فاخر السلطان من الكويت: حذر النواب الاسلاميون في مجلس الامة الكويتي (البرلمان) وزير التربية والتعليم العالي الدكتور رشيد الحمد من حذف ما أسموه "الدين الحقيقي" من المناهج الدراسية وذلك أثناء مناقشة المجلس اليوم الثلاثاء للاستراتيجية التعليمية وما يرتبط فيها من توجه حكومي لتغيير وتعديل المناهج مراعاة للظروف الاقليمية والدولية الراهنة.
ورفض النائب حسن جوهر (شيعي إسلامي) خضوع وزارة التربية إلى ابتزاز وضغوط خارجية لالغاء أجزاء رئيسية من المناهج حيث ألغيت - حسب ما قال - أسسا فكرية وعقائدية ودينية بسبب التهديدات الخارجية. وقال الناءب عبدالله عكاش (سلفي) أن التنقيح الديني للمناهج يبدو وكأن البلد في كارثة والمناهج قائمة على التطرف ، وحذر الوزير من المساس بالمناهج خاصة التربية الدينية وتساءل : ما هو الدين الجديد الذي سوف يستقبله الطلبة في المدارس.. هل هو الدين الغربي الامريكي الجديد؟.
واعرب النائب فهد الخنة (سلفي) عن أسفه لوجود صبغة تغلب على مستقبل التعليم من خلال حذف الدين الحقيقي الذي يربي أمتنا ويقويها ، حسب تعبيره. وأعرب عن استغرابه لاختفاء دور الاسلام في التربية والتعليم في برنامج الحكومة والاهتمام بحقوق الانسان والنهج الديمقراطي دون غرس القيم الدينية الصحيحة وإغفال إدخال الدين بالمناهج من خلال مستشارين علمانيين غير مؤتمنين على وضع المناهج.
&من جانبه قال النائب جمال العمر (ليبرالي مستقل) إن الحديث عن الارهاب والتطرف موجود في المناهج. فيما قال النائب صالح عاشور (شيعي إسلامي) أن الامريكان غيروا مناهجهم وطوروها وهذا سبب أنهم سبقوا السوفييت في زيارة القمر والمريخ مطالبا الحكومة ووزارة التربية بأن يطوروا مناهجهم ويغيروها إلى الافضل.
وهاجم النائب ضيف الله بورمية (سلفي) تصريحات وزير الاعلام محمد ابو الحسن حول رفضه لأسلمة المناهج مطالبا الوزير أن يهتم بوزارته وأن يصلح الخلل فيها.
وقال النائب ناصر الصانع (من الحركة الدستورية جناح الاخوان المسلمين في الكويت) إن هناك هجمة شرسة على بعض الامور الدينية موضحا أن الذي ينقص التعليم هو عدم وجود متطلبات سوق العمل. وقال النائب محمد البصيري (من الحركة الدستورية) في إشارة إلى تغيير المناهج.. إننا مسلمون ولا يمكن أن نعير هويتنا وديننا وعقيدتنا مهما كلف ذلك ورفض أن يصف أبناؤنا أو غيرهم بأنهم ارهابيون.
وكان معظم النواب الليبراليين أو المحسوبين على التوجه الليبرالي والتوجه الحكومي قد هاجموا السياسات التعليمية خاصة في جانبها التقني دون أن يدافعوا عن أهمية تغيير المناهج نحو خلوها من دوافع التطرف واللاتسامح. وفي نهاية تلك المناقشة أحال رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي الاستراتيجية التعليمية التي قدمها المسؤولون في وزارتي التربية والتعليم العالي على لجنة شؤون التعليم والثقافة والارشاد في المجلس.
وقال وزير التربية الدكتور رشيد الحمد ان كل المناهج الدراسية خاضعة للتطوير مشيرا الى ان المناهج في الكويت "خالية من اي شيء يدعو الى الارهاب".
وأوضح الحمد في تصريح للصحافيين عقب جلسة المجلس أن وزارة التربية أقامت "مسحا للمناهج التعليمية جميعها اللغة العربية والتربية الاسلامية والاجتماعيات" مؤكدا أن مناهجنا من الاساس خالية من أي شيء يدعو الى الارهاب.
وأضاف أن "مناهجنا تدعو الى الاسلام والى التسامح واحترام الاخر وبصفة عامة تدعو الى الاخلاق الحميدة منذ زمن بعيد" مؤكدا أن مناهج التربية الاسلامية "تحترم هذه الامور وبالتالي لا يمكن أن تحذف أو تحرف في الاحاديث أو الايات.
وأعرب الحمد عن سعادته لما تم طرحه في مجلس الامة من آراء ومناقشات بشأن الوضع التعليمي في الكويت موضحا أن آراء النواب "هو لبنة تضاف على خططنا في وزارة التربية حتى نستطيع أن ننهض..فمسؤولية التعليم ليست فقط مسؤولية وزارة التربية وحدها ولكن هاجس وهم ومسؤولية الجميع في هذا البلد".
وأكد أن القيادات في وزارة التربية والعاملين فيها يعملون بجد واخلاص مشيرا الى أنه اذا كان هناك اي نوع من القصور في أي مجال من المجالات "فكلنا معرض لذلك وليس هناك تعمد من أحد".
وقال الحمد "كلنا نحاول أن نعالج هذا الخلل ونقدر المسؤولين في وزارة التربية بدء من وكيل الوزارة الى أصغر موظف" مشيرا الى أنه اذا كانت هناك أي انتقادات لاي منهم "فنحن نتقبلها ونرحب بها ونعتبرها منطلقا لاصلاح أسلوبنا وطريقنا في التعامل من أجل النهوض بالتعليم في بلدنا."