"إيلاف"من لندن: كشفت مصادر صحافية بريطانية اليوم عن أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد متورط في صفقات أسلحة تقدر قيمتها بملايين الدولارات لنظام حكم صدام حسين البعثي السابق في العراق، رغم ما بين الحزبين البعثيين الحاكمين من اختلافات تاريخية على مدى عقود ثلاثة خلت.
وقالت صحيفة "التايمز" البريطانية اليوم في تقرير لها أن مسؤولين سوريين كبارا متورطون بشكل غير شرعي في تزويد الحكم العراقي المنهار بكميات كبيرة من الأسلحة قدرت بملايين الدولارات وذلك خلال فترة الاستعدادات الأميركية البريطانية لشن حربها الأخيرة في آذار (مارس) الماضي التي انتهت بزوال حكم صدام حسين من الخريطة السياسية الشرق أوسطية.
وحسب وثائق عدد صفحاتها 800 عثر عليها صحافيون أميركيون وألمان من مقر شركة في بغداد، فإن حكم الرئيس بشار الأسد انتهك في السنوات الثلاث الأخيرة قرار الأمم المتحدة القاضي بفرض حظر على العراق، وخصوصا في ما يتعلق بتزويده بالأسلحة.
ويبدو أن المعلومات الجديدة التي تكشفت ستزيد الضغط على حكم الرئيس السوري الشاب بشار الأسد الذي خلف والده الراحل حافظ الأسد الخصم العنيد "بعثيا" لصدام حسين، من جانب الغرب الذي يرى أن على دمشق أن تحسن صورتها لديه حتى يمكن التعامل معها كدولة ذات قرار مهم في الشرق الأوسط.
وتقول الصحيفة البريطانية أن تلك الوثائق التي زعمت أنها تدين الحكم السوري عثر عليها في شركة هي "شركة البشير التجارية العالمية" التي كان مقرها العاصمة العراقية بغداد، وهي من أكبر الشركات التي يقال أنها كانت تمارس خرق الحظر الدولي على الحكم في بغداد. وتضيف أن قريبا للرئيس السوري كان هو المسؤول عن مهمات تلك الشركة في العراق.
ومن ضمن العقود التي أنجزتها تلك الشركة لصالح العراق على سبيل المثال، تزويد بغداد بألف من البنادق الأوتوماتيكية مع عشرين مليونا من الذخائر و380 من صواريخ أرض جو المضادة للطائرات، وهي أسلحة جميعها مستوردة عبر عقود تجارية مع شركات بولندية وكورية جنوبية وروسية، إضافة لتزويد هذه الشركة للحكم العراقي بأنظمة متطورة لمنظومة الدفاع الجوي، وأجهزة رقابة من صنع أميركي باعتها شركة "ميلينوم" الروسية و20 دبابة باعتها شركة من سلوفينيا.
ويشير التقرير الصحافي البريطاني إلى أن أحد أقرباء الرئيس السوري بشار الأسد هو الذي يقود مهمات تلك الشركة التي لها مكتب رئيس في دمشق أيضا، وهو عاصف عيسى شلاش وذلك بدعم من المقدم في الجيش السوري دحيمة شلاش الذي هو ابن عم آخر للرئيس بشار، وهما وثيقا الصلة بحزب البعث الحاكم في سورية، وكانا زارا بغداد لمرات عديدة في العامين 2001 و2002 .
ولم تعلق وزارة الخارجية السورية عند سؤالها على مضمون التقرير والوثائق التي كانت كشفت في الأساس عن طريق صحافيين يعملون لصالح مجلة "شتيرن" الألمانية وصحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأميركية.
وفي الأخير، يعتقد أن السفيرة الأميركية المعينة حديثا في دمشق مارغريت سكوبي ستتحادث مع القيادة السورية في تفاصيل تلك الوثائق، في الوقت الذي تتعرض فيه حكومة دمشق البعثية إلى ضغوط هائلة من جانب الإدارة الأميركية التي تتهمها بدعم عمليات المقاومة التي يقوم بها عراقيون ضد قوات التحالف، إضافة لاستضافتها لجماعات تقول واشنطن إنها إرهابية مثل حزب الله اللبناني والجهاد الإسلامي وحماس الفلسطينيتين.