب ضربا حقيقيا بسبب ما كنا وغيري نطرحه من اجتهادات أو آراء أو كتب وأشرطة؟ في حدود علمي أنه لم يوجد شيء من ذلك.." [9].
2 - إن كانت حركة الصحوة قد نجحت بإخراج المارد التكفيري من القمقم إلا إنها لا تملك حقيقة أن تقوم بإرجاعه إليه. فلا تأثير لمشايخ الصحوة على التكفيريين، فقد تغيرت المرجعيات وتبدلت، وشواهد الحال تقول: إن التيار الصحوي هو الذي يحاول أن يطلب ود التيار التكفيري، فلا يجده، ولا يناله، فلامصداقية لهم عنده.
يقول يوسف العييري:" نحن لا نلوم سفر ولا سلمان، فما عهدناهما بعد السجن رجعا عن خطأ بين لهما" [10].
وبينما تحرص مجلة "صوت الجهاد" الناطقة باسم التيار التكفيري في السعودية على إيراد المقتطفات من كتب أبي محمد المقدسي، ورسائل وخطب أسامة بن لادن [11]. ورسائل وفتاوى الإمام محمد بن عبدالوهاب وأئمة الدعوة، بل وسيد قطب، نجدها لا تذكر التيار الصحوي ورموزه إلا بالتحقير والازدراء. ومن ذلك ماورد بالعدد الخامس من المجلة على سبيل المثال، حيث كتب يحيى بن علي الغامدي رسالة بعنوان "سنوات خداعة دراسة لواقع دعاة الصحوة". وكان مما ورد فيها:&"إن مما يحزن القلب ويدميه في هذه الأيام العصيبة التي كاد الإسلام أن يُصطلم فيها ما نرى من تناقضات وتخبطات دعاة الصحوة". كما ورد فيها: "أنني هنا لست في معرض الرد التفصيلي على الشبه التي تقدم بها دعاة الصحوة فقد كفيت في ذلك، ولكنها محاولة لفهم كيف تغيّر المشايخ وما هي أسباب ذلك؟ وما هو حجم التضليل الذي يمارسونه على عوام الأمة ولا حول ولا قوة إلا بالله، مع أن العوام كانوا أحسن حالاً من هؤلاء الدعاة، فهؤلاء الدعاة ما انفكوا يعقّدون أمر هذا الدين و يطلسمونه في أذهان الناس لكي لا يتمكن من الفتيا واتخاذ المواقف غيرهم".
وكتب محمد بن أحمد السالم في العدد نفسه رسالة بعنوان "وصايا للمجاهدين"، كان مما ورد فيها: " وكم ستدفع أمريكا لسلمان العودة لو أرادت تجنيده لـ السي آي أيه كي يمنع الشباب من الجهاد؟ إلا أنه تكفل بها من دون مقابل فيما نعلم وقال للصحفي الأمريكي اليهودي فريد مان عندما استضافه في منزله بالقصيم: أن مشروعه القادم هو منع تكرار أحداث 11 سبتمبر!
وكم أرهق المجاهد علي الفقعسي أمريكا ومباحث آل سلول[12] كغيره من المطلوبين وخسروا في الطلب الحثيث خلفه والبحث عنه المال والرجال وأعياهم أشد الإعياء إلا أن سفراً الحوالي قدّمهُ لقمةً سائغةً " [13].
وهذا الزعم الذي كتبه كاتب المقال بخصوص عمالة سلمان العودة للاستخبارات الأمريكية، لمح به يوسف العييري نفسه فقد قال:"لقد أخطأ الأمريكان عندما رفعوا الدعوى على سلمان وسفر بأنهم ممن يدعم الإرهاب، فأقول لهم هونوا على أنفسكم فقد تعهد سلمان لفريدمان في المقابلة التي أجراها معه في بيته، بأن مشروعه القادم سيكون منع تكرار أحداث سبتمبر، فهو من أحرص الناس على عدم تكرار مثل تلك الغزوة، ولا نظن الأمريكان صادقون في دعواهم ضدهما فربما أن الدعوى رفع لأسهمهم والله أعلم، فإن فريدمان أكد بعد لقائه بسلمان أن يفتح له ولأمثاله المجال لفكره المعتدل" [14].
وفي العدد السادس من مجلة "صوت الجهاد"، استمرت المجلة بمهاجمة الصحويين، ووصمهم يحيى الغامدي بأن فيهم من"بدأت أفكاره تتغير ومواقفه تلين وصموده يستحيل حنكةً ومراعاةً للواقع وفهماً للسياسة الدولية ومجاراةً لها، زعموا !". وقال مؤكداً على ماسبق وأن أكده العييري:"وكان بعض هؤلاء العلماء يرسلون الشباب إلى الثغور ويقدموهم للساحات إما بأشرطتهم وكتبهم ومضامين أفكارهم القائمة على نبذ الحكم بغير ما أنزل الله وجهاد الطغاة، وإما بالدعم المادي المتحقق على الأرض فعلاً ".وقال ملمحا عن سلمان العودة: "فأحدهم بدأ يعيد الحسابات ويتجه نحو (العصرنة) وتمييع المفاصلة مع أعداء الله من المرتدين والرافضة والزنادقة". ووصل في هجومه درجة هاجم فيها معظم مشايخ الصحويين فقال: "وبعضهم أخذوا يظهرون مع المومسات في القنوات".
إذن فهناك اختلاف في المرجعيات بين التيارين الصحوي والتكفيري، فالخضير والفهد على سبيل المثال يعتبران من المرجعيات المعتد بهما عند التيار التكفيري، ولهذا كان لتراجعهما أثراً في صفوف هذه الجماعات، ويتضح ذلك جلياً بقيام أحد المطلوبين وهو عبدالله بن عطية السلمي بتسليم نفسه بعد أن بث التلفزيون السعودي تراجعات الخضير والفهد عن أرائهم السابقة. وقد كان الدكتور محسن العواجي متصالحاً مع نفسه وواقعياً مع معطيات الموقف حين صرح لجريدة الرياض بأن السلمي سلم نفسه لسببين وهما:
"الأول: عندما سمع المؤتمر الصحافي الذي عرض مؤخراً لسمو الأمير نايف في المدينة المنورة.
والثاني: المقابلة المتلفزة للشيخ علي الخضير حيث كان لها تأثير إيجابي كذلك في تفكيره" [15].&
وتبقى الحقيقة، أن مشايخ الصحويين ليس لهم أي مرجعية يُعتد بها في الوسط التكفيري، بل إن العواجي خصوصاً متهم بين التكفيرين بشكل كبير، ومفتقد تماماً للمصداقية فيما بينهم، وفوق هذا فإنهم يكفرونه صراحة، ومن الذين يكفرونه يوسف العييري بذاته، فهو يقول:" محسن كما قال الأخ برغش بن طوالة يحتاج إلى استتابة، لأن الراضي بالكفر كافر فكيف بالناشر له والمحتضن لأصحابه" [16].& ويقول أيضاً:"سابقة محسن ليست شفيعاً له عن الضلال، محسن خبير بالأسمدة وأصبح اليوم مفتياً، والأعظم من ذلك أنه الناطق الرسمي للحملة! وإذا كان الغراب دليل قوم.. مر بهم على جيف الكلاب، فهل هذا الغراب هو من سيبين الإسلام الصحيح؟ هل خبير الروث هو الذي سيوضح حقيقة الإسلام "[17]. وفوق هذا، فهو يتهمه بأنه هو سبب التغيير الذي حل بالدكتور سفر الحوالي فيقول: "فضيلة الشيخ سفر الذي توفي في السجن رحمه الله بأيدي محسن العواجي وعبد العزيز القاسم في غربة 105 جناح 2 في سجن الحائر " [18].
وعلى كل حال، فقد أكدت مجلة "صوت الجهاد" في عددها الخامس على رفضها التام لمبادرة وقف العنف، فقد ورد فيها:"وقد أطل علينا قبل أيام الناطق الرسمي باسمهم في زماننا "العواجي" ونال من كتب أئمة الدعوة، وأفصح عن بعض ما في نفوسهم من طوامِّ وبلايا.
ومن أطرف ما بدأوا بطرحه هذه الأيام مبادرة تبناها هؤلاء وعلى رأسهم الحوالي والعواجي، والتي يدعون فيها المجاهدين إلى إلقاء السلاح، وإلى الانبطاح، وترك الجهاد والكفاح، وكأن المجاهدين لا عقول لهم يميزون بها بين الحق والباطل، وبين الصادق والكاذب.. ".
وأظن أن توقيت عملية المحيا بعد أيام قليلة من إطلاق الحوالي لمبادرته، تحمل رسالة واضحة من أعضاء التنظيم التكفيري مضمونها الرفض القاطع لهذه المبادرة.
وسواء صحت هذه الفرضية أم لم تصح، تبقى الحقيقة في كون الحوالي والعودة والعواجي لايشكلون للتكفيرين أي مرجعية، إلا إذا كان الأستاذ منصور النقيدان يشكل مرجعية لهم. هذا هو ماقرره بحسمٍ يوسف العييري فقال:"أيها المغفلون لا تغتروا بالأسماء ولا بالسابقة، فمنصور النقيدان الزنديق سابقته أحسن من سلمان وسفر ومحسن وأحسن من الجميع كما يعرف ذلك الجميع، وتحول إلى زنديق " [19].
3 - المحاولة التي يحاولها الصحويون في هذه الأيام، في سبيل إقناع الدولة بقدرتهم على إرجاع جماعات العنف والإرهاب إلى طريق الاعتدال، مقابل مطالب معينة، هي لاتعدو أن تكون وسيلة للمزايدة على الدولة في تعاملها مع المتورطين في الأعمال الإرهابية، والضغط عليها في سبيل الحصول على تنازلات سياسية جديدة لصالح التيار الصحوي. وهو مايذكرنا بتصريح المرشد السابق للإخوان المسلمين في مصر الأستاذ مصطفى مشهور، في الفترة التي تزايدت فيها المواجهات بين التكفيريين والنظام المصري. وذلك حين قال:"لو كانت جماعتنا مسموحة بشكل رسمي لاستطاعت احتواء الشباب المتطرف.. والأسلوب الأمثل أن نعطي الحرية لجماعة الإخوان ونسمح لها باحتواء مثل هذا الشباب وتصحيح مفاهيمه" [20].
وسبق وأن أوضحتُ في مكان سابق من هذه الورقة، وبشكل أكثر تفصيلاً، غرض الصحويين عموماً، والدكتور الحوالي خصوصا من هذه المبادرة.
وعلى كل حال، فالمبادرة قد فشلت، وقد كان محكوماً عليها بالفشل منذ البدايات، ولا أظن أن هذا كان يخفى على قادة الصحويين، ولكنها كانت ورقة سياسية لابد من أن يحاولوا استغلالها. فالمسألة كلها سياسة في سياسة بنظرهم.
وفي ختام هذا الورقة لابد من القول:& إن الغاية التي يتمناها الصحويون ويحلم بها التكفيريون هي غاية واحدة، وهي القفز على كرسي السلطة، وكل الفرق فيما بينهما، أن التيار الصحوي بعد خروج قادته من السجن أصبح يميل إلى السياسة كثيراً، وهذا ماجعل التكفيريون ينفضون من حوله، فهم لا يريدون العمل بطريقة المواجهات المتفرقة مع الدولة، ولا يحبذون استخدام التقية السياسية في تصرفاتهم، ولكنهم يريدون التغيير السريع، والقائم على المواجهة المباشرة. فالتياران وجهان لعملة واحدة، والفرق بينهما في الأسلوب فقط، لا أكثر ولا أقل.
وإذا كان مشايخ الصحوة قد تغيروا تغيراً حقيقياً كما يردد البعض، فلابد لهم أن يعلنوا -وبصراحة- تراجعهم العلني عن مواقفهم الفكرية القديمة، على أن يكون ذلك بشكلٍ واضحٍ وصريح، وإذا كان فيهم من يثني على تراجعات الخضير والفهد والخالدي، فلابد له من الاقتداء بهم في تراجعاتهم ومراجعاتهم، متى ماتم هذا، سيكون علينا أن نتعامل مع قديم الصحويين على أنه ماض قد انتهى، وإذا لم يحصل ذلك، فلا مفر من اعتبار مواقف مشايخ الصحوة القديمة نابعة من موقف عقدي لن يزول، كما يحب أحدهم أن يقول!
الهوامش:
[1] وفي مناهج التعليم أيضاً للأسف الشديد.
[2] نذكر من العباءات الأخرى: الفكر الذي نقله المحاربون في أفغانستان و نظام التعليم السعودي وحلقات العلم الشرعي في المساجد والبيوت.
[3] شريط شهداء المواجهات، مؤسسة السحاب للإنتاج الإعلامي الموزع الرسمي لأشرطة تنظيم القاعدة.&
[4] الرسالة موجودة بالكامل في موقع العييري في الأنترنت تحت عنوان: نصيحة الشيخ يوسف العييري للشيخ سلمان العودة بعد خروجه من السجن.
[5] رسالة العييري للعودة، مرجع سابق.
[6] رسالة العييري للعودة، مرجع سابق.
[7] رسالة العييري للعودة، مرجع سابق.
[8] يوسف صالح العييري، الحملة العالمية لمقاومة العدوان زيف وخداع وشعارات كاذبة، ص 16 17.
[9] سلمان العودة، الكلمة الحرة ضمان، ص23.
[10] يوسف صالح العييري، الحملة العالمية لمقاومة العدوان زيف وخداع وشعارات كاذبة، ص 48.
[11] كون الخلايا الإرهابية في المملكة تابعة لتنظيم القاعدة أصبح أمرا لا يقبل النقاش، خصوصا بعد أن ظهرت الأشرطة التي وزعتها مؤسسة سحاب، وظهرت فيها وصايا التكفيريين ومعلوماتهم.
[12] تعارف التكفيريون على تسمية الأسرة الحاكمة السعودية باسم آل سلول. ونعت المخالف بالنفاق عادة قديمة في التاريخ الإسلامي، وقد بعثت الصحوة الحياة في هذه العادة المذمومة، وتلقاها التكفيريون وتوارثوها من أدبيات الصحوة.
[13] في الحاشية وتعليقاً على تسليم الحوالي للفقعسي، قال كاتب المقال " هذا هو الصحيح وهو أن الحوالي هو الذي بحث عن الفقعسي حتى وجده ومن ثمّ سلمه، لا أن الفقعسي هو الذي أتى للحوالي، وقد حدثني بذلك أحد أقارب سفر الحوالي.."
[14] يوسف صالح العييري، الحملة العالمية لمقاومة العدوان زيف وخداع وشعارات كاذبة، ص 51.
[15] جريدة الرياض، تاريخ 27 رمضان 1424هـ، العدد 12937.
[16] يوسف صالح العييري، الحملة العالمية لمقاومة العدوان زيف وخداع وشعارات كاذبة، ص 46.
[17] يوسف صالح العييري، الحملة العالمية لمقاومة العدوان زيف وخداع وشعارات كاذبة، ص 46.
[18] يوسف صالح العييري، الحملة العالمية لمقاومة العدوان زيف وخداع وشعارات كاذبة، ص 39.
[19] يوسف صالح العييري، الحملة العالمية لمقاومة العدوان زيف وخداع وشعارات كاذبة، ص 46.
[20] د. حسنين توفيق ابراهيم،& النظام السياسي والأخوان المسلمون في مصر من التسامح إلى المواجهة، ص 66.
[5] رسالة العييري للعودة، مرجع سابق.
[6] رسالة العييري للعودة، مرجع سابق.
[7] رسالة العييري للعودة، مرجع سابق.
[8] يوسف صالح العييري، الحملة العالمية لمقاومة العدوان زيف وخداع وشعارات كاذبة، ص 16 17.
[9] سلمان العودة، الكلمة الحرة ضمان، ص23.
[10] يوسف صالح العييري، الحملة العالمية لمقاومة العدوان زيف وخداع وشعارات كاذبة، ص 48.
[11] كون الخلايا الإرهابية في المملكة تابعة لتنظيم القاعدة أصبح أمرا لا يقبل النقاش، خصوصا بعد أن ظهرت الأشرطة التي وزعتها مؤسسة سحاب، وظهرت فيها وصايا التكفيريين ومعلوماتهم.
[12] تعارف التكفيريون على تسمية الأسرة الحاكمة السعودية باسم آل سلول. ونعت المخالف بالنفاق عادة قديمة في التاريخ الإسلامي، وقد بعثت الصحوة الحياة في هذه العادة المذمومة، وتلقاها التكفيريون وتوارثوها من أدبيات الصحوة.
[13] في الحاشية وتعليقاً على تسليم الحوالي للفقعسي، قال كاتب المقال " هذا هو الصحيح وهو أن الحوالي هو الذي بحث عن الفقعسي حتى وجده ومن ثمّ سلمه، لا أن الفقعسي هو الذي أتى للحوالي، وقد حدثني بذلك أحد أقارب سفر الحوالي.."
[14] يوسف صالح العييري، الحملة العالمية لمقاومة العدوان زيف وخداع وشعارات كاذبة، ص 51.
[15] جريدة الرياض، تاريخ 27 رمضان 1424هـ، العدد 12937.
[16] يوسف صالح العييري، الحملة العالمية لمقاومة العدوان زيف وخداع وشعارات كاذبة، ص 46.
[17] يوسف صالح العييري، الحملة العالمية لمقاومة العدوان زيف وخداع وشعارات كاذبة، ص 46.
[18] يوسف صالح العييري، الحملة العالمية لمقاومة العدوان زيف وخداع وشعارات كاذبة، ص 39.
[19] يوسف صالح العييري، الحملة العالمية لمقاومة العدوان زيف وخداع وشعارات كاذبة، ص 46.
[20] د. حسنين توفيق ابراهيم،& النظام السياسي والأخوان المسلمون في مصر من التسامح إلى المواجهة، ص 66.
كاتب سعودي
[email protected]
[email protected]
التعليقات