&
بهية مارديني من دمشق: قد لا يلاحظ المتابع للسينما السورية غزارة في الإنتاج، ولكنه سيشاهد دون شك تنوعاً ونجاحاً ملحوظين. فقد قدّمت السينما السورية في عام 2003 فيلمين طويلين، أحدهما للممثلة والمخرجة السورية واحة الراهب، التي&صوّرت فيلمها الروائي الأول "رؤى حالمة". وتدور أحداثه حول فتاة حالمة تنتمي لأسرة متوسطة الحال والدخل، تحمل تناقضاتها المختلفة ويهيمن عليها أب تتراوح شخصيته بين القسوة المتسلطة، الطيبة والحنان، وبين المحافظة والتحرر. |
تقطن تلك الأسرة في حي مختلط يحمل بدوره تناقضاته في نماذج سكانه المختلفة، كما في أنماط بنائه المتنوعة، في مجتمع يعاني أفراده أشكالاً مختلفة من الحصر والكبت والحرمان والضغوطات، والتي تنعكس سلباً على مختلف أوضاعهم، وتكشف هشاشة أعماقهم الناتجة عن كونهم غير أحرار في داخلهم. وذلك من خلال ردود فعل متناقضة للحي وللعائلة على اختفاء إبنتهم، مروراً بعدة مراحل من حياتها، وانتهاءً بيوم الإختفاء، وذلك في زمن الإجتياح الاسرائيلي للبنان.
وفي عام 2003 أيضاً، قدّم المخرج عبد اللطيف عبد الحميد، فيلم "ما يطلبه المستمعون"، الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان دمشق الأخير. وتحقق أفلام عبد الحميد المعادلة الصعبة بين النجاح الجماهيري وتصفيق النقاد. ويطرح الفيلم قصة عن الحب وزمن الراديو الجميل في الأرياف البعيدة. ويستهل المخرج فيلمه، بلحظة انطلاق الأهالي إلى بيت أبي جمال، المفتوحة أبوابه والمرحّبة دوماً بالجميع رغم&الوضع المادي الضيث.&فكل الفلاحين الفقراء اعتادوا أن يتوافدوا إليه من قريب ومن بعيد، ليستمعوا إلى البرنامج الإذاعي "ما يطلبه المستمعون"، متأملين أن تذاع أغنياتهم التي يرسلون بطلبها بواسطة البريد، وليستمعوا أيضاً إلى برامجهم الاذاعية المفضلة، أو ليعرفوا بعضاً من أخبار العالم وأخبار بلدهم الذي يخوض جيشه حرب استنزاف على الجبهة البعيدة عن بيوتهم مئات الكيلومترات. ولكن ورغم بعد المسافة فإن حزناً ثقيلاً سوف يهبط على بيوت الناس، فالوطن ينادي أبناءه للدفاع عنه أينما كانوا.
الراديو العتيق شخصية فاعلة في الدراما، إذ يجمع شمل الأهالي ويحرك مشاعرهم في الإندماج بالرقص على إيقاع الأغنيات. والفيلم تزينه قصص الحب الرقيقة بين جمال وعزيزة، التي تحضر مع أهل المنطقة للإستماع إلى البرنامج. وتستدعي الحرب جمال للذهاب الى الجبهة، ويتعاطف معه الضابط المسؤول عنه ويقرر منحه إجازة قصيرة، ولكن في احتدام المعركة يصاب العاشق ويعود شهيداً ليحمل جثمانه على الأكتاف في قريته.
تنعكس هذه الأحداث على الفتاة المحبة، بانكفائها أكثر على ذاتها، أمام الخوف من مواجهة الحياة وخوض التجربة، والتعويض عن ذلك بالإنجراف أكثر في أحلام يقظة ومنامات كابوسية تنافس الواقع وتتماهى معه لكنها ستسعفها أحياناً في تشكيل رؤى تساعدها في الإستمرار والبقاء.
وفي عام 2003 أنتجت المؤسسة العامة للسينما في سورية عدة أفلام قصيرة منها: "الأطفال ليسوا دائماً حمقى" لأنطوانيت عازرية، و"زائرة المساء" لغسان عبد الله، و"القناع" لبسام حسين، و"سفر الأجنحة" لثائر موسى، ، و"متر مربع" لوليد حريب، و"الفرح" لنضال حسن، و"أحاديث الحجر" لريمون بطرس.
وفي عام 2003 أيضاً، قدّم المخرج عبد اللطيف عبد الحميد، فيلم "ما يطلبه المستمعون"، الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان دمشق الأخير. وتحقق أفلام عبد الحميد المعادلة الصعبة بين النجاح الجماهيري وتصفيق النقاد. ويطرح الفيلم قصة عن الحب وزمن الراديو الجميل في الأرياف البعيدة. ويستهل المخرج فيلمه، بلحظة انطلاق الأهالي إلى بيت أبي جمال، المفتوحة أبوابه والمرحّبة دوماً بالجميع رغم&الوضع المادي الضيث.&فكل الفلاحين الفقراء اعتادوا أن يتوافدوا إليه من قريب ومن بعيد، ليستمعوا إلى البرنامج الإذاعي "ما يطلبه المستمعون"، متأملين أن تذاع أغنياتهم التي يرسلون بطلبها بواسطة البريد، وليستمعوا أيضاً إلى برامجهم الاذاعية المفضلة، أو ليعرفوا بعضاً من أخبار العالم وأخبار بلدهم الذي يخوض جيشه حرب استنزاف على الجبهة البعيدة عن بيوتهم مئات الكيلومترات. ولكن ورغم بعد المسافة فإن حزناً ثقيلاً سوف يهبط على بيوت الناس، فالوطن ينادي أبناءه للدفاع عنه أينما كانوا.
الراديو العتيق شخصية فاعلة في الدراما، إذ يجمع شمل الأهالي ويحرك مشاعرهم في الإندماج بالرقص على إيقاع الأغنيات. والفيلم تزينه قصص الحب الرقيقة بين جمال وعزيزة، التي تحضر مع أهل المنطقة للإستماع إلى البرنامج. وتستدعي الحرب جمال للذهاب الى الجبهة، ويتعاطف معه الضابط المسؤول عنه ويقرر منحه إجازة قصيرة، ولكن في احتدام المعركة يصاب العاشق ويعود شهيداً ليحمل جثمانه على الأكتاف في قريته.
تنعكس هذه الأحداث على الفتاة المحبة، بانكفائها أكثر على ذاتها، أمام الخوف من مواجهة الحياة وخوض التجربة، والتعويض عن ذلك بالإنجراف أكثر في أحلام يقظة ومنامات كابوسية تنافس الواقع وتتماهى معه لكنها ستسعفها أحياناً في تشكيل رؤى تساعدها في الإستمرار والبقاء.
وفي عام 2003 أنتجت المؤسسة العامة للسينما في سورية عدة أفلام قصيرة منها: "الأطفال ليسوا دائماً حمقى" لأنطوانيت عازرية، و"زائرة المساء" لغسان عبد الله، و"القناع" لبسام حسين، و"سفر الأجنحة" لثائر موسى، ، و"متر مربع" لوليد حريب، و"الفرح" لنضال حسن، و"أحاديث الحجر" لريمون بطرس.
التعليقات