نصر المجالي من لندن: أجمعت مصادر إيرانية معتدلة وغيرها غربية تراقب الوضع الإيراني& عن قرب وبتمحيص وتخليل دقيق على القول أن الحكم الإسلامي المتشدد هناك بدا مسيرة انهياره على خلفية الكارثة التي حلت بمدينة بام من جراء الزلزال الأخير الذي راح ضحيته حسب إحصائيات رسمية ما يقل عن 50 ألف شخص إضافة إلى تشريد مائة ألف آخرين، وعادت تلك المدينة المشهود لها أنها إثر تاريخي على طريق الحرير الواصل بين الغرب والشرق لقرون خلت أثرا بعد عين. (راجع ما يتصل في إيلاف في عدد سابق عن تاريخية المدينة).
وفي تقارير نشرتها الصحافة البريطانية اليوم، من داخل إيران، فإن الغالبية العظمى من الشعب الإيراني عادت& لم تؤيد حكومة بلادها التي يقودها رجال دين من أمثال آية الله العظمى علي خامنئي أو غيره من أمثال آية الله علي أكبر رفسنجاني رئيس هيئة تفسير الدستور أو بالتالي رئيس الجمهورية الإصلاحي محمد خاتمي.
وما توافر عند خزنة"إيلاف" من معلومات خلال الساعات القليلة الماضية، هي أن القيادة الإيرانية الدينية ممثلة بعلي خامنئي وكذلك القيادة السياسية المنتخبة كونها إصلاحية ممثلة بالرئيس خاتمي لم تزورا المنطقة المنكوبة إلا بعد أربعة أيام من وقوع الكارثة، في الوقت الذي بادرت فيه جهات غربية للمساهمة في عمليات الإغاثة والإنقاذ في مدينة بام المنكوبة.
ونقلت الصحف البريطانية اليوم عن شهود عيان إيرانيين ومحللين كذلك قولهم "كيف لنا الثقة بحكومتنا المنتخبة أو أولياء أمورهم من رجال الدين العظام في مواجهة أية كارثة لم يحاولوا أن يكونوا أول الواصلين إلى موقعها، بينما بادر العالم كله بما فيه "العدو الأميركي" للوصول عبر عمليات إنقاذ وإغاثة في مدينة بام؟ .
يذكر أن النكبة التي تعرضت أن النكبة التي تعرضت غليها مدينة إليها مدينة بام التاريخية، تجيء وسط تقارير عن حال إيراني اقتصادي منهار وكذا الحال سياسيا. رغم الزيارات المتأخرة من آية الله خامنئي ورئيس الجمهورية الإصلاحي خاتمي، "فكلاهما أصبح من وجهة نظر الشارع الإيراني في مركب واحد"؟.
والبطالة في بلد بترولي غني مثل إيران، تفوق حد التوقع ، حيث أن هنالك ما نسبته 14 بالمائة عاطلين عن العمل، وتقول التقارير أن 70 بالمائة من سكان هذا البلد الإسلامي الآسيوي& الذي له مشاكل عالقة كثيرة مع الغرب يعانون حد الفقر.
والتقارير تشير ايضا، على أن إيران الإسلامية تعاني مشكلة حادة في الفساد وهو مصدره الملالي الذين يرسمون سياسيات البلاد منذ انتصار الثورة الخمينية في العام 1979 التي أقصت الحكم الشاهنشاهي عن الحكم، وهي منذ ذلك الحين كانت معادية للغرب على اعتبار أن الولايات المتحدة هي "الشيطان الأكبر".
والعلاقات لا تزال مقطوعة بين واشنطن وطهران على تلك الخلفيات لكنها عادت مع دول غربية مهمة مثل بريطانيا، ولكن هذا التطور لم يساعد في محاولات تحسين الصورة الإيرانية في الغرب رغم محاولات رئيسها المنتخب الإصلاحي لمرتين محمد خاتمي.
وإذ ذاك، فإن عشرات من التصريحات المنقولة على لسان إيرانيين من الداخل على خلفية نكبة مدينة بام التاريخية يشير على مدى الضجر الشعبي في غيران من الحكم القائم على مختلف مستوياته المتشددة أو الإصلاحية ، وكان ملخص ما قالوا "لقد بادر العالم جميعا لنجدتنا من أول ساعات الكارثة، لكن قيادتنا جاءت غلينا بوعود بعد أربعة من الأيام، فهل نصدقها".
التعليقات